• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإبصار و البصائر في القرآن الكريم (ح 5) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الإبصار و البصائر في القرآن الكريم (ح 5)


تكملة للحلقات السابقة قال الله عز وجل عن الابصار في آيات قرآنية "ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ" ﴿السجدة 9﴾، و "إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴿الأحزاب 10﴾ زاغت الأبصار: مالتْ عن سَنـَـنها حَيْرة و دهشة، وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ: مالت خوفا وصارت دهشة، وإذ زاغت الأبصار: مالت عن كل شيء إلى عدوّها من كل جانب، اذكروا إذ جاؤوكم مِن فوقكم من أعلى الوادي من جهة المشرق، ومن أسفل منكم من بطن الوادي من جهة المغرب، وإذ شخصت الأبصار من شدة الحَيْرة والدهشة، وبلغت القلوب الحناجر من شدة الرعب، وغلب اليأس المنافقين، وكثرت الأقاويل، وتظنون بالله الظنون السيئة أنه لا ينصر دينه، ولا يعلي كلمته، و "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ" ﴿ص 45﴾ الأبصار: جمع بَصَر، وهو البصر في أمر الله، أو البصر في الدين و العلم و التأمل، واذكر أيها الرسول عبادنا وأنبياءنا: إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فإنهم أصحاب قوة في طاعة الله، وبصيرة في دينه، و "أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ" ﴿ص 63﴾ زَاغَتْ عَنْهُمْ الأَبْصَارُ: لعلهم معنا في جهنم ولكن لم يقع بصرنا عليهم، أم زاغت عنهم الأبصار: مالت فلم ترهم، وهم فقراء المسلمين كعمار وبلال وصهيب وسليمان، وقال الطاغون: ما بالنا لا نرى معنا في النار رجالا كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار الأشقياء؟ هل تحقيرنا لهم واستهزاؤنا بهم خطأ، أو أنهم معنا في النار، لكن لم تقع عليهم الأبصار؟ و "حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ﴿فصلت 20﴾ وأبصارهم: الواو حرف عطف، أبصار اسم، هم ضمير، ويوم يُحشر أعداء الله إلى نار جهنم، تَرُدُّ زبانية العذاب أولَهم على آخرهم، حتى إذا ما جاؤوا النار، وأنكروا جرائمهم شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون في الدنيا من الذنوب والآثام، و "وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ" ﴿فصلت 22﴾ وما كنتم تَسْتَخْفون عند ارتكابكم المعاصي، خوفًا من أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم يوم القيامة، ولكن ظننتم بارتكابكم المعاصي أن الله لا يعلم كثيرًا من أعمالكم التي تعصون الله بها، وذلكم ظنكم السيِّئ الذي ظننتموه بربكم أهلككم، فأوردكم النار، فأصبحتم اليوم من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم، و "وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" ﴿الأحقاف 26 ﴾ ولقد يسَّرنا لعاد أسباب التمكين في الدنيا على نحوٍ لم نمكنكم فيه معشر كفار قريش، وجعلنا لهم سمعًا يسمعون به، وأبصارًا يبصرون بها، وأفئدة يعقلون بها، فاستعملوها فيما يسخط الله عليهم، فلم تغن عنهم شيئًا إذ كانوا يكذِّبون بحجج الله، ونزل بهم من العذاب ما سخروا به واستعجلوه، وهذا وعيد من الله جل شأنه، وتحذير للكافرين.
