• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الرواية العراقية بعد 2003 الواقع وآفاق المستقبل .
                          • الكاتب : حميد الحريزي .

الرواية العراقية بعد 2003 الواقع وآفاق المستقبل

((الرواية هي ملحمة ذاتية يطلب فيها المؤلف الأذن بأن يصور العالم على طريقته )) غوته .

رئيس نادي النقد الادبي في اتحاد الأدباء والكتاب في النجف

 

مقدمة :-

يفترض بنا  اولا ان نعرف ونعرف ماذا يعني بعد 2003، ماذا يعني هذا التاريخ بالنسبة للرواية العراقية ؟

نقول في عهد النظام الديكتاتوري ماقبل الاحتلال الامريكي ، كان الاديب كأي مواطن عراقي ، لا بل هو العراقي الاول المستهدف بقيود ومضايقات النظام الحاكم ، وتقييد حريته في الكتابة والابداع ، وعلى الرغم من أساليب الكتاب للافلات او التعمية والتحايل على اجهزة الرقابة  وعلى النظام ابدع العديد من الادباء روايات رائعة ف((السلطة الاستبدادية لاتستطيع أن تحتل مجموع امكانات المواطنين، ولا أن تعطلها اذ تظل هناك دائما مراكز وعي مناهض ، تقاوم ماهو كاتم للانفاس، ومعاد لحرية المواطن وحقوقه ، والابداع على الرغم من اختلاف أشكاله ووسائله،يلتقي موضوعيا مع قوى المناهضة  والرفض والمتطلعة الى بلورة وعي جديد )) 1 فقد كان الكاتب  يتعرض للمسائلة وحتى السجن وتهديد حياته بالفناء  في حال تعرضه  للنظام  من قريب أو من بعيد أو حتى بالتلميح مع أستحالة التصريح ، مما جعل الاديب ينطوي على ذاته وعدم النشر ، واضطراره الى الهجرة خارج البلاد طلبا للحرية  والهروب من القمع  السلطوي بغض النظر عن القلة القليلة ممن باع قلمه وفكره ووظفه لخدمة الديكتاتورية وسلطته ، وصدور روايات مؤدلجة هابطة المستوى  كثلاثية الايام الطويلة لعبد الامير معله  أو رواية زبيبة والملك  لكاتبها ...وروايات أخرى تمجد حروب الديكتاتور وعلى وجه الخصوص معركة القادسية ضد ايران مقابل مكافئات مالية مغرية  ...

اما بعد 2003 ، فقد أنفتح الفضاء العراقي على مصراعيه في كل مجالات الحياة، ودخل فيما يشبه الفوضى ان لم تكن هي الفوضى بعينها حتى أصيب المواطن العراقي بصعوبة الرؤيا والتمييز حاله كحال من ينتقل بشكل مفاجيء  من العتمة القاتمة الى الضوء الساطع ...

رافقت هذه الفترة سطوع وصعود نجم الرواية في كل العالم حيث اختطفت الاضواء من مختلف الاجناس الادبية الاخرى ...

 وبذلك فقد رفعت الرقابة السلطوية بالكامل عن المنتج الروائي وغيره ، ولكن هذا الرفع  أنتج غياب للضوابط والرقابة الفنية ، مما فتح الباب على مصراعيه للأدباء وأشباههم والمتشبهين بهم  لما للأديب من رأسمال رمزي في المجتمع  دفع  بهم لكتابة الرواية وطباعتها ونشرها  ليفوزوا بلقب أديب بغض النظر عن مستوى نتاجهم  الفني واستيفائه أو عدم أستيفائه لشروط وضوابط كتابة الرواية كفن أبداعي أدبي ، فمن يمتلك المال بأمكانه طباعة ونشرما يشاء من (الروايات ) مهما كان مستواها ...

لقد شجع هذا  المنحى والهوس في كتابة الرواية ، تبنت بعض وسائل الأعلام المكتوب والمرئي بعض(الكتاب) وتسويقهم على أنَّهم من مبدعي الرواية ، ناهيك عن دور مواقع التواصل الأجتماعي بنشر الغث والسمين من المنتج  الروائي مع صورة ((المؤلف))، وقد نمت على هامش هذه الظاهرة ، ظاهرة النقد الأخواني الهابط مما أوهم الكثير من أشباه الروائيين بأنهم نجوم لامعة  في فضاء المنتج الروائي وقد رفعوهم الى مستوى العالمية في حالة خيانة الناقد لذاته وأيهام الآخر بنجوميته  الزائفة ...

ففي الوقت الذي يذكر تاريخ الأدب أن بعض الروائيين أستغرق سنوات طوال لينجز رواية واحدة ، فأن بعض (روائيينا) يطبع وينشر أكثر من رواية في عام واحد حيث يقول امبرتو ايكو((لا أستطيع فهم الذين يكتبون رواية كل سنة )) 2 ووفرت أجهزة الحاسوب  الحديثة الرخيصة الثمن نسبياً أمكانية الكاتب في كتابة وتنضيد رواياته بنفسه مما وفر عليه الكثير من الكلفة المالية والوقت للدفع بمنتجه الى الطباعة والنشر ولو بنسخ محدودة المهم وجود صورته واسمه على غلاف المطبوع !! ... والانكى من ذلك أن يمنح مثل هذا (الكاتب) هوية عضوية الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق بصفة شاعر أو قاص وروائي أو ناقد ،علمت أن الأتحاد اتخذ بعض التدابير لتلافي هذه الحالة  وأعادة الأعتبار لعضوية اتحاد الأدباء والكتاب  لكي لا تمنح لغير مستحقيها .

