• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمات مختارة من القرآن الكريم (مخضود، يهجعون) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كلمات مختارة من القرآن الكريم (مخضود، يهجعون)

قال الله تبارك وتعالى عن مخضود الذي ورد مرة واحدة في القرآن الكريم "فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ" ﴿الواقعة 28﴾ مخضود صفة، المخضود: الموقَر حَملاً، أو الذي لا شوك له، أو الذي عري من شوكه. سدر مخضود أي: مكسور الشوك، يقال: خضدته فانخضد، فهو مخضود وخضيد، والخضد: المخضود، كالنقض في المنقوض، ومنه استعير: خضد عنق البعير، أي: كسر.
ومن خطبة لامير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله محمدا صلى الله عليه وآله: خير البرية طفلا، وأنجبها كهلا، أطهر المطهرين شيمة، وأجود المستمطرين ديمة، فما احلولت لكم الدنيا، في لذتها ولا تمكنتم من رضاع أخلافها، إلا من بعد ما صادفتموها جائلا خطامها، قلقا وضينها، قد صار حرامها عند أقوام بمنزلة السدر المخضود. جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: خضد "سِدْرٍ مَّخْضُودٍ" ﴿الواقعة 28﴾ لا شوك فيه كأنه خضد شوكه أي قطع يعني خلقه خلقة ال‌ "مَّخْضُودٍ" ﴿الواقعة 28﴾. السدر: شجر النبق: واحده: سدرة، والمخضود الذي لا شوك فيه كأنه خضد شوكه أي قظع.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ" (الواقعة 27). إنّ هذا الوصف هو أروع وصف هؤلاء، لأنّ هذا التعبير يستعمل في موارد لا تستطيع الألفاظ التعبير عنه، و هو تعبير عن المقام العالي لأصحاب اليمين. و تشير الآية اللاحقة إلى أوّل نعمة منحت لهذه الجماعة حيث تقول: "فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ" ﴿الواقعة 28﴾. و في الحقيقة أنّ هذا أنسب و أليق وصف توصف به أشجار الجنّة في دائرة ألفاظنا الدنيوية، لأنّ السدر كما يقول أئمّة اللغة: شجر قوي معمّر يصل طوله إلى أربعين مترا أحيانا و عمره يقرب من ألفي سنة، و لها ظلّ ظليل و لطيف، و السلبية الموجودة في هذا الشجر أنّه ذو شوك إلّا أنّ وصفه ب مخضود من مادّة خضد على وزن مجد بمعنى إزالة الشوك تنهي آثار هذه السلبية في شجر سدر الجنّة. و جاء في حديث: كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقولون: إنّ اللّه ينفعنا بالأعراب و مسائلهم، أقبل أعرابي يوما، فقال: يا رسول اللّه لقد ذكر اللّه في القرآن شجرة مؤذية و ما كنت أرى أنّ في الجنّة شجرة تؤذي صاحبها؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: (و ما هي) قال: السدر، فإنّ لها شوكا. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: (أليس يقول اللّه: في سدر مخضود، يخضده اللّه من شوكه فيجعل مكان كلّ شوكة ثمرة، إنّها تنبت ثمرا يفتق الثمر منها عن إثنين و سبعين لونا من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر).
قال الله عز وجل عن يهجعون "كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ" ﴿الذاريات 17﴾ يهجعون: يهجع فعل، ون ضمير، يهجعون: ينامون، و الهَجعة: النومة، و الهجوع: النوم بالليل دون النهار، و قيل: أو في أي وقت، كان هؤلاء المحسنون قليلا من الليل ما ينامون، يُصَلُّون لربهم قانتين له، وفي أواخر الليل قبيل الفجر يستغفرون الله من ذنوبهم. جاء في معاني القرآن الكريم: هجع الهجوع: النوم ليلا. قال تعالى: "كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ" ﴿الذاريات 17﴾ وذلك يصح أن يكون معناه: كان هجوعهم قليلا من أوقات الليل، ويجوز أن يكون معناه: لم يكونوا يهجعون. والقليل يعبر به عن النفي والمشارف لنفيه لقلته، ولقيته بعد هجعه. أي: بعد نومه، وقولهم: رجل هجع كقولك: نوم للمستنيم إلى كل شيء.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَعَثَ نَبِيَّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله بِالْهُدَى وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَ أَنْتُمْ أُمِّيُّونَ عَنِ الْكِتَابِ وَ مَنْ أَنْزَلَهُ وَ عَنِ الرَّسُولِ وَ مَنْ أَرْسَلَهُ، أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ طُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الْأُمَمِ وَ انْبِسَاطٍ مِنَ‌ الْجَهْلِ وَ اعْتِرَاضٍ مِنَ الْفِتْنَةِ الْهَجْعَةُ اي النَّوْمُ). جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: هجع "يهجعون" (الذاريات 17) أي ينامون.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ‌" (الذاريات 17) كلمة "يَهْجَعُونَ‌" مشتقّة من الهجوع: و معناه النوم ليلا. قال بعضهم المراد من هذا التعبير أنّهم كانوا يقظين يحيون أكثر الليل أو يحيون الليل و ينامون قليلا منه. و لكن حيث أنّ هذا الحكم و الدستور الشرعي بصورته العامّة و الكليّة للمحسنين و المتّقين يبدو بعيدا، فلا يناسب هذا التّفسير المقام، بل المراد أنّهم قلّ أن يناموا تمام الليل، و بتعبير آخر إنّ الليل هنا المراد منه العموم و الجنس. فعلى هذا فهم كلّ ليلة يحبّون قسما منها بالعبادة و صلاة الليل. أمّا الليالي التي يرقدون فيها حتّى مطلع الفجر و تفوت عليهم العبادة فيها كليّا فهي قليلة جدّا. و هذا التّفسير منقول عن الإمام الصادق في بعض أحاديثه أيضا. و ينقل عن الإمام الصادق في تفسير الآية محلّ البحث: "كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ" ﴿الذاريات 17﴾: أنّه‌ قال: كانوا أقلّ الليالي تفوتهم لا يقومون فيها. كما ورد في حديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: الركعتان في جوف الليل أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها. كما نقرأ حديثا عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال لسليمان الديلمي‌ أحد أصحابه: (لا تدع قيام الليل فإنّ المغبون من حرم قيام الليل‌). في حديث آخر عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوصي عليا عليه السّلام‌ إذ قال أربع مرّات: عليك بصلاة الليل‌.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=176777
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 12 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20