جاء في الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي عن الأبصار والافئدة: وقوله "وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (النحل 78) امتنان بنعمة الإدراك الحسي والفكري فالسمع والبصر للمحسوسات والقلوب للفكريات أعم من الإدراكات الجزئية الخيالية والكلية العقلية. إشارة إلى مبادئ العلم الذي أنعم بها على الإنسان فمبدأ التصور هو الحس، والعمدة فيه السمع والبصر وإن كان هناك غيرهما من اللمس والذوق والشم ، ومبدأ الفكر هو الفؤاد. الإنشاء إحداث الشيء ابتداء وتربيته. ما في ذيل الآية من لحن العتاب في قوله : "قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ" وقد تكرر نظيره في غير موضع من كلامه كما في سورة المؤمنون "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ" (المؤمنون 78) والم السجدة "ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" (السجدة 9) يدل على أن إنشاءه تعالى الإنسان وتجهيزه بجهاز الحس والفكر من أعظم نعمه تعالى التي لا يقدر قدرها. وليس المراد بإنشائه مجرد خلقه كيفما كان بل خلقه وإحداثه من دون سابقه في مادته كما أشار إليه في قوله يصف خلقه طورا بعد طور "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً" (المؤمنون 14) إلى أن قال "ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ" (المؤمنون 14)، فصيرورة المضغة إنسانا سميعا بصيرا متفكرا بتركيب النفس الإنسانية عليها خلق آخر لا يسانخ أنواع الخلقة المادية الواردة على مادة الإنسان من أخذها من الأرض ثم جعلها نطفة ثم علقة ثم مضغة فإنما هي أطوار مادية متعاقبة بخلاف صيرورتها إنسانا ذا شعور فلا سابقة لها تماثلها أو تشابهها فهو الإنشاء. ومثله قوله "وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ" (الروم 20). فقوله "هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ" (الملك 23) إشارة إلى خلق الإنسان. وقوله :"وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ" (النحل 78) إشارة إلى تجهيزه بجهاز الحس والفكر، والجعل إنشائي كجعل نفس الإنسان كما يشير إليه قوله "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ" (المؤمنون 78). فالإنسان بخصوصية إنشائه وكونه بحيث يسمع ويبصر يمتاز من الجماد والنبات ـ والاقتصار بالسمع والبصر من سائر الحواس كاللمس والذوق والشم لكونهما العمدة ولا يبعد أن يكون المراد بالسمع والبصر مطلق الحواس الظاهرة من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل وبالفؤاد وهو النفس المتفكرة يمتاز من سائر الحيوان. قوله تعالى "وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا" (الحجر 15) إلخ ، العروج في السماء الصعود إليها والتسكير الغشاوة. والمراد بفتح باب من السماء عليهم إيجاد طريق يتيسر لهم به الدخول في العالم العلوي الذي هو مأوى الملائكة وليس كما يظن سقفا جرمانيا له باب ذو مصراعين يفتح ويغلق ، وقد قال تعالى "فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ" (القمر 11). وقد اختار سبحانه من بين الخوارق التي يظن أنها ترفع عنهم الشبهة وتزيل عن نفوسهم الريب فتح باب من السماء وعروجهم فيه لأنه كان يعظم في أعينهم أكثر من غيره ، ولذلك لما اقترحوا عليه أمورا من الخوارق العظيمة ذكروا الرقي في السماء في آخر تلك الخوارق المذكورة على سبيل الترقي كما حكاه الله عنهم بقوله "وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً" إلى أن قال أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ" (الاسراء 93) فالرقي في السماء والتصرف في أمورها كتنزيل كتاب مقرو منها أي نفوذ البشر في العالم العلوي وتمكنه فيه ومنه أعجب الخوارق عندهم. على أن السماء مأوى الملائكة الكرام ومحل صدور الأحكام والأوامر الإلهية وفيها ألواح التقادير ومنها مجاري الأمور ومنبع الوحي وإليها صعود كتب الأعمال ، فعروج الإنسان فيها يوجب اطلاعه على مجاري الأمور وأسباب الخوارق وحقائق الوحي والنبوة والدعوة والسعادة والشقاوة وبالجملة يوجب إشرافه على كل حقيقة ، وخاصة إذا كان عروجا مستمرا لا مرة ودفعة كما يشير إليه قوله تعالى "فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ" (الحجر 15) حيث عبر بقوله "فَظَلُّوا" ولم يقل: فعرجوا فيه. فالفتح والعروج بهذا النعت يطلعهم على أصول هذه الدعوة الحقة وأعراقها لكنهم لما في قلوبهم من الفساد وفي نفوسهم من قذارة الريبة والشبهة المستحكمة يخطئون أبصارهم فيما يشاهدون بل يتهمون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه سحرهم فهم مسحورون من قبله.
