• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : قراءة في رواية: الغريب .
                          • الكاتب : هاجر الاسدي .

قراءة في رواية: الغريب

الكتاب: الغريب

الكاتب: ألبير كامو

الفئة: رواية فلسفية

عدد الصفحات: 150 ورقي

عن الكاتب

ألبير كامو (1913-1960) فيلسوف وكاتب مسرحي وروائي فرنسي، ولد في بلدة مندوفى بمدينة الطارف في أقصى شرق الجزائر، في بيئة شديدة الفقر من أب فرنسي، قُتل بعد مولده بعام واحد في إحدى معارك الحرب العالمية الأولى، ومن أم أسبانية مصابة بالصمم.

عاشت أمهُ مع عدد من أقاربها في جو قريب من العدم، لعبت هويته والفقر الذي عاناه في طفولته دوراً كبيراً على المنحى الذي أخذته حياته، اهتم ألبير كامو في شبابه برياضتي السباحة وكرة القدم، لكنهُ اضطر للتوقف عن الرياضة بسبب اصابته بمرض السل في سن السابعة عشرة، ممارسته كرة القدم جعلته يقول جملته المشهورة "كل ما أعرفه عن الأخلاق، أدين به لكرة القدم".

تمكن ألبير من إنهاء دراسته الثانوية، ثم تعلم بجامعة الجزائر من خلال المنح الدراسية وذلك لتفوقه ونبوغه، حتى تخرج من قسم الفلسفة بكلية الآداب، كان روائياً وكاتباً مسرحياً في المقام الأول، إلا أنه كان فيلسوفاً وكانت مسرحياته ورواياته عرضا أميناً لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، وأهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء.

تُعد رواية الغريب أول رواية لألبير كامو صدرت عام 1942 تنتمي إلى المذهب العبثي في الأدب، تُرجمت الرواية إلى أربعين لغة وهي جزء من سلسة دورة متكاملة لكامو في العبث كانت بداية فلسفتهِ مع هذه الرواية مروراً برواية (اسطورة سيزيف) ومقال (كاليغولا وسوء الفهم) ختاماً مجموعة من أعماله المسرحية التي توصف جميعها أسس فلسفة العبث الكاموية. كما وتُرجمت الرواية إلى أربعين لغة.

ملخص الرواية
رواية تسرد حياة شخص يدعى (ميرسلوت) حين يكون مستغنى ومُستغى عنه، منفصلاً عن الواقع يعيش حياة روتينية بليدة في نظر الآخر لكنها رائعة ولذيذة في نظره كونها مريحة وليس فيها أي التزام وبدون أي وعود غير العمل المكتبي، ويطرح الكاتب فلسفة العبث في وجود الكون عامةً ووجود الإنسان على وجه الخصوص وأن الحياة عديمة الجدوى وبليدة إلا أن فيها جزئية إشباع الغرائز البشرية هي التي تعطيها قليلاً من الرونق ويتعمق في أغوار النفس البشرية بأسلوب سردي سلس وبسيط يصل إلى ذهن القارئ المتواضع على أنه مُملل وبسيط إلّا أنه مُبطن وغزير في تقديم أفكار تدق ناقوس الخطر بعض الشيء، يبدأ كامو بطرح فكرة اللامبلاة في أقصى مستوياتها في أول أسطر الرواية " اليوم ماتت أمي، أو ربما أمس لستُ أدري "

ويكمل واصفاً كم البلادة التي يمتكها (ميرسلوت) وهنا يلاحظ القارئ وجود خلل ما! ويتسائل في ذاته هل يُعقل وجود هذا النوع من البشر!؟ وهل هذا منطقي أم مجرد سرد روائي!؟

ثم تستمر سلسلة من الأحداث الغريبة المتسارعة لتلقي به في السجن أثر جريمة قتل على الشاطئ غير مفهومة السبب حتى من قِبل (ميرسلوت) نفسهُ فيطلق أربع رصاصات في جسد هامد قائلاً (كانت الرصاصات تنغرز فيه من غير أن يبدو شيء عليه، وكانت أربع ضربات موجزة أطرقها على باب الشقاء) ويعترف للقاضي بعدم معرفتهِ لدوافع هذا الفعل وأنه غير نادم عليه بعد عدة جلسات من المحاكمة وأرى بأن كامو استخدم أسلوباً قاسياً في توضيح صورة اللامبلاة ثم يشرح بشكل أقرب للتفصيلي عن حالة بطلهِ في السجن طيلة المدة التي مكث فيها هناك فيقول على لسانهِ (إن المرء يعتاد في النهاية على كل شيء).

فعلاً معهُ حق إن محاولة السير عكس التيار يحتاج إلى طاقة عظيمة وجهد كبير وأن تحويل المشكلة إلى روتين تلغي فكرة وجود مشكلة أساساً سواء أكانت المشكلة وجودهُ خلف قضبان السجن أم خلف قضبان الحياة نفسها فالاعتياد أفضل حل للمشاكل التي ليس لها حل.

ثم انفجر (ميرسلوت) متحدثا عن إحباطه، وحماقة وسخف وعبثية حالات البشر، والعذاب الذي لاقاه، وبدون التوقف عن عدم وجود أي معنى من الوجود، أخذ بالتعبير عن غضبه تجاه الناس والعالم، بأي حق يحكمون عليه من أفعاله التي ارتكبها، لا أحد يملك الحق في ذلك، وثم بعد كل ذلك الحديث، وصلنا لخط النهاية (ميرسلوت)، الذي تم تجهيزه لتنفيذ حكم الإعدام بحقه.

كما وذكر قائلاً (كلما أمعنتُ في التفكير، خرجتْ من ذاكرتي أشياء منسية، أدركتُ آنذاك أنّ بوسع إنسان لا يعيش إلّا يوماً واحداً أن يعيش بلا مشقة مئة عام في السجن، إذ ستكون أمامهُ ذكريات كافية لتبعد عنهُ السأم، وكانت هذهِ مزيّة، على نحو ما) وهنا يثير تساؤل مهم، هل ذاكرة الإنسان يمكن أن تمثل حياة !؟

أم أن الحياة برمتها هي ذاكرة قصيرة تكفي للعيش؟

إجابة هذه التساؤلات منك ولك ..

مقتبسات من الرواية:
 ⁃ السجين يفقد مع الوقت فكرة الزمن.

 ⁃ إن المرء يُقتل خفيةً، في شيء من الخجل وكثير من الدقة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172889
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20