• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : ( قراءة انطباعية في ( بوح مؤجل )/  للقاص حيدر عاشور ) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

( قراءة انطباعية في ( بوح مؤجل )/  للقاص حيدر عاشور )

   البحث عن  المسعى الفكري والنفسي يكشف مكامن الرؤية  الفاعلة في مجموعة  قصصية  ( بوح مؤجل )  للقاص حيدر عاشور تناولت مختلف القضايا الانسانية  ، شخص الناقد ( عباس لطيف )  في مقدمته للمجموعة  بإنها أرتكزت على مفارقات  درامية  نجحت  في رصد  الواقع  وقدمت نماذج  من الشخصيات  ، عندي ان المجموعة تمركزت بالشأن النفسي  وطرح الرؤية  بمرتكزها  الفني  ، مسعى جمالي كونته الجمل  التضادية  والشعرية وجمل الاستفهام وانساق  أخرى  ، كل  شيء في المجموعة تميز بوعيه  لفكري عناوين  القصص  لو دققنا في مضامينها  النفسية  بدءا من فقدان ، وغبار المتاحف  الى  القداس ــــ  اللعنة  ، والبوح والتعويذة  والعرافة والمسرة ـــــ الحزن  مرورا  بصوت الراوي  بين المباشر وبين الغائب  والحالات  النفسية الانسانية  من خوف  وقلق وتوتر ومشاعر  انسانية  ومفاهيم فكرية  ـــ عالية  تجعلنا  أمام هويتها  الفكرية ، ففي  قصة  فقدان  أطلق  الدلالة  برؤية  العالم  من خلال الصوت ( المذياع )، لمعرفة  المجتمع  الانساني  وتمزقاته عبر الكثير من التضادات  ، بين الفياضانات في باكستان والحرائق في روسيا ، هذه  رؤى   تشخص عن المعنى الظاهري للجملة  والسرد ،  لكننا نريد ان نبحث خلف السطور  ، في العمق النفسي والوجداني المؤثر  ، مثل الخشية  من وصول  النيران الى المحطات  النووية  ، قلق  الفناء  الذي أعده الانسان لمجتمعه  ،  قراءة  مثل هذه  النصوص تحتاج الى تحليل نفسي مدرك  تعتني بتأويلات الفطنة  حتى تبرز للمتلقي  هذا العالم  المبني على حيثيات لغة ملغومة ، لو تأملنا  في مفردة فقدان وحدها  ، نسأل اي فقدان منه لدينا في المجموعة فقدان  الامان من خشية وصول النيران الى المحطات النووية ، ولدينا فقدان الاثار التحف العراقية هربت عبر دول الجوار ، والآثار تعني الحضارة  والهوية والمكون الجذري  لعراقية العراق ،  ثم يصدمنا بدول الجوار  الطامة الكبرى حين يطعن البلد من جميع الجهات  والفقدان  فقدان ( ناظم مراد )  وفقدان الكثير من العوائل لأبنائها ،  قدم حيدر عاشور تلك الاحداث بمغريات الجمل الشعرية المؤثرة أحيانا ، ( يبلغ من العمر حفنة من الضياع  ويرتدي  الوجع اليومي  ) خصوبة الخيال  في المجموعة ، لأننا  أمام  عالم  كبير وليس كلمات على ورق لدينا أزمنة وامكنة  وأحداث  ولغة  مرئية وغير مرئية  ، الفقدان  بدأ من الرجاء المعلن بالاعلان ( يرجى تسليمه  الى اقرب  دورية للقوات متعددة  الجنسية،  القصص تتسم  بالايقاع  المتأني  بسبب التركيز على الحالات النفسية  والوجدانية  ، فالامر لايقف عن وصف المشهد انما  على انعكاساته على نفسية  الشخصيات  بين واقع  التأثير الحقيقي  والمتخيل  ، الذي يعد الهواجس ومكابدات الاثر النفسي  قيمة انسانية ترتكز على تجسيد انسانية الانسان واستثمار القلق النفسي لبناء مضامين  شعورية متعمقة ،الدكتورة هناء  احدى شخصيات  حيدر عاشور والتي تمثل الحس النابض في فكره ككاتب يعبر عن التفاصيل المضمرة  في مشاعر شخوصه ، فهناء تؤمن  بان الانسان  بلا تزويق  أفضل وأجمل  من الاقنعة المصنعة ، بينما الطرف النقيض نفسيا وفكريا  الدكتورة وفاء ترى ان  الوجود الانساني لابد ان يعاش عبر مرتكزين الاول العيش ضمن فلسفة الاقدار  ، والثاني  صناعة محلية وضعها الانسان  ، القضية التي اثارها حيدر عاشور في بوح مؤجل وتترك لنا الكثير من الاسئلة اذا اردنا ان نقرأ بامعان ، ماذا يريد حيدر من الانسان ؟، هل عليه ان يتخلى  