جاء في الامثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "أَبْصارُها خاشِعَةٌ" (النازعات 9) يبدو الاضطراب و الخوف ظاهرا على أعين المذنبين، و تتوقف حركتها و كأنّها قد فقدت حاسة النظر لما أصابها من خوف شديد. يعود ضمير "أَبْصارُها" إلى القلوب، التي تشير هنا إلى معنى النفوس و الأرواح، و ترجع الإضافة إلى أنّ مركز تأثيرات حواس الإنسان إنّما من روحه، و ما يظهر من اضطراب و خوف على الأعين هو نتيجة لما يسيطر على الروح من خوف. إذا كان لهذا العالم اله عادل فلما ذا يترك الظالمين و حالهم؟ هل هو غافل عنهم ام لا يستطيع ان يمنعهم و هو يعلم بظلمهم؟ فيجيب القرآن الكريم على ذلك بأنّ اللّه ليس غافلا عنهم ابدا، لانّ عدم عقابهم مباشرة هو انّ هذا العالم محلّ الامتحان و الاختبار و تربية الناس، و هذا لا يتمّ الّا في ظلّ الحرية، و سوف يأتي يوم حسابهم‌ "إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ" (ابراهيم 43). "تَشْخَصُ" من مادّة الشخوص بمعنى توقّف العين عن الحركة و النظر الى نقطة بدهشة. "مُهْطِعِينَ" من مادّة إهطاع بمعنى رفع الرقبة، و يعتقد البعض انّها بمعنى السرعة و قال آخرون: تعني النظر بذلّة و خشوع. و لكن بالنظر الى الجمل الاخرى يكون المعنى الاوّل اقرب الى الصحّة. "مُقْنِعِي" من مادّة الاقناع بمعنى رفع الراس عاليا. و مفهوم جملة "لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ‌" (ابراهيم 43) لا يقدرون على ان يطرفوا من شدّة الهول، و كأنّ أعينهم كأعين الأموات عاطلة عن العمل و جملة أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ بمعنى قلوبهم خالية و مضطربة بحيث ينسون كلّ شي‌ء حتّى أنفسهم و فقدت قلوبهم و أنفسهم كلّ ادراك و علم، و فقدوا كلّ قواهم. انّ بيان هذه الصفات الخمس: تشخص الأبصار، مهطعين، مقنعي رؤوسهم، لا يرتدّ إليهم طرفهم، افئدتهم هواء، صورة بليغة لهول و شدّة ذلك اليوم على الظالمين الذين كانوا يستهزئون بكلّ شي‌ء، و أصبحوا في هذا اليوم لا يستطيعون حتّى تحريك أجفان أعينهم.
جاء في الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي: قوله تعالى : "بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ" (القيامة 14-15) إضراب عن قوله، "يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ" (القيامة 13) إلخ ، والبصيرة رؤية القلب والإدراك الباطني وإطلاقها على الإنسان من باب زيد عدل أو التقدير الإنسان ذو بصيرة على نفسه. وقيل: المراد بالبصيرة الحجة كما في قوله تعالى ، "ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ" (الاسراء 102) والإنسان نفسه حجة على نفسه يومئذ حيث يسأل عن سمعه وبصره وفؤاده ويشهد عليه سمعه وبصره وجلده ويتكلم يداه ورجلاه ، قال تعالى : "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً" (الاسراء 36)، وقال "شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ" (السجدة 20). وقال "وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ" (يس 65). وقوله: "وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ" (القيامة 15) المعاذير جمع معذرة وهي ذكر موانع تقطع عن الفعل المطلوب، والمعنى هو ذو بصيرة على نفسه ولو جادل عن نفسه واعتذر بالمعاذير لصرف العذاب عنها. وقيل : المعاذير جمع معذار وهو الستر، والمعنى وإن أرخى الستور ليخفي ما عمل فإن نفسه شاهدة عليه ومآل الوجهين واحد. في تفسير القمي في قوله تعالى "فَإِذا بَرِقَ الْبَصَر" قال: يبرق البصر فلا يقدر أن يطرف. وفيه في قوله تعالى: "بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ" (القيامة 14-15) قال: يعلم ما صنع وإن اعتذر. وفي الكافي، بإسناده عن عمر بن يزيد قال : إني لأتعشى مع أبي عبد الله عليه‌السلام وتلا هذه الآية "بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ" (القيامة 14-15)، ثم قال: يا أبا حفص ما يصنع الإنسان أن يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه؟ إن رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله كان يقول: من أسر سريرة ألبسه الله رداها إن خيرا فخير وإن شرا فشر. وفي المجمع، وروى العياشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه ‌السلام قال: ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويستر سيئا؟ أليس إذا رجع إلى نفسه يعلم أنه ليس كذلك؟ والله سبحانه يقول : "بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ" (القيامة 14) إن السريرة إذا صلحت قويت العلانية. أقول: ورواه في أصول الكافي، بإسناده عن فضل أبي العباس عنه عليه ‌السلام. وفيه، عن العياشي عن زرارة قال، سألت أبا عبد الله عليه‌السلام ما حد المرض الذي يفطر صاحبه؟ قال، "بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ" (القيامة 14) هو أعلم بما يطيق




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=176218
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 12 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18