في أعلاه تناولنا العوامل المساعدة على أنتاج الكم الهائل من المنتج الروائي بعد 2003 في العراق .

ولو اخذنا محافظة النجف  مثالا على هذا  الأزدياد الكبير في كتابة الرواية بعد 2003 سنرى *

أن عدد الروايات اعتبارا من 1930 الى 2003 هو 34 رواية .

عدد الروائيين الرجال  = 18 روائي  عدد الروايات = 31 رواية .

عدد الروائيات النساء= 1 روائية       عدد الروايات = 3 رواية

مابعد     2003 – 2022 عدد الروايات 111 رواية

عدد الروائين الرجال = 40 روائيا      عدد الروايات 83 رواية

عدد الروائيات النساء= 14 روائية     عدد الروايات 28 رواية

نستنتج من الارقام اعلاه الزيادة الكبيرة في الروايات المنتجة بعد 2003 بمايزيد على ثلاثة اضعاف ((111)) رواية  خلال 19   عاما فقط  ومجموع الروائيين والروائيات 54  ، بينما كان عدد الروايات 34 رواية  لفترة 73 عاما  قبل 2003. وكان مجموع الروائيين والروائيات 19  فقط  .

 

 

هل يعد العراق رحما مناسبا لنمو وولادة الرواية الناضجة ؟

من المعلوم للجميع  أن الرواية هي ابنة المدينة  الحديثة ... فالرواية هي ملحمة البرجوازية المنتجة بأمتياز((الرواية الشكل الأدبي الأكثر دلالة على المجتمع البرجوازي )) 3  . ، كما اوضح ذلك معظم النقاد الكبار في العالم ، وقد شهد على ذلك تاريخ ولادة الرواية الناضجة الأولى في المدن الاوربية  في عصر التنوير والتقدم الحضاري والصناعي  والنهوض الكبير للطبقة البرجوازية الصناعية ، نهوض ونضوج الطبقة الوسطى وهي حاضنة ومنتجة ومبدعة الفكر والثقافة والادب في العالم ...

لأسباب موضوعية وذاتية لاتوجد في العراق ومنذ ولادة الدولة العراقية في 1921 على يد القابلة الأستعمارية البريطانية ونصبت ملكا مستوردا على عرش العراق ، وبذلك فأن دولتنا العراقية هي دولة مصنعة وليست نتيجة حراك أجتماعي وطني عراقي  وأن كان لثورة العشرين  دورا في دفع بريطانيا لتأسيس الدولة العراقية ،فلذلك فأن دولتنا وتطورها مفتوحا على كل الأحتمالات ومنها  التطور نحو الفاشية  حيث يقول غولدمان ((انَّ أحد أسباب عدم قيام فاشية في فرنسا وأنكلترا مع أنَّها قامت في أيطاليا والمانيا، هو أن المجتمعات البورجوازية الفرنسية والأنكليزية تكونت ضمن عمل ثوري ، فيما تكونت المجتمعات البورجوازية الألمانية والأيطالية من فوق ))4. وهنا نضع أيدينا على سبب  قيام الحكومات الفاشية في العراق كما حدث في 1963 وفي 1968 من قبل البعث ، ومايمكن أنْ يتطور اليه توصيف دولتنا وحكومتنا بعد 2003 يمكننا أن نقول انَّ  طبقاتنا الأجتماعية عجزت عن  تقديم ملك يعتلي عرش العراق أو أنها منعت من أن تحكم بلدها بفعل عجزها الذاتي و بقوة المستعمر البريطاني وفرض أرادته ...وهذا يشير بشكل واضح الى هزالة الطبقة البرجوازية العراقية وضعفها وشللها وشلها من قبل الأستعمار البريطاني وجعلها طبقة طفيلية تابعة وغير منتجة  محولة الدولة العراقية الى دولة تعتمد بالدرجة الأولى على النفط  ليكون أقتصاداً ريعيا أستهلاكيا تابعا غير منتج ...

لانريد هنا أن نطيل في هذا الشأن لنثبت طفيلية البرجوازية العراقية وهو توصيف رافقها  منذ العشرينيات  ولحين التاريخ ، مما نتج ضعف وهزال الطبقة الوسطى التي لاتمتلك ذات مستقلة بل هي مصنعة لتكون مستوظفة من قبل الطبقة (الأقطاوازية- مزيج من بقايا   الاقطاع والبرجوازية الطفيلية ) الحاكمة بأمر المستعمروتابعة له ، وبالنتيجة لاتوجد طبقة عاملة قوية  لامن حيث العدد ولا من حيث الوعي الطبقي ، وبذلك أتصف المجتمع العراقي بالميوعة الطبقية وعدم وضوح الفرز الطبقي للطبقات وتداخل بعضها ببعض ...

