• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مسير الأربعين احتفاء منفرد .
                          • الكاتب : بيداء السعدي .

مسير الأربعين احتفاء منفرد

 دأبت الشعوب المتحضرة على الاحتفاء بذكرى عظمائها، من المفكرين والعلماء والأدباء من الذين قدموا للإنسانية العطاء الوافر وأسهموا في نشر ثقافة شعوبهم والتعايش بين مكونات مجتمعهم.

وكبقية الأمم والشعوب ما ان يأتي يوم أربعين الإمام الحسين عليه السلام حتى نحتفي برمز الإنسانية والفكر، ونستذكره حتى وان لم يفارق ذكره قلوبنا، وهذا الاستذكار يمثل مرارة وغصة كبيرتين، وكأن الأقدار شاءت لنا أن نتعرف على القيمة الفكرية والرسالة الإنسانية للإمام الحسين عليه السلام بعد أن نرى على الواقع مواكب الخدمة الحسينية تعيد احياء الذكرى من خلال مراسيم التشابيه ليوم الأربعين حين جاءت سيدة الحزن المبجل وجبل الصبر زينب سلام الله عليها مع الرؤوس لكربلاء.
، ووضعوا الحلول الكفيلة بقطع الطريق عن حدوثها، ومن ثم تشرذم الواقع البشري في حال وقعت.
المرارة الاولى تكمن بعد ان تتم الزيارة والاستذكار على نحو تقليدي، بحيث تقام العزيات وتلقى القصائد على حب أهل البيت عليهم السلام، ومن ثم ينصرف المعزون إلى شؤونهم فتكون صورة الاحتفاء عادية خالية من أية فائدة.
أما المرارة الثانية فهي حين يشع النور ليضيء بصيرة الكون بأكمله ومن ثم يأتي من هو خال من الحس الإنساني وينظر لمفاهيم وآراء الغاية منها الإساءة لهذه الزيارة ويواري عن نظره كل الأمور الإيجابية من هذه المناسبة العظيمة ويركز على بعض الجزئيات التي لا محل لها من الثورة الحسينية الخالدة
وهذا ما يتجلى اليوم من خلال تهديد الإنسانية بالإعلام الضال او حجبه عن هذه الثورة العظيمة والانشغال بحروب الأقطاب المتصارعة على زعامة العالم، تاركة الوجود البشري حطباً لهذه الصراعات، بفعل هيمنة منطق التوحش الاستعماري.
كانت مراسيم زيارة الأربعين وما يصحبها من أجواء تحث على التفكير بكيفية قطع السبل امام أعداء الإنسانية والدين، وقطع الطريق امام كل من تسول له نفسه باستغلال اسم الامام الحسين عليه السلام وزجه في تلك الصراعات المؤدلجة واحياء اسم الدين عاليا من خلال سلوكيات القادمين مشياً على اقدامهم والواقفين على جادة الحسين عليه السلام لخدمتهم وتقديم المأكل والمشرب والمبيت وتوفير أفضل ما يمكن تقديمه من سبل راحة الزائر.

أين نقف اليوم من أئمتنا ومن الوقفة العظيمة للإمام الحسين عليه السلام والتي وكلما كتبت عنها الاطاريح فإنها تبقى كعين الماء المتفجرة بالتجديد بوجه من يفتعل العنف ويريد الخراب؟، فقد سعى الإمام السبط من خلال ثورته ان يضيق الخناق على المنحرفين ويرسم مستقبل إنساني يليق بكرامة الإنسان وقيمته.
لذا، لابد أن تتعاضد كل الشعوب المحبة للحسين عليه السلام وتتبنى نظرية اللاعنف، كذلك المنظمات ومؤسسات الإسلامية فعليها ان ترى مارآه (سلام الله) عليه وتبدأ من حيث انتهى في طفه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172634
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20