• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : انت الملاذ ومنك الأمان يا سيد النجف وكبيرها .
                          • الكاتب : سيف علي اللامي .

انت الملاذ ومنك الأمان يا سيد النجف وكبيرها


لم يكن انطلاق الفتوى العظيمة (فتوى الجهاد الكفائي) في شهر شعبان صدفة، بل إن انطلاقها في هذا الشهر المبارك، وفي ليلة ولادة الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه) كان بمثابة فرحة كبيرة، وقبل أن تكون فرحة، فقد كانت أمانا للعراقيين بصورة عامة، بل اطمئنان لهم بعد ما وجلت قلوبهم وكادت أرواحهم ان تزهق بسبب الخطر الذي داهمهم في يوم وليلة، حيث أشرق دور المرجعية الدينية العليا في إنقاذ العراق وشعبه من الذل والعبودية، فالمرجعية للجميع، والسيد علي السيستاني أبٌ احب الجميع بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وكانت فتواه العظيمة التي بلغ صداها أغلب دول العالم، فتوى لم تختص بطائفة دون أخرى بل كانت لكل الطوائف.
"ان من يضحي بنفسه منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم فإنه يكون شهيداً إن شاء الله"
كان نداء لكل العراقيين، نداء الأب لابنائه كأنه نداء سيد الشهداء (عليه السلام) في العاشر من محرم "هل من ناصر ينصرنا" ، فكانت التلبيةُ تلبية كربلائية، تلبية ممن تتلمذوا في كنف المواكب الحسينية، حيث كانت استجابتهم عبّاسية بقوة حيدرية هدمت عروش الطغاة، فكانت الضربة التي تلقاها التنظيم الارهابي ضربة علوية شطرته الى نصفين كضربة الكرار لمرحب اليهودي، لم تكن هذه الفتوى هي الأولى بل سبقتها فتوى الجهاد التي أطلقها المرجع الديني الأعلى الميرزا محمد تقي الشيرازي (قدس سره) سنة ١٩٢٠، فكانت الاستجابة لا مثيل لها، كأن الملائكة التي تقاتل في معركة بدر تقاتل معهم، مع كثرة انواع الأسلحة التي يمتلكها العدو البريطاني، استطاعوا ان يتفوقوا عليهم لإيمانهم بالقضية التي يقاتلون من اجلها وحبهم للشهادة من اجل دينهم و وطنهم ومقدساتهم، فبين اليوم والامس هكذا كان قتالنا للعدو، نعم فالتاريخ يعيد نفسه، والاحفاد قاتلوا قتال اجدادهم تحت راية المرجع الأعلى السيد المعظم علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، مهما كتبنا ومهما قلنا لم ولن نفي حقهم وحق الشيبة المباركة المرجع الأعلى (دام ظله) ، فلولاهم لكان العراق وشعبه في ذل وهوان، تحكمه ارذل المخلوقات واقذرها، مدعيّ الإسلام والإسلام براء منها ومن نهجها، لكن ببركة شيبة سيد النجف المرجع الأعلى وببركة الشهداء السعداء والمجاهدين الابطال، كان النصر عراقي "فالنصر منكم ولكم واليكم وأنتم أهله وأصحابه فهنيئاً لكم به، وهنيئاً لشعبكم بكم، وبوركتم وبوركت تلك السواعد الكريمة التي قاتلتم بها وبوركت تلك الحجور الطاهرة التي ربّيتم فيها" ١،  وهذه التضحيات يجب أن تكتب بماء الذهب وإن تسطر تلك الملاحم بكتب التاريخ وإن تدرس في المدارس لكي لا تنسى، نعم، أيها المجاهدين الابطال" أنتم فخرنا وعزّنا ومن نباهي به سائر الامم"٢.

١_ خطبة الجمعة / العتبة الحسينية المقدسة /15/12/2017.
٢_ نفس المصدر السابق




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171685
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28