• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : استشهاد زيد بن علي .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

استشهاد زيد بن علي

ولد زيد بن علي في المدينة واستشهد في الكوفة عن عمر 42 سنة. وله أولاد منهم الشهيد يحيى. ولقبه زيد الشهيد وكان ملازما للقرآن وله مناظرات مع علماء زمانه منهم أبو حنيفة النعمان. وهو القائل (والله ما خرجت ولا قمت مقامي هذا حتى قرأت القرآن وأتقنت الفرائض وأحكمت السنة والأدب وعرفت التنزيل وفهمت الناسخ والمنسوخ والمحكم وما تحتاج إليه الأمة في دينها مما لا بد منه ولا غنى عنه واني لعلى بينة من ربي). ويذكر أن تفسير القرآن للإمام زيد بن علي موجود في مكتبة الكونكرس الأمريكي. من رواة زيد بن علي الترمذي والنسائي وأبي داود وابن ماجة وابن حنبل. ومن أهم كتبه (المجموع في الفقه) وكتب اخرى كثيرة في تفسير القرآن ومناسك الحج والامامة. وخاطب زيد بن علي عليه السلام علماء الامة (قد ميزكم الله تعالى حق التمييز حيث قال لكم "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" (التوبة 71)).
يروى عند ولادة زيد فتح ابوه الامام السجاد عليه السلام القرآن ثلاث مرات فخرجت الايات "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ" (التوبة 111) ثم "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (ال عمران 169) وبعدها " فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً" (النساء 95) فقال (عزيت عن هذا المولود وانه من الشهداء).
يسمى زيد الفقيه الثائر منطلقا من ثورة جده الحسين عليه السلام ضد الأمويين وذلك لنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم " فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ" (ال عمران 187) بل كانوا يعتدون ويفعلون المنكر " وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ" (المائدة 78-79).
وقد ذكره جده الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (الشهيد من ذريّتي والقائم بالحق من ولدي المصلوب بكناسة كوفان، إمام المجاهدين وقائد الغرّ المحجّلين، يأتي يوم القيامة وأصحابه تتلقّاهم الملائكة المقرّبون، ينادونهم: " ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ" (الاعراف 49)) و (يُقتل رجل من ولدي يقال له « زيد » بموضع يعرف بالكناسة، يدعو إلى الحقّ ويتبعه كلّ مؤمن.)
وكان يشعر بعدم المساواة بين الناس والتمييز وعدم العدالة الاجتماعية والاقتصادية وتقريب قبيلة دون اخرى في الحكم. فبذل جهده السلمي في البداية للاصلاح وهو القائل " فوالله لو علمت أن رضا الله عز وجل عني في أن اقدح نارا بيدي حتى إذا اضطرمت رميت بنفسي فيها لفعلت". بعدها تصدى للظلم بالثورة فدخل المسجد النبوي قائلا (يا قوم أنتم اضعف من اهل الحرة، قالوا: لا، فقال: وانا اشهد ان يزيد ليس شرا من هشام فما لكم). ومن أهداف ثورة زيد الالتزام الشرعي في الوقوف أمام الحاكم الظالم هشام بن عبد الملك شبيه يزيد رذيل الأخلاق. ومن كلمات زيد بن علي "إني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، وجهاد الظالمين، والدفاع عن المستضعفين وإحياء السنن وإماتة البدع".
وهو القائل: إن حجة زماننا ابن أخي جعفر (الصادق) بعد اخي محمد (الباقر). والقائل (ما كره قوم حر السيف إلا ذلوا) وقد أذن له الامام الصادق عليه السلام بالثورة. وقتل في مدينة الكوفة بعد قتال شديد حتى اصيب بسهم وقتل بعد ان بايعه 15 ألف مقاتل من الكوفيين ولكن لم يبق معه الا نحو 200 رجل خارج المسجد و 500 داخل المسجد محاصرين، كما فعلوا بجده الحسين عليه السلام ناقضي العهود. وبعد دفنه اخرجوه وبعث برأسه الى هشام بن عبد الملك في الشام كما حصل لرأس الحسين عليه السلام من قبله. وطلب هشام أن يصلبوه عريانا منكوسا طوال حكمه. وبعد موت هشام طلب الحاكم الجديد وليد احراقه، وان مرقده الحالي هو مكان حرقه في كناسة الكوفة قرب ذي الكفل التي كانت احد ابواب مدينة الكوفة، وإن رأسه أرسل إلى مصر ودفن هناك.
تبلغ مساحة مزاره الحالي 10 آلاف متر مربع ويزوره الملايين، ويوم استشهاده 3 صفر يزوره أكثر من مليوني زائر.

اثمرت ثورة زيد بنهاية الفترة المروانية الاموية كما اثمرت ثورة جده الحسين عليه السلام بنهاية الفترة السفيانية الاموية. يا لها من مصيبة تقشعر لها الابدان لم تفعلها حتى وحوش الغابة وضع حليف القرآن ومحي ثورة الحسين مصلوبا لاربع سنوات على خشبة لا لسبب سوى وقوفه أمام الظلم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171844
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16