• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفرق بين ينظرون بضم النون وفتحها في القرآن الكريم (ح 3) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الفرق بين ينظرون بضم النون وفتحها في القرآن الكريم (ح 3)


قال الله تعالى: "أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ" (الاعراف 185) ينظروا بفتح الياء تعني التفكر ايضا. التفكر في الخلق من الأمور التي حثَّ عليها القرآن الكريم كثيراً، وقد حثَّ عليه القرآن الكريم بأساليبَ مختلفةٍ عديدةٍ منها الحثُّ على النظر، كقوله تعالى: "أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" (الاعراف 185) ينظروا بفتح الياء، وغيرها. إنَّ التفكير في الخلق يمكن أن يكون على عدَّة مستويات، وهي تختلف باختلاف مستوى المفكِّر من حيث الثقافة والعقلية والإيمان منها النظر إلى المستوى الظاهر من التدبير الكوني، وهو الذي يستفاد من ظاهر القرآن الكريم عند شرحه للآيات الكونية. والملكوت اشارة الى ملك الله سبحانه وتعالى غير المنظور عند مفسرين.
قال الله عز وجل تكملة للحلقتين السابقتين عن كلمة النظر ومشتقاتها "وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ" ﴿البقرة 50﴾، و "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ" ﴿البقرة 55﴾، و "وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ" ﴿آل عمران 143﴾، و "أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ" ﴿الأعراف 195﴾ فلا تُنظرون: فلا تُمهلوني ساعة، و "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ" ﴿يونس 71﴾ لا تُنظرون بضم التاء: لا تُمهلوني، و "مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ" ﴿هود 55﴾ لا تُنظرون بضم التاء: لا تمهلوني، و "وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ" ﴿الواقعة 84﴾.
يقول الامام الصادق عليه السلام في قول الله: "يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا" (الانعام 158) قال عليه السلام: (يعني خُروج القائم المنتظر منّا) ثمّ قال: (يا أبا بصير طُوبى لشيعة قائمنا المُنتظرين لظهوره في غَيبته و المُطيعينَ لهُ في ظُهوره، أولئكَ أولياءُ الله الذين لا خوفٌ عليهم و لا هُم يحزنون). و يقول الامام الباقر عليه السلام: "يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ" (الاعراف 158) قال: نزلتْ: أو اكتسبتْ، "فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ" ﴿الأنعام 158﴾ قال: (إذا طلعتْ الشمس مِن مغربها فكلُّ مَن آمن في ذلك اليوم لا ينفعهُ إيمانه). عن الامام الصادق عليه السلام ايضا في قول الله: "لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ" (الاعراف 158) يعني في الميثاق، "أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا" (الانعام 158) قال: الإقرارُ بالأنبياء و الأوصياء و أمير المؤمنين خاصّة. قال: ("لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا" (الانعام 158) لأنّها سُلبتْ).
وفي خبر الحسن بن هارون: (سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله، وهو مما قال الله عز وجل: "وَمِن النَّاسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ" (لقمان 6)). عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن سدير قال: سأل رجل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: "فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ" (سبأ 19) فقال: هؤلاء قوم كان لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض وأنهار جارية، وأموال ظاهرة، فكفروا بأنعم الله وغيروا ما بأنفسهم فأرسل الله عز وجل عليهم سيل العرم فغرق قراهم وأخرب ديارهم وأذهب بأموالهم وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي اكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل ثم قال الله عز وجل: "ذَٰلِكَ جَزَيْنَٰهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَٰزِىٓ إِلَّا ٱلْكَفُورَ" (سبأ 17).
قال الله عز من قائل "يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ" ﴿الأنفال 6﴾ يساقون الى الموت اي يؤمرون الى الموت كراهية، مثل سوق الجنود الى المعركة. و "هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" (البقرة 210) فالغمام هو حجاب الله الذي يكلم الناس من ورائه وليس السحاب او الغبار. وذكر السيد محمد حسين الطباطبائي ان القرآن يفسر بالقرآن لا بالرأي لان الرأي نهى عنه الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث قال (من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=175980
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 12 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28