نريد أنْ نخلص من ذلك أن طبقات أجتماعية بهذا التوصيف سيكون منتجها  المادي والفكري والأبداعي ومنها المنتج الروائي صورة لتوصيف خالقه ومولده  من حيث الضعف والهشاشة  وعدم النضج ، مع بعض الأستثناءات المحدودة بسبب قوة ذات بعض أدباء العراق وأنتشار الفكر اليساري وأنعكاسه على تطور الوعي الذاتي مما مكن المثقف من وعي لاوعيه وتخطي واقعه الموضوعي المتردي والمتخلف ، مشبعا ومتأثرا بروح الثقافة اليسارية والحضارة  ومتمثلا  للمنتج الروائي العالمي  ليعطينا أعمالا روائية  ناضجة وانْ بعد اكثر من  أربعين  سنة من ولادة الدولة العراقية ، حيث يشير تاريخ الرواية العراقية أنَّ أول رواية عراقية مكتملة وناضجة هي من أبداع الروائي اليساري العراقي غائب طعمة فرمان  هي(النخلة والجيران) والتي كتبها في موسكو عام 1965 بعد هروبه من العراق  بعد أنقلاب البعث الفاشي8 في شباط 1963

فاذا كان الحال بهذ التوصيف  في خمسينيات وستينيات وسبعينيات  وثمانينيات القرن العشرين  حيث كانت المدن العراقية الرئيسية كبغداد والموصل والبصرة  تمتلك مقومات مدنية  مقبولة مثل دور السينما والمسرح والمنظمات المهنية  والنقابية والمؤسسات الحديثة  ودور التعليم كالجامعات والمعاهد  وهي تحاكي الحضارة الأوربية أو المدن الأوربية المتطورة وهي الرحم المطلوب لولادة رواية ناضجة فقد أعطتنا هذه الحقب الزمنية على الرغم من كل المعوقات والأضطرابات السياسية منتجاً روائيا يمكن أن نفتخر به مواكبا أنتشار ورسوخ الفكر اليساري والديمقراطي الثوري والقومي التقدمي  في العراق منذ الأربعينيات  لحين هيمنة الحكم الصدامي  وقمع كل فكر عدى فكر البعث ومنظومته الفكرية والثقافية..

ومن يتابع حال المدينة العراقية على وجه الخصوص منذ منتصف الثمانينات  ولحين التاريخ سيلاحظ تراجع التحضر المدني وترييف المدن  بما فيها العاصمة بغداد ، حيث الهجرة الكبيرة من الريف الى المدينة  وهيمنة ثقافة الريف على ثقافة الحداثة المدنية ، متزامنة مع تسلط الحاكم البدوي (ابن الجرية ) على مقاليد الحكم  والسلطة العليا والمرافق والمؤسسات الثقافية  ممثلة بصدام وعائلته وعشيرته  وقريته ، مما سرع من اندثار مظاهر التمدن كالمسارح ودور السينما والملاهي والموسيقى ، وهروب أغلب الأدباءوالمثقفين  الذين لم يلتحقوا بالسلطة  وبحزب القائد الضرورة ، وقد شمل التبدل حتى في الملابس والأزياء مما يشير الى حالة نكوص هائل نحو قيم و(سواني) المجتمع الأهلي ما قبل الحداثي .

فكيف سيكون شكل ومضمون الرواية في مثل هذه (المدن) وفي مثل هذا الواقع أو الرحم المولد للرواية ..؟

وقد كرس  الأحتلال لابل عمق حالة التردي الثقافي والحضاري في المدينة العراقية  المتبرقعة بمظاهر الحضارة البراقة الزائفة  حيث تم تكريس التخلف والتجهيل والطائفية والقبلية في المجتمع العراقي وطبقته السياسية الحاكمة المتخادمة مع المحتل الأمريكي... بعد 2003.

ولابد أن نشير أن كتابة الرواية يحتاج الى وقت  من الأستقرار والسلام  حتى يتمكن الروائي من كتابة الرواية ، فكيف بالروائي وهو يعيش في العراق بلد الانقلابات والثورات والاضطرابات والحروب  امتدت لعشرات من السنين  فهذا الحال سينعكس سلبا على المنتج الروائي من حيث الكم والنوع ، علما أن اغلب هذه الفترات الزمنية تميزت بانعدام الحرية الشخصية والعامة  والحرية  بالنسبة للرواية هي بمثابة الشمس والاوكسجين بالنسبة للنبتة لايمكن أن تنبت ولا يمكن أن تنمو بدونهما ...

