• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اشارات عن الحجة المنتظر في القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

اشارات عن الحجة المنتظر في القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 1)

جاء في تفسير العياشي عن الإمام الصادق عليه السلام أن الآية "اَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ" (ال عمران 83) تشير إلى ظهور الإمام المهدي عليه السلام. روى محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن الآيات القرآنية التي تأول الى المهدي عليه السلام قال لي: يا محمد، هنا تأويله إن الله تعالى يقول: "وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ" (ال عمران 7).
قال الامام الصادق عليه السلام كما جاء في البحار: كأني أنظر القائم على ظهر النجف ركب فرسا أدهم ابلق بين عينيه شمراخ ويبني في ظهر الكوفة مسجدا له الف باب، ويتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة حتى يخرج الرجل يوم الجمعة على بغلة صفراء يريد الجمعة فلا يدركها ويأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين نهرا يجري الى الغري حتى ينزل الماء في النجف ويعمل عليها القناطر والارحاء فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الارحاء فتطحنه بلا كرى، ويفرق جنوده وعماله في البلاد فلا يبقى أهل بلدة إلا وهم يظنون إنه معهم في بلادهم، ويضع يده على رؤس العباد فجمع بها عقولهم، وكلت بها أحلامهم ولم يقم أحد بين يديه إلا عرفه صالح هو أم طالح. قال الله تبارك وتعالى "وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا" (ال عمران 83). عن عبد الأعلى الحلبي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام في حديث طويل يذكر فيه خطبة الإمام المهدي عليه السلام عند الكعبة: والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر، ثم ينشد الله حقه، ثم يقول: يا أيها الناس، من يحاجني في الله، فأنا أولى الناس بالله، ومن يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، يا أيها الناس من يحاجني في نوح، فأنا أولى الناس بنوح، يا أيها الناس من يحاجني في إبراهيم، فأنا أولى الناس بإبراهيم.
يقول المفكر الإسلامي الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره (ان الانتظار إلهامٍ فطريٍّ أدرك الناس من خلاله على الرغم من تنوع عقائدهم ووسائلهم إلى الغيب أنَّ للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض تحقق فيه رسالات السماء بمغزاها الكبير. وحينما يدعم الدين هذا الشعور النفسي العام ويؤكد أنَّ الأرضَ في نهايةِ المطاف ستمتلئ قسطاً وعدلاً بعد أنْ ملئت ظلماً وجوراً. الإيمان بالمهدي إيمانٌ برفضِ الظلمِ والجورِ. وأنَّ الظلم مهما تجبَّر وامتدَّ في أرجاء العالم وسيطر على مقدراته، فهو حالة غير طبيعية ولا بد أنْ ينهزم. وتلك الهزيمة الكبرى المحتومة للظلم وهو في قمةِ مجده، تضع الأمل كبيراً أمامَ كل فردٍ مظلومٍ، وكل أمةٍ مظلومةٍ في القدرة على تغيير الميزان وإعادة البناء). جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). اعداد القوة فرض كفائي ليكون المنتظر مستعد بأنه جندي الامام المهدي ضد الاعداء كما قال الله عز وجل. فالمظلوم عليه ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فلا خير في امة منتظريها ينظرون الى المنكر ولم يفعلوا شئ كما قال الله عز من قائل "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" ( آل عمران 110). فمنتظري الامام المهدي الحجة عليهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكما جاء في الحديث النبوي الشريف.
قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عندما تطلع الشمس، يا أهل الهدى اجتمعوا، وينادي من ناحية المغرب بعدما تغيب الشمس: يا أهل الضلالة اجتمعوا، ومن الغد عن الظهر تكور الشمس فتكون سوداء مظلمة، واليوم الثالث يفرق بين الحق والباطل بخروج دابة الأرض. وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر عند كهف الفتية، ويبعث الله الفتية من كهفهم إليهم رجل يقال له تمليخا، والآخر كمسلمينا، وهما الشهداء المسلمون للقائم، فيبعث أحد الفتية إلى الروم، فيرجع بغير حاجة، ويبعث بالآخر فيرجع بالفتح، فيومئذ تأويل هذه الآية: "وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا" (ال عمران 83).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=173524
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20