• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : معنى تُبَّعٍ بضم التاء في القرآن الكريم .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

معنى تُبَّعٍ بضم التاء في القرآن الكريم

قال الله عز وجل عن تبع بضم التاء "أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ" ﴿الدخان 37﴾ تُبَّعٍ اسم علم، تبع: هو اسم لكل ملك حكم اليمن و الشَّحر و حضرموت، قَوْمُ تُبَّعٍ: قوم سبأ أهلكهم وخرب ديارهم، أهؤلاء المشركون خير أم قوم تُبَّع الحِمْيَري والذين مِن قبلهم من الأمم الكافرة بربها؟ أهلكناهم لإجرامهم وكفرهم، ليس هؤلاء المشركون بخير مِن أولئكم فنصفح عنهم، ولا نهلكهم، وهم بالله كافرون، و "وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ" ﴿ق 14﴾ تُبَّعٍ اسم علم، تُبَّعٍ: أبو كرب الحِمْيري مَلِكُ اليمن، وكان مسلماً، قوْم تبّع: أبي كَــِربٍ الحِمْـيَريّ ملِك اليَمَن، وقوم تُبَّع: هو ملك كان باليمن أسلم ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه، كذَّبت قبل هؤلاء المشركين من قريش قومُ نوح وأصحاب البئر وثمود، وعاد وفرعون وقوم لوط، وأصحاب الأيكة قومُ شعيب، وقوم تُبَّع الحِمْيَري، كل هؤلاء الأقوام كذَّبوا رسلهم، فحق عليهم الوعيد الذي توعدهم الله به على كفرهم.
جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: تبع "تبع" (الدخان 37) (ق 14) واحد التبابعة من ملوك حمير سمي تبعا لكثرة أتباعه، وقيل: سموا تبابعة لأن الآخر يتبع الأول منهم في الملك، وهم سبعون تبعا ملكوا جميع الأرض ومن فيها من العرب والعجم، وكان تبع الأوسط منهم مؤمنا، وهو تبع الكامل بن ملكي أبو كرب بن تبع الأكبر بن تبع الأقرن، وهو ذو القرنين الذي قال الله تعالى فيه: "أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ" (الدخان 37) وكانوا من أعظم التبابعة وأفصح شعراء العرب، ويقال: إنه كان نبيا مرسلا إلى نفسه لما تمكن من ملك الأرض، والدليل على ذلك: إن الله تعالى ذكره عند ذكر الأنبياء فقال "وَ قَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ" (ق 14) ولم يعلم إنه أرسل إلى قوم تبع رسول غير تبع وهو الذي نهى النبي صلى الله عليه وآله عن سبه لأنه آمن به قبل ظهوره بسبعمائة عام، وليس ذلك إلا بوحي من الله عز وجل.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: لقد وردت كلمة (تبّع) في القرآن الكريم مرتين فقط: مرة "أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ" (الدخان 37)، و أخرى في الآية 14 من سورة (ق) حيث تقول: "وَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَ قَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ". إنّ تبعا كان لقبا عاما لملوك اليمن، ككسرى لسلاطين إيران، و خاقان لملوك الترك، و فرعون لملوك مصر، و قيصر لسلاطين الروم. و كانت كلمة تبع تطلق على ملوك اليمن من جهة أنّهم كانوا يدعون الناس إلى اتباعهم، أو لأنّ أحدهم كان يتبع الآخر في الحكم. لكن يبدو أنّ القرآن الكريم يتحدث عن أحد ملوك اليمن خاصة كما أنّ فرعون المعاصر لموسى عليه السّلام، و الذي يتحدث عنه القرآن كان معينا و محددا و ورد في بعض الرّوايات أنّ اسمه أسعد أبا كرب. و يعتقد بعض المفسّرين أنّه كان رجلا مؤمنا، و اعتبروا تعبير قوم تبّع الذي ورد في آيتين من القرآن دليلا على ذلك، حيث أنّه لم يذمّ في هاتين الآيتين، بل ذم قومه، و الرّواية المروية عن النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم شاهدة على ذلك، ففي هذه‌ الرواية أنّه قال: (لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم‌). جاء في حديث عن الإمام الصادق عليه السّلام: (إنّ تبّعا قال للأوس و الخزرج: كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي، أمّا لو أدركته لخدمته و خرجت معه). و ورد في رواية أخرى: إنّ تبعا لما قدم المدينة من أحد أسفاره و نزل بفنائها، بعث إلى أحبار اليهود الذين كانوا يسكنونها فقال: إنّي مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية، و يرجع الأمر إلى دين العرب. فقال له شامول اليهودي و هو يومئذ أعلمهم أيها الملك إنّ هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل، مولده بمكّة اسمه أحمد. ثمّ ذكروا له بعض شمائل نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم فقال تبّع و كأنّه كان عالما بالأمر ما إلى هذا البلد من سبيل، و ما كان ليكون خرابها على يدي‌ و على أية حال، فإنّ القسم الأعظم من تأريخ ملوك التبابعة في اليمن لا يخلو من الغموض من الناحية التاريخية، حيث لا نعلم كثيرا عن عددهم، و مدّة حكومتهم، و ربّما نواجه في هذا الباب روايات متناقضة، و أكثر ما ورد في الكتب الإسلامية سواء كتب التّفسير أو التأريخ أو الحديث يتعلق بذلك الملك الذي أشار إليه القرآن في موضعين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=176568
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 12 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28