فبماذا يمكننا ان نوصف هذا المنتج الروائي في مثل هذا الواقع المتردي ؟

بغض النظر عن النوعية والتقنية الروائية ، يمكن توصيف أغلب هذه الروايات بصرخة الفئة المثقفة والمتثقفة والمجاورة لها ضد حالة التردي الحضاري والوعي الأجتماعي ، ضد واقع تجريف القيم الأيجابية  للشعب العراقي، ضد ترييف المدينة  ضد كل مظاهر التخلف وهيمنة القيم العشائرية والأسلاموية الطائفية المتخلفة والحنين الى زمن سابق وأن لم يكن مثالاً ولا نموذجياً لأزدهار قيم الحرية والجمال ولكنه يعتبر عصرا ذهبياً للمنتج الأبداعي على مستوى الأدب والفن  والثقافة مقابل حالة وواقع الرثاثة المخزية في الواقع الراهن على مستوى الطبقة السياسية الحاكمة  أو المجتمع

كما أننا يمكن أن نعتبر أغلبها صرخة ونداء وطموح من أجل عالم أفضل وأجمل .. وهنا لانريد أن نشير الى بعض الأعمال والمطبوعات التي لايمكن أنْ توصف بالرواية ولاتنتمي اليها  بأي شكل من الأشكال ..((كل عمل أدبي بالتالي يجسد ويبلور رؤية العالم لدى هذه الطبقة أو تلك ويجعلها تنتقل من الوعي الفعلي الذي بلغته الى الوعي الممكن ولا يتوفر ذلك الا للكتاب والمفكرين الكبار دون الصغار منهم الذين يتوقفون عند الوعي الفعلي لدى طبقة ما ويقتصرون على وصفه )) 5.

فماذا سيكون الحال اذا لم كانت الطبقة لم تعي ذاتها ولم تعرف حدودها وكونها هجينة ومتداخلة مع طبقات مجاورة ؟؟

ومن الملاحظ بعد 2003 شيوع ظاهرة تعدد الأختصاصات الأدبية  من قبل الأدباء فهو شاعر وقاص وروائي وناقد أدبي وصحفي وربما مفكر  أيضا ، أي ظاهرة عدم التخصص في كتابة وتأليف جنس أدبي محدد من أجناس الأبداع الأدبي ، وأرى أنَّها ظاهرة ليست غريبة في مجتمع متداخل الطبقات تذوب فيه التوصيفات الطبقية والوظيفية على مستوى السلطة الحاكمة حيث ترى فلان مرة وزير تعليم وأخرى وزيراً للنقل أو وزيراً للمالية أو الخارجية  ولامانع أن يكون وزيراً للدفاع والداخلية ، فلا بأس أنْ يكون الأديب مرة شاعر وقاص وروائي وناقد أدبي وصحفي ومفكر ... وهي صفة لايمتاز بها سوى العباقرة في العالم  ، فهل يوجد في مجتمعنا العراقي كل هذا العدد من العباقرة العظماء؟؟

والأمر نفسه موجود على المستوى الأجتماعي حيث تراه معلم وأخرى محام ومرة أخرى سمسار عقارات أو تاجر مفرد أو مزارع أو سائق تاكسي ..الخ

 أما على المستوى الأجتماعي فتؤدي هذه الظاهرة الى عدم ثبات شخصية الفرد  وقلقه الفكري وأنقلاباته السلوكية وضياع ذاته وأنتمائه وهويته المهنية والطبقية، وتنقلاته بين مختلف الأنتماءات الحزبية والسياسية ولاشك أنَّ هذه الظاهرة برزت في المجتمع العراقي بشكل حاد منذ فرض الحصارالأقتصادي على الشعب العراقي في زمن صدام حسين وبعد غزو الكويت  في التسعينيات ...، وهذا ليس مجال بحثنا

هذه الظاهرة في مجال الأدب تؤدي الى هشاشة المنتج الأدبي وفي المقدمة الروائي نتيجة عدم الدربة والتعمق في بذل الجهد لأبتكار الأسلوب والحنكة الروائية وبالتالي ضياع موهبة الكاتب في لجة التعددية وانشغالاتها ، فيكون الأديب كحال الغراب الذي حاول ان يقلد سير الحمامة  ففقد (المشيتين) كما يذكر المثل الشعبي...

*نتيجة الحرية النسبية بعد 2003 نلمس زيادة في عدد النساء العراقيات في كتابة الرواية بمستوى يضاهي ما وصل اليه الروائي الرجل ، ففي الوقت الذي لايسجل  الأبداع الروائي أي أسماً للمرأة الروائية في الخمسينيات  الا في النصف الثاني من ستينيات القرن العشرين  فمنذ بداية السبعينيات وحتى بداية التسعينيات صدرت حوالي (20) رواية للمرأة العراقية بالقياس الى اكثر من 300 رواية في العراق في الفترة نفسها . ولكن الحال تغير تماما بعد 2003 حيث صدرت المئات من الروايات لروائيات عراقيات ، تميزت بالكم من حيث عدد الروايات قياسا للحقب الزمنية السابقة ، أو من حيث الكيف حيث بلغت الرواية للمرأة العراقية نضجاً كبيراً وتميزاً ملحوظا على المستوى العراقي والعربي والعالمي حيث حصلت الرواية النسوية على جوائز مهمة مثل البوكر أسوة بزميلها الرجل .وظهرت اسماءًا مميزة من الروائيات العراقيات المبدعات وكاتبات أكثر من رواية بأساليب وثيمات متنوعة .

