• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خير لكم ان لا تكون حطباً لغيركم .
                          • الكاتب : علاء تكليف العوادي .

خير لكم ان لا تكون حطباً لغيركم

 ان مما منّ الله به على المؤمنين ان جعل له سبل هداية يتبعونهم النبي فإن رحل فالإمام خليفة له فإن غاب جعل لنا المراجع نتبع نصحهم ونسترشد برشدهم خصوصاً في مثل هذه المحن والفتنة التي يراد لها ان تعصف بالبلد وأبناءه بغية تدمير النسيج الواحد على الصعيدين الوطني والمذهبي
فمن هنا قد ذكر اهل البيت الحذير من الفتن والوقوع بشباكها فقد روي عن الإمام علي (عليه السلام): "كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَلَا ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ" نهج البلاغة: الكتاب 69، والحكمة 1، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، 18/82.
وقال عليه السلام أيضاً: "إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ الله وَيَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالًا عَلَى غَيْرِ دِينِ الله فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى الْمُرْتَادِينَ وَلَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ الْبَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ الْمُعَانِدِينَ وَلَكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَمِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَيَنْجُو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ الله الْحُسْنى". نهج البلاغة، الخطبة: 50. 
وهنا يؤكد أئمة اهل البيت (عليهم السلام) ان ما على المؤمنين في هذه الظروف أن يتخذوا سبيل العزلة والانطواء عن الوقوع بالفتنة، فعن أبا عبد اللّه الصادق (عليه السلام) قال: "هَلَكَتِ اَلْمَحَاضِيرُ قَالَ قُلْتُ وَ مَا اَلْمَحَاضِيرُ - قَالَ اَلْمُسْتَعْجِلُونَ وَ نَجَا اَلْمُقَرَّبُونَ وَ ثَبَتَ اَلْحِصْنُ عَلَى أَوْتَادِهَا كُونُوا أَحْلاَسَ بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ اَلْغَبَرَةَ عَلَى مَنْ أَثَارَهَا وَ إِنَّهُمْ لاَ يُرِيدُونَكُمْ بِجَائِحَةٍ إِلاَّ أَتَاهُمُ اَللَّهُ بِشَاغِلٍ إِلاَّ مَنْ تَعَرَّضَ لَهُمْ". الغيبة للنعماني، ج ۱، ص ۱۹۶.
وأما دور المرجعية النائب عن الإمام عند غيبته فقد حذر من هذه الفتن والوقوع فيها واشار في بياناته وخطبه بان العراق يتربص به فيلزم الحذر فقد قال في نص الخطبة الثانية التي ألقاها ممثل المرجعية الدينية العليا فضيلة العلاّمة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في يوم الجمعة(9/ربيع الآخر/1441هـ)الموافق (6/12/2019)
"إننا إذ ندين ـ مرة أخرى ـ كل ما وقع خلال الأيام السابقة من سفك للدماء البريئة والإضرار بالممتلكات الخاصة والمؤسسات العامة، ندعو جميع المتضررين الى سلوك السبل القانونية في المطالبة بحقوقهم، ونطالب الأجهزة القضائية بمحاسبة ومعاقبة كل من اقترف عملاً اجرامياً ـ من أي طرف كان ـ وفق ما يحدده القانون.
  ونعيد هنا التحذير من الذين يتربصون بالبلد ويسعون لاستغلال الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح لتحقيق اهداف معينة تنال من المصالح العليا للشعب العراقي ولا تنسجم مع قيمه الاصيلة".
في اشارة الى نص الخطبة الثانية التي ألقاها ممثل المرجعية الدينية العليا فضيلة العلاّمة السيد أحمد الصافي في يوم الجمعة (2/ربيع الآخر/1441هـ) الموافق (29/11/2019)
حيث قال: "إنّ الأعداء وأدواتهم يخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخلي ومن ثَمّ إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة، فلا بد من أن يتعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم في ذلك.
   إنّ المرجعية الدينية ستبقى سنداً للشعب العراقي الكريم، وليس لها الاّ النصح والارشاد الى ما ترى انه في مصلحة الشعب، ويبقى للشعب أن يختار ما يرتئي انه الأصلح لحاضره ومستقبله بلا وصاية لأحد عليه".
فمن هذا المنطلق يلزم على المؤمنين أن لا يضعوا انفسهم من الولوج بالفتنة ليكونوا حطباً لغيرهم ممن يريد لنفسهم المكاسب من غير مراعاة لحرم الدماء البريئة وتجنب الدخول بغمار هذه الفتنة العمياء التي لا تبقي ولا تذر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172482
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19