• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السجود لآدم وسيلة قربت الملائكة وابعدت ابليس من الله سبحانه (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

السجود لآدم وسيلة قربت الملائكة وابعدت ابليس من الله سبحانه (ح 1)

 سجد الملائكة لآدم عليه السلام كما ورد في عدد من آيات القرآن الكريم قال الله تبارك وتعالى "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ" (البقرة 31)، و"فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ" (الحجر 30) (ص 73)، و "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا" (البقرة 34) (الإسراء 61) (الكهف 50) (طه 116)، و "وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا" (الأعراف 11).

ان الطريق الى الله سبحانه يتم عن ما يريده سبحانه من العبد لا كما العبد يريد. ابليس طلب من الله تعالى ان يعبده ويسجد له ويتوسل به ولا يسجد لادم عليه السلام لانه لايعجبه ان يسجد لهذا المخلوق، بينما الملائكة سجدوا لادم ولم يعصوا الله "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (البقرة 34) فابليس عابد الله كما هو يريد ان يعبد لا الكيفية التي يريد الله ان يعبد بها بالسجود لادم عليه السلام فعبادة ابليس لا قيمة لها واصبح كافرا. وهكذا الذين لا يتوسلون بالنبي ومحمد صلى الله عليه واله وسلم كما يريدون ليس كما يريد الله تعالى مهما كانت عبادتهم فقد عصوا الله تعالى.

ابليس لم يقل لله سبحانه ان لا اشرك بك احدا في سجودي وانما لاسباب منها لتكبره لان ابليس مخلوق من نار وآدم عليه السلام مخلوق من طين قال الله عز وجل "قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍۢ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍۢ" (الاعراف 12)، و حسد آدم عليه السلام لجعله  خليفة "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة 30). فالملائكة سجدوا لآدم وهم غير مشركون بهذا العمل كما يدعي من يجهل تفسير القرآن الكريم بأن السجود لغير الله تعالى كالبشر مثل آدم عليه السلام بأنه شرك بالله. وحتى ابليس لم يقل اني سأشرك بك يارب عندما أسجد لبشر.

يقول الشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره ان ابليس رفض السجود لآدم عليه السلام عكس الملائكة نتيجة انانيته واستكباره "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (البقرة 34). وان ابليس من الملائكة وليس من الجن لان الملائكة ورد في الاية "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (البقرة 102 ) وإذا كان من الجن فلماذا وضع إلى جانب الملائكة في هذه القصة؟ وتذكر عادة للاستدلال على أن إبليس من الجن وليس من الملائكة ويختلف عن طبيعة الملائكة عدة شواهد، إضافة إلى وصف القرآن الكريم له بذلك، ومن هذه الشواهد أن أوصاف الملائكة لا تنطبق على إبليس، حيث إنهم وصفوا بالطاعة وقد تمرد إبليس، ووصفوا بأنهم رسل. كما أن الطاعة ليست صفة لازمة لعنوان الملائكة، بل نلاحظ في القرآن الكريم حصول التمرد لدى بعض الملائكة كما في الملكين هاروت وماروت (البقرة 102). وكذلك موضوع الذرية فإنها يمكن أن تكون من الخصوصيات التي اختص بها إبليس ليقوم بهذا الدور الخاص له في حياة الانسان. نعم يوجد في بعض الروايات ما يشير إلى أن إبليس كان من الجن وليس من الملائكة، وإنما كان يعاشرهم وانهم كانوا يظنون أنه منهم، ولكن لا يمكن الاعتماد على مثل هذه الروايات.

قال الله تبارك وتعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" ﴿المائدة 35﴾ ان مصطلحات الوسيلة والواسطة والتوسل والطلب تصب في هدف واحد حسب ذلك الهدف ان كان لله سبحانه او للشيطان الرجيم، حيث كان ادم عليه السلام اول ما استخدمه الله سبحانه ليكون واسطة بان طلب من ابليس ان يسجد لادم عليه السلام ولكنه ابى فطرد من رحمة الله رغم عبادته لله الاف السنين. وهو ما يفعله الوهابيون الان برفض الوسيلة كالتوسل بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والائمة عليهم السلام كما رفض ابليس ان يسجد لادم عليه السلام، وقد ذكرت السنن ان اهل المدينة جاءوا الى عائشة وطلبوا منها ان تدعوا ليسقط المطر فطلبت منهم الذهاب الى قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويتوسلون به فبعد ذهابهم للقبر الشريف نزل المطر وارتوت الأرض.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172555
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16