الثيمات السائدة في الرواية العراقية ما بعد 2003:-

لاشك أنَّ ثيمة الرواية تعتمد على فطنة الروائي في أختيار الحدث الهام وتحولاته عبر الواقع الأجتماعي المعاش، وعلى قدرة الكاتب على التقاط الصورة المعبرة عن هذه التحولات ، وقدرته على تجاوز سطح الظاهرة والغوص الى أعماقها  وروايتها بأسلوب أدبي فني بعيدا عن التقريرية والفوتغرافية المباشرة الساذجة ، وأن لاتكون الثيمة مكررة وانْ تكررت يجب أنْ تحمل روحا جديدة متجاوزة المطروح والمعاد ، وأن يكون الروائي فطنا في فهم حاجة المتلقي لمواضيع تدخل في صميم أهتماماته الخاصة  والعامة ، وأن يمتلك الروائي الجرأة لأختراق التابوات وكسر حجاب المسكوت عنه ((الروائي يستطيع أن يلتقط بالمعاينة والتأمل والحدس، ظاهرات لها صفة الشمولية التي تجعل منها معرفة تضيء السلوك البشري))6 ، فالأدب رسالة، وعلى المرسل أنْ يوصل رسالته للمتلقي القاريء((القاريءيسهم بدوره، في تكملة النص ـ شأنه في ذلك شأن المؤلف))  6  فيجب  أن تكون  ليست على شكل وصايا ومواعظ  كما في بعض الروايات  بل بأسلوب فني أدبي أبداعي تحترم ذات المرسل اليه  ولاتستهين بذكائه وقدرته على التحليل والتأويل وأن يستدرج القاريء ليس عبر تنصيب نفسه ونصه قيما عليه بل ان يجتذبه عبر الصورة المبهرة والعبارة الرشيقة الموحية بأسلوب الفنان وليس بأسلوب الواعظ والقيم على عقول الناس(( أن الذي لايعرف كبف يتوجه الى قاريءمستقبلي هو انسان تعيس وبائس))  8 ، وللأنصاف  فقد نجح  العديد من الروائيات والروائيين العراقيين من أبداع مثل هذه الروايات الرائعة فعلا .علما انَّ الرواية هي الأقرب الى روح الشباب وخياراته  على الرغم من كل شيء ف((الروائي يزحف بخفة صوب الشباب حتى يصبح أقرب اليهم من آبائهم ومدرسيهم بل أقرب اليهم من أمهاتهم ، أنه المرشد المختار ، والمعلم الذي تصطفيه الشابة لنفسها ))9

أنَّ هذا الأهتمام من قبل الشباب بأعتباره الأقرب اليهم يستوجب الأهتمام الكبير بأنتاج وتوفر الرواية  العراقية الأكثر نضجاً وجمالاً لجيل الشباب لمن يريد التطوير والبناء والتنويرفي المجتمع العراقي.

 أغلب السرد الروائي العراقي يمكن تصنيفه ضمن الرواية الاجتماعية  والرواية الاجتماعية الانتقادية  مع وجود تصنيفات أخرى بنسب اقل كالواقعية السحرية ،والغرائبية ، والخيال العلمي

