• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البهتان في القرآن الكريم .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

البهتان في القرآن الكريم

البهتان يعني الدهشة والحيرة والذهول "بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ" ﴿الأنبياء 40﴾، و "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" ﴿البقرة 258﴾، ويأتي ايضا بمعنى الكذب والغيبة والبطلان. وفعلها بهت ويبهت كما قال الله تعالى "وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" ﴿النساء 112﴾ بهتانا اي غيبة، و "وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا" ﴿النساء 156﴾ بهتانا اي كذبا وبطلانا، و "وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ" ﴿الممتحنة 12﴾ بهتان اي كذب وافتراء. والكذب نوعان: كذب صريح، وفيه بهتان وافتراء، وهناك كذب عبارة عن تحريف الصدق أو الأصل الى مشتهيات النفس. فالبهتان كذب صريح.

البهتان على المؤمن وهو ذكره بما يعيبه وليس هو فيه. قال الله تبارك وتعالى "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ" (النور 15-16) و "وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا" (النساء 156).

من صور البهتان دعوة المنافقين الاسلام زورا وبهتانا، ودعوة الدولة المنافقة الاسلام زورا وبهتانا. ويحرم على الزوج أن لا يعطي زوجته مهرها وينوي عدم دفعه إليها بهتانا وإثما مبينا. قال الله تعالى في "فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً" (النساء 20). وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: من أمهر مهراً ثم لا ينوي قضاءه كان بمنزلة السارق.

نهى الله جل جلاله عن ايذاء المؤمن، واعلى درجات الايذاء هو التعذيب، فالذي يعذب سيأثم اثما عظيما قال الله جلت قدرته "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا" (الاحزاب 58) فالبهتان قرين الاثم المبين والعظيم "وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" ﴿النساء 112﴾.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172038
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19