الوفاء ملحمة لايقدر على الانتصار فيها الا السرائر البيضاء 

هذا الجنوب العظيم الذي يتحمل كل شيء في سبيل الحسين "عليه السلام "حيث أنه يعيش معه طيله أيام السنة يستلهم منه الصبر والشجن وحتى اذا اراد ان تنهمر دموعه او ان يشكو ضيق حاله تجده يمارس ذلك تحت المنبر الحسيني ولا تتعجب عندما تجد صوت قاريء العزاء يأتي من بيوت الصفيح ! هؤلاء وجودوا السكينة والطمأنينة في مواساة أئمتهم "عليهم السلام" فكل رزاياهم هونوها لاجلهم يالها من لوحةِ ولاء !  فترى أبطال كربلاء حاضرون في وجدانه  بجميع حالاته فالعباس عليه السلام يحل مشاكلهم طيلة السنة ويحقن دمائهم ويرد حقوقهم وودائعهم وتجد سيد الشهداء "عليه السلام" يكسبهم الخير والبركة والستر والامان من بركات خدمته العظيمة وتجد الحوراء زينب "عليها السلام " منبع الصبر لنسائهم المنكوبة من الويلات والمحن وابرزها فقد الابناء والاحبة وتجد علي الاكبر "عليه السلام" عزيمةً لشبابهم،فتجدهم طيلة العام يكدحون للقمة عيشهم لكن في ايام امامهم الغريب  -يعزب حتى بهدومه- أنظر وتمعن في تلك البطائح لاتجد طيلة العام دليلا لها الا بقايا المواكب والرايات العاشورائية تدلك وتنُبأك أنك وصلت إلى كربلاء البعيدة المواسية لإمامها بقرابين الشهداء المستمرة له وهي مدن الجنوب العراقي الحبيب  ،هذا الجنوب يشكوا ظلامه مابعدها ظلامه وهناك محنة في إنصافه في كل شيء حتى أبسط الحقوق ومع كل ذلك هناك ثابت يتحملون كل شيء في سبيلة وهو "آل محمد عليهم السلام" وقضيتهم،  هذا ليس أنحيازا لإصلي الذيقاري السقشخي(سوق الشيوخ)  بل وفاءً لتلك التضحيات الكبيرة في سبيل العقيدة والمبدأ وهم خير من لبى نداء التكليف في الفتوى الكفائية تلك الملحمة الخالدة التي أثبتوا فيها للعالم مدى عمق المسؤولية والايمان الذي يتحلون به وهذا ليس بجديد عليهم ولكن لاأمان للتأريخ الذي يكتبه الطغاة و بحمد الله الحاضر شاهد حي على صدق تلك الحقائق ، وخير ذلك الشاهد  هذه الخدمة الحسينية  وكأنهم يستعدون لحدث عظيم ،وسر رفعة هذه الامصار هو التمسك بأهل البيت "عليهم السلام" ونوابهم وهذا بحد ذاته توفيق عظيم أعز الله شيعة آل محمد"عليهم السلام" ودعوتهم في كل مكان وفي كل زمان فرعاية مولانا صاحب العصر"أرواحنا فداه"ترعاهم دائما