 الثيمات  السائدة في المنتج الروائي فيما بعد 2003:-

  • الثيمة الروائية التي تسرد معاناة الأنسان العراقي بمختلف قومياته وطبقاته واديانه وتوجهاته الفكرية والسياسية زمن الحكم الديكتاتوري البعثي الصدامي خلال أكثر من ثلاثين عاما ، وقد جاءت الروايات بمستويات متباينة بين السرد المباشر التقريري ، في حين كان هناك سرد روائي أدبي بفنية وحرفية عالية ، وعلى الرغم من مرور ما يقارب عقدين على أنهيار النظام الديكتاتوري مازلت هذه الثيمة لها حضورا واضحا في السرد الروائي العراقي ولاعجب في ذلك مقابل حجم معاناة العراقيين من هذه الديكتاتورية البشعة وتحكمها في حياة المواطن طيلة أكثر من ثلاثة عقود ، وقد أرتكب  ما يفوق الوصف من الجرائم ضد الأنسان العراقي .
  • ثيمة الرواية المعبرة عن معاناة  العراقي خلال الحروب المدمرة التي خاضها النظام البعثي الصدامي في الداخل والخارج ووسائله الجهنمية في تبعيث وعسكرة المجتمع العراقي  وزج خيرة أبنائه في محرقته الحربية  وعلى وجه الخصوص قادسيته ضد أيران  وأحتلاله الجنوني  للكويت  وحروبه الهمجية ضد الشعب الكردي. وأغلب هذه الروايات عبارة عن معاناة شخصية للروائي خلال هذه الحروب القذرة ،ورداً واضحاً وبليغا وصادقاً لدحض ما دبجه عدد من الأدباء ممن باعوا أقلامهم للديكتاتور ممتدحين وممجدين لحروبه  العبثية  الأجرامية  وعلى وجه الخصوص قادسيته محرقة الشباب العراقي لثماني سنوات رهيبة .
  • روايات تسرد معاناة الشعب العراقي وعلى وجه الخصوص أقلياته من قوى الأرهاب الفاشية بعد الأحتلال كالقاعدة وداعش وبقايا البعث وبعض المليشيات الأسلاموية الأخرى .
  • الروايات التاريخية التسجيلية حيث برع بعض الروائيين والروائيات في أدبنة التاريخ وسرد الأحداث التاريخية  بعين وأسلوب الروائي وليس بعين المؤرخ الذي وثق الحدث حسب مصالح السلطة ، وكان البعض بارعا حقاً في تسليط الضوءعلى الشخصيت الثانوية المصنعة والخالقة للحدث والمخفية تحت عباءة البطل والزعيم ، كما انَّها كشفت العوامل المستترة وراء الحدث والمسكوت عنها من قبل التاريخ الرسمي((أنَّ مايميز الرواية التاريخية هو التحديث الايجابي، هو محو الحدود بين الأزمنة، والتعرف على الحقيقي الخالد في الماضي )) 10 ، كما أختص بعض الروائيين بتدوين تاريخ المدن العراقية  وتحولاتها مرورا بأهم الأحداث التاريخة التي مرت بالعراق .
  • ظهرت  بعض الروايات  تسجيل مآثر الشعب العراقي وشبابه الثائرضد فساد وجهل وتعسف الطبقة السياسية الحاكمة في العراق بعد 2003 وعلى وجه الخصوص المآثر البطولية لشباب العراق وأنتفاضته التشرينية ضد الفساد والمحاصصة العرقية والطائفية  والتبعية  في مختلف المحافظات العراقية وعلى وجه الخصوص في الوسط والجنوب ، كما انَّ هناك روايات تسجل تجربة المناضلين من مختلف التوجهات السياسية اليسارية والوطنية والقومية والأسلامية ضد النظام الحاكم سواء في داخل المدن العراقية وجبال  كردستان وفي أهوار العراق، ومعانات أحرار العراق في سجون الفاشية الصدامية ، وتجاربهم المريرة في دول المهجر...
  • كما طالعتنا العديد من الروايات بجرأة كبيرة  وبوعي واعد بتوجيه سهام النقد الواعي للقوى الأسلاموية المهيمنة على سدة الحكم  وممارسة مليشياتها الأجرامية  وماتقوم به من التضليل وشد عصائب التجهيل على عيون الجماهير المقهورة لأدامة استعبادها وقهرها ونهب وسلب ثرواتها  وأدامة حكمها وسلطتها  الطائفية القبلية المليشياوية  المتخلفة .. فقد أقتحم  عدد  من الروائيات والروائيين العراقيين قلاع التابوات والممنوعات والمسكوت عنه  متحدين مخاطر كبيرة  لحقت بالكثير منهم حد التصفية الجسدية والأخفاء والسجن والتعذيب والتشريد ، فهذه قوى تمتلك الجاه والمال والسلاح والسلطة كقوة كبح وردع لمن يكشف عورتها ويمزق عصائب تضليلها وفسادها ونهبها لثروة الشعب وتبعيتها لقوى اقليمية وعالمية ، وانَّها تدرك تماما الدور الكبير للأدب والفن  في بث الوعي بين الجماهير ومناصبتها العداء للثقافة والمثقف  .وهنا يمكن الأشارة الى انَّ أغلب هذه الروايات تسرد وتحكي ممارسة عناوين أحزاب أو أشخاص يرتدون رداء الدين دون أنْ تتعمق وتغوص في عمق هذه السلوكيات  وأسباب هذا السلوك ومولداتها في الواقع الأجتماعي القائم وكما يقول ماركس(( فلا يشترط نقد الوعي الديني أو التصورات الدينية فقط وأنما ايضا الواقع الاجتماعي السياسي الذي تمثله ))11
  •  حسب أطلاعي المحدود بالتاكيد ولايمكن أنْ أغطي كل المنتج الروائي الهائل مابعد 2003 هناك أغفال لثيمات وعدم الأهتمام المطلوب ب:-
  • الشأن الأنساني الذاتي للمواطن العراقي ومعاناته الشخصية لمجالات كالحب والفكر والعقيدة ، مجالات العيش وحرية التفكير والتعبير وسط أغلال التقليد والتدين المتشدد والأعراف العشائرية ، وهذا ليس غريبا والأنسان العراقي يعيش أزمات  وفواجع الحروب ومصاعب ومصائب وطنية شاملة تشغل الأنسان عن الأهتمام بذاته وهمه الشخصي مقابل الهم العام .
  • وجود نقصاً غير قليل في سرد معاناة الشعب العراقي من وحشية وتعسف قوى الأحتلال الهمجي للعراق بقيادة أمريكا  وحلفائها من مختلف دول العالم  والمجازر الوحشية المرتكبة بحق العراقيين أفراداً وجماعات ، ونهبهم لثروات العراق وتدميربناه التحتية ، وتنصيبهم لطبقة سياسية تابعة وجاهلة  فاسدة على سلطة الحكم ما بعد الأحتلال وبهندسة وتدبيرأجرامي من قبل برايمر وزمرته ، وهندستهم لآليات حكم محاصصاتي طائفي عرقي عشائري  متخلف أدى الى تمزيق وحدة الشعب العراقي وشرذمة  الشعب  الى طوائف وأعراق وقبائل متصارعة ...طبعا لم يكن ذلك الا  بأشغال الشعب العراقي بكافة فئاته ومنها الفئة المثقفة وفي طليعتهم الأدباء بالمضاد النوعي والمقاومة المصنعة من قبل المحتل، من بقايا البعث المهزوم وقوى الأسلام السياسي المتطرف كالقاعدة وداعش ومثيلاتها، الأستعمار الأمريكي  تميزمن دون كل القوى الأستعمارية بكونه يجلب معه  مقاومته  وهو المصنع لها  فهي من سلمت القاعدة وداعش راية (المقاومة الوطنية ) للأحتلال عبر ممارسات وحشية غير مسبوقة وطابعها الطائفي القذر، وأظهر نفسه ليس كمستعمر وانَّما المحرر والحامي والمخلص من همجية  القوى الأرهابية المسلحة((قوى المقاومة الوطنية )) التي هي في حقيقة الأمر  من تصنيع المحتل لأدخال البلاد في فوضى الخراب وسلب خيار المقاومة الوطنية الحقة من أحرار العراق بعدما دمغت  المقاومة بوصف الأرهاب والطائفية ، مما يجعل الروائي  حاله حال كأي وطني عراقي يقف صامتا محتارا وسط دخان التضليل والتجهيل وخلط الأوراق وصعوبة فصل الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، وفرز المقاوم الوطني الصادق من الأرهابي الطائفي المسير من قبل المحتل .
  • أفتقار السرد الروائي بعهد 2003 الى رواية الخيال العلمي بأستثناء بعض الروايات التي لايمكن أنْ تزيد على أصابع اليد أو الكف الواحدة  ولا نرى هذا غريبا في ظل واقع أجتماعي ورسمي غارق في ثقافة الأستهلاك والأجترار  لما هو سائد وموت الصناعة والزراعة  والأبتكارات العلمية في العراق بشكل مأساوي، فمجتمع الأستهلاك لايدفع الا بأتجاه تبلد العقل وموت الخيال العلمي الخلاق المبدع  لأفتقاده  لموضوعه ...

