قال الله تبارك وتعالى عن يوقنون ويقين "وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" ﴿البقرة 4﴾ يوقن بمعنى لا يشك، ويوقنون اي يعلمون، و "وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" ﴿البقرة 118﴾ لقوم يوقنون اي لقوم يصدقون ، و "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" ﴿النساء 157﴾ وما قتلوه يقينا اي ما قتلوه متأكدين، و "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" ﴿المائدة 50﴾ لقوم يوقنون اي لقوم يعلمون شرع الله، و "وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" ﴿الأنعام 75﴾ ليكون من الموقنين اي ليكون من راسخي الايمان، و "اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ" ﴿الرعد 2﴾ بلقاء ربكم توقنون اي تؤمنون بصدق بيوم البعث، و "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" ﴿الحجر 99﴾ يأتيك اليقين اي يأتيك الموت الذي لا شك او لا بد منه، و "قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ" ﴿الشعراء 24﴾ ان كنتم موقنين اي ان كنتم مؤمنين بصدق بالله تبارك وتعالى، و "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" ﴿النمل 3﴾ بالاخرة هم يوقنون اي يصدقون بالاخرة، و "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ" ﴿النمل 14﴾ استيقن فعل، واستيقنتها انفسهم اي صدقت او تأكدت انفسهم انها من عند الله، و "فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ" ﴿النمل 22﴾ يقين صفة، بنبأ يقين اي بنبأ مؤكد.

قال الله جل جلاله "وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ" ﴿النمل 82﴾ بآياتنا لا يوقنون اي لا يؤمنون بالقرآن الكريم، و "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ" ﴿الروم 60﴾ لا يقنون اي لا يصدقون بالبعث والميعاد، و "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" ﴿لقمان 4﴾ بالاخرة هم يوقنون اي بالاخرة هم يصدقون، و "وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ" ﴿السجدة 12﴾ انا موقنون اي انا مصدقون، و "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ" ﴿السجدة 24﴾ بآياتنا يوقنون اي بمعاجزنا وحججنا يؤمنون، و "رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ" ﴿الدخان 7﴾ كنتم موقنين اي مصدقين بالله رب السماوات والارض، و "وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" ﴿الجاثية 4﴾ يوقنون اي يؤمنون بالبعث وشريعة الله، و "هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" ﴿الجاثية 20﴾ لقوم يوقنون اي يؤمنون بالبعث، و "وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ" ﴿الجاثية 32﴾ الباء حرف جر، وما نحن بمستيقنين اي لسنا بمتحققين، و "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ" ﴿الذاريات 20﴾ للموقنين اي للمصدقين، و "أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ" ﴿الطور 36﴾ لا يوقنون اي لا يؤمنون، و "إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ" ﴿الواقعة 95﴾ حق اليقين هو الحق الصدق الذي لا مناص منه، و "وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ" ﴿الحاقة 51﴾ حق اليقين اي الحق الذي لا شبهة فيه، و "عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ" ﴿المدثر 31﴾ يستيقن فعل يعني يستبين او يتحقق، و "حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ" ﴿المدثر 47﴾ أتانا اليقين اي أتانا الموت الذي لا شك فيه، و "كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ" ﴿التكاثر 5﴾ علم اليقين صفة العلم العالي المقام، و "ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ" ﴿التكاثر 7﴾ عين اليقين يعني تبصرة لا ريب او شك فيها.

ورد أن أصحاب الامام الحسين عليه السلام نموذج فريد لانهم يعلموا علم اليقين باستشهادهم، وقد يختلفوا عن أصحاب آخرين في معارك اخرى عندما تكون القوى الى حد ما متكافئة وليس عشرات امام ألاف. أن رضا الله هو باب دخول الجنة ولا يحصل الا بالصبر على البلاء، ومرحلة الاصطفاء تحصل بعد مرحلة الرضا إن كان الاصطفاء لنبي او غيره مثل مريم عليها السلام و طالوت. والله تعالى يلهم الانبياء وغير الانبياء من هم في ورع ويقين الذي يأتي بعد العبادة. واليقين يبتدأ بعلم اليقين ثم عين اليقين والمرحلة الاسمى هي حق اليقين، والرضا اعلى من درجة اليقين فالرضا بقضاء الله يؤدي الى رضا الله وهذا يتطلب صبر جميل بمعنى عدم الشك بقدر الله. قال السعدي: هذا القرآن شفاء لما في الصدور من أمراض الشهوات الصادة عن الانقياد للشرع وأمراض الشبهات، القادحة في العلم اليقيني، فإن ما فيه من المواعظ والترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة.