• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الافك و أفاك و المؤتفكات في القرآن الكريم (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الافك و أفاك و المؤتفكات في القرآن الكريم (ح 1)


جاءت كلمة افك ومشتقاتها في القرآن الكريم: يُؤْفَكُونَ، تُؤْفَكُونَ، يَأْفِكُونَ، وَالْمُؤْتَفِكَاتِ، بِالْإِفْكِ، إِفْكٌ، أَفَّاكٍ، إِفْكًا، أَئِفْكًا، إِفْكِهِمْ، يُؤْفَكُ، لِتَأْفِكَنَا، أُفِكَ، وَالْمُؤْتَفِكَةَ. قال الله تعالى عن كلمة افك ومشتقاتها "يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ" ﴿الذاريات 9﴾ يؤفك: يصرف عن الإيمان و الحق، قيل: يضعف عقه و رأيه من ضعف، يؤفك من افك اي يصرف عن النبي والقرآن من هو ضال لا فهم له، و "مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" ﴿المائدة 75﴾ يؤفكون: يؤفك فعل، ون ضمير، انى يؤفكون اي كيف يصرفون عن الحق إلى الضلال، و "إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ" ﴿الأنعام 95﴾ تؤفكون: تصرفون عن وجه الصواب، وقيل: تصدون عن الحق. يقال أفكه: صرفه و قلب رأيه، فأنى تؤفكون اي كيف تصرفون عن الحق، و "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ" ﴿الأعراف 117﴾ يأفكون: يَكْذِبُونَ، ما يأفِكُونَهُ أي: يَقْلِبُونَهُ عن الحَقِّ إلى البَاطِلِ، فألقاها فصارت ثعبانا، فإذا هي تبتلع ما يكذبون فيه أنها حياة، والمعني‌ إنها تلقف‌ المأفوك‌ ‌ألذي‌ حل‌َّ ‌فيه‌ الافك، و "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" ﴿التوبة 30﴾ انى يؤفكون اي كيف يضلون عن الحق و هو ظاهر، و "قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ" ﴿يونس 34﴾ فأني تؤفكون اي فكيف تصرفون عن الحق بعد معرفته، و "فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ" ﴿الشعراء 45﴾ ما يأفكون اي ما يوهمون أنه الحق، و "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" ﴿العنكبوت 61﴾ فأنى يؤفكون اي فكيف يصرفون عن توحيده، و "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ" ﴿الروم 55﴾ يؤفكون اي يقلبون الحق الى باطل.
قال ابنُ عبَّاسٍ: "مَا يَأفِكُونَ" (الاعراف 117) يُريدُ: يَكْذِبُونَ، والمعنى: أنَّ العصا تلقَفُ ما يأفِكُونَهُ، أي: يَقْلِبُونَهُ عن الحَقِّ إلى البَاطِلِ. جاء في مجمع البيان في تفسير القرآن للشيخ الطبرسي: ثم أخبر سبحانه عن نفسه، فقال: "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى" (الاعراف 117) أي: ألقينا إليه من وجه لم يشعر به إلا هو "أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ" (الاعراف 117) التي معك "فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ" (الاعراف 117) معناه: فألقاها فصارت ثعبانا، فإذا هي تبتلع ما يكذبون فيه أنها حياة، عن مجاهد "فوقع" أي: ظهر "الحق" وهو أمر موسى، وصحة نبوته، ومعجزاته. جاء في تفسير التبيان للشيخ الطوسي: و ‌قوله‌ "ما يَأفِكُون‌َ" فالافك‌ ‌هو‌ قلب‌ الشي‌ء ‌عن‌ وجهه‌، و ‌منه‌ "المُؤتَفِكات‌ِ" (النجم 53) المنقلبات‌. و الافك‌ الكذب‌ لأنه‌ قلب‌ المعني‌ ‌عن‌ جهة الصواب‌. و ‌قال‌ مجاهد: "ما يَأفِكُون‌َ" ‌ أي ‌ يكذبون‌. و ‌في‌ ‌الآية‌ حذف‌، و تقديره‌ فألقي‌ عصاه‌ فصارت‌ حية "فَإِذا هِي‌َ تَلقَف‌ُ ما يَأفِكُون" (الاعراف 117)َ و المعني‌ إنها تلقف‌ المأفوك‌ ‌ألذي‌ حل‌َّ ‌فيه‌ الافك‌، و ‌علي‌ ‌هذا‌ يحمل‌ ‌قوله‌ ‌تعالي‌ "وَ اللّه‌ُ خَلَقَكُم‌ وَ ما تَعمَلُون‌َ" (الصافات 96) و معناه‌ و ‌ما تعملون‌ ‌فيه‌. عن أبي جعفر عليه السلام قال: وفيه (كانت عصى موسى لآدم عليه السلام حين انتزعت من شجرتها، يصنع بها ما كان يصنع موسى، وتلقف ما يأفكون وتصنع ما تؤمر به، إنها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شعبتان: إحداهما في الارض والاخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها).
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: وقوله: "تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍۢ" (الشعراء 222) قال في مجمع البيان: الافاك الكذاب وأصل الإفك القلب والأفاك الكثير القلب للخبر عن جهة الصدق إلى جهة الكذب، والأثيم الفاعل للقبيح يقال: أثم يأثم إثما إذا ارتكب القبيح وتأثم إذا ترك الاثم انتهى. وذلك أن الشياطين لا شأن لهم إلا إظهار الباطل في صورة الحق وتزيين القبيح في زي الحسن فلا يتنزلون إلا على أفاك أثيم. قوله تعالى: "وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ" (الجاثية 7) الويل والهلاك، والأفاك مبالغة من الإفك وهو الكذب، والأثيم من الاثم بمعنى المعصية والمعنى: ليكن الهلاك على كل كذاب ذي معصية. قوله تعالى: "يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" (الجاثية 8) صفة لكل أفاك أثيم، و "ثُمَّ" للتراخي الرتبي وتفيد معنى الاستبعاد، والاصرار على الفعل ملازمته وعدم الانفكاك عنه.
خطبة الزهراء عليه السلام الكبرى قال الطبرسي: حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام، ودر حلب الأيام، وخضعت ثغرة الشرك، وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج، واستوسق نظام الدين. ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة، ونجوتم بالضيق من السعة، فمججتم ما وعيتم، ودسعتم الذي تسوغتم، ف "إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيد" (ابراهيم 8). جاء في كتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة للسيد علي شرف الدين الأسترآبادي: قوله تعالى‌ "وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ‌" (الذاريات 7). تأويله‌ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‌ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ‌ قَالَ فِي أَمْرِ الْوَلَايَةِ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ‌ يَعْنِي مَنْ أُفِكَ عَنِ الْوَلَايَةِ فَقَدْ أُفِكَ عَنِ الْجَنَّةِ. و معنى أفك صرف.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=175015
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 11 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29