أفاق تطور الرواية العراقية :-

يبدولي ان واقع الرواية العراقية في الوقت الحاضر أي بعد 2003 واقعا مفارقا يصعب تفسره وتنظيره ، ففي الوقت الذي تلمس نموا هائلا  من حيث الكم الروائي ، في ظل واقع طارد للرواية  في مختلف المجالات ، فالرواية بنت المدينة في حين المدينة العراقية بما فيها العاصمة أفتقدت ميزتها المدنية التي ربما كانت تمتلك بعض ميزاتها في عقود سابقة وهذا المفارقة تنطبق على أغلب الدول العربية كما يقول فيصل دراج ((أنطوت البداية الروائية العربية على مفارقة ظاهرة ذلك انَّها ولدت في شرط غير روائي لم تنجز فيه البرجوازية العربية ثورتها ولم يعرف الواقع العربي فيه ثورات جذرية، كأن الرواية ولدت معوقة وافدت شديدة التلعثم لحظة ،ومليئة بالوهم ترهن المقامة ، لحظة أخرى وهي في الحالين بعيدة  البعد كله عن الشرط الأوربي الذي سوى روائيته)) 12 ، هيمنة الفكر الغيبي اللاعقلاني على اغلبية للمجتمع وللطبقة الحاكمة ، سيادة ثقافة الاستهلاك وأجترار الماضي الغير منتج ، سيادة الثقافة الشفاهية وثقافة المنابر بمختلف توصيفاتها على المشهد الثقافي العراقي ، ممنا أعطى للشعر وعلى وجه الخصوص للقصيدة العمودية المنبرية والشعر الشعبي العراقي السطوة الأولى على الساحة الأدبية والثقافية العراقية فشعراء العمود والشعراء الشعبيين هم فرسان الساحة الأدبية  وسادتها ، حتى على مستوى (النخبة )  وهنا  نحن لانقصد الأدب الشعبي((فالأدب الشعبي في التراث أقدم من الأدب الرسمي ، الأدب الشعبي هو الذي يجسد التاريخ الحقيقي للشعوب)) 13 ، فالمثل الشعبي أحد تمظهرات الأدب الشعبي ((يعتبر المثل الشعبي من أكثر فروع الثقافة الشعبية ثراءا في اللغة ويعبر في معظم حالاته عن تتابع تجربة شعبية طويلة )) 14 ((فلو قارنا عدد المؤتمرات والمهرجانات الشعرية المقامة سنويا في العراق بالمقارنة بمؤتمرات ومهرجانات السرد عموما بما فيه الرواية  على وجه الخصوص للمسنا مدى الأهمال والأقصاء والتهميش للرواية  والقصة والنقد الأدبي ، النقد الذي  يقول نورثروب فراي  عنه (( انَّ النقد يستطيع أن يتكلم في حين أن كل الفنون خرساء ))  15 ، نراه هو الأخرس أو المخرس والمقموع في حين الفنون التقليدية تتكلم ، في المشهد الثقافي حتى من قبل راعي الأدب والثقافة كوزارة الثقافة والأتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وكذلك غياب كبير للأبداع الروائي في أغلب المجالس والمؤسسات الثقافية  العراقية وعلى وجه الخصوص محافظات العراق كافة قياسا للحضور الواسع والمهيمن تماما لقصيدة العمود التقليدي وللشعر الشعبي ، وقد شمل الأقصاء قصيدة النثر وقصيدة الشعر الحر، حيث تبدو لي الرواية العراقية في الواقع الحاضر  كانها زوجة أجنبية انكليزية أو أمريكية أو فرنسية ..الخ لزوج عراقي تعيش الأنعزال والغربة ليس لها غير زوجها تتفاهم مع ويأخذ دور الوسيط  للتفاهم مع عموم المحيط الرسمي والمجتمعي السائد(( الرواية منتج ثقافي غربي، اذ أعتبربعض المعنيين بتاريخ الرواية نشر رواية سيليستا الفرناندو روخاس في أسبانيا سنة 1499 تاريخا لولادة الرواية ))  16

...فلا جائزة محترمة للرواية ولا نصب أو تمثال لروائي عراقي مها بلغ شأنه ...

وبذلك فأن مستقبل الرواية العراقية من حيث الكم والنوع  والأستمرار بالحياة يعتمد على طبيعة التحولات الأجتماعية الأقتصادية في العراق وتحول هذا المجتمع من مجتمع أستهلاك الى مجتمع منتج ، وحينها تستعيد المدينة العراقية حاضنة ورحم الرواية عافيتها وميزتها المدينة  ومظاهرها الحضارية وأنقاذها من عملية الترييف والثقافة العشائرية والطائفية ، أي تخليصها من  هيمنة مكونات المجتمنع الأهلي الغير حداثي الى المجتمع الحداثي المبني على التوصيف الأنساني المهني وأنتماء المواطن الى الوطن والى نقابته ومهنته ومنظمته الديمقراطية المهنية وليس الى عشيرته وطائفته...وتخليص المجتمع من التابوات الدينية والعشائرية المقيدة للحرية الشخصية وأعطائه حرية التفكير والتدبير خارج مهيمنات القمع والخوف والتسلط والفاقه  فلا رواية ناضجة بدون حرية فكرية و رواية حقيقية بدون ديمقراطية حقيقية وكما يقول واسيني الاعرج ((عندما تتخلى الرواية عن رهان الحرية تدخل في دوار النهايات والموت ))  17

 

المراجع :-

  1. د.محمد برادة – الرواية العربية ورهان التجديد ط1 2011 صدار الصدى للصحافة والنشر والتوزيع 23ص.
  2. ص121 امبرتو ايكو – ترجمة وتقديم سعيد بنكراد- دار الحوار ط1 2009.
  3. ص15- عز الدين مناصرة – الاجناس الادبية  في ضوء ((الشعريات المقارنة )) قراءة مونتاجية – دار الحرية للنشر والتوزيع – الاردن ط1 2010
  4. د.جمال شلحد البنوية التكوينية دراسة في منهج لوسيان غولدمان ص223.
  5. ص56 د.جمال شحيد البنوية التكوينية دراسة في منهج لوسيان غولدمان.
  6.  ص27 ابراهيم خليل –بنية النص الروائي دراسة – الدار العربية للعلوم ناشرون – منشورات الاختلاف  ط1 2010
  7. 6د. محمد برادة الواية العربية ورهان التجديدط12011 ص 70
  8. ص123  امبرتو ايكو – اليات الكتابة السردية ترجمة وتقديم سعيد نكراد  دار الحوار ط1 2009.
  9. ص299 ا.ا.تشاردز – مباديء النقد الادبي – ترجمة وتقديم د.مصطفى بدوي مراجعة الدكتور لويس عوض- وزارة الثقافة والارشاد القومي- المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر .
  10. - مختارات من اعمال ميخائيل باختين –ترجمة يوسف حلاق تقديم بطرس الحلاق ط1 2008-المركز القومي للترجمة  ص180.
  11. ص 133 سربست نبي – كارل ماركس – مسالة الدين ط2 2006 ص24.
  12. الرواية وتأويل التاريخ ط1 2004.
  13. ص142 دز هويدا صالح  الهامش الاجتماعي في الادب – قراءة سوسيو ثقافية.
  14. ص 149  - د. هويدا  .
  15. ص11 – تشريح النقد – ترجمة وتقديم محي الدين صبحي – مشورات وزارة الثقافة – 2005 نظرية الادب.
  16. لطفية الدليمي ص8 روبرت ايغلستون – الرواية المعاصرة – مقدمة قصيرة جدا – ترجمة وتقديم لطفية الدليمي المدى ط1 2017.
  17. ص17 جمع واعداد د. حاتم بن التهامي الفطناسي – السرد ومشكلة الكينونة – بحوث مؤتمر عمان الاول  فبراير 2013.
  • صفحات من تاريخ الفن الروائي في العراق – دراسة ببلوغرافية نقدية للابداعات الروائية النجفية  خلال 90 عاما  1930- 2020 للاديب الناقد حميد الحريزي  اصدارالاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ج1، ودار قهوة ج1 وج2 . الموسوعة متواصلة الصدور فالجزء الثالث قيد الطباعة والنشر والجزء الرابع قيد الاعداد  والكتابة .

 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=176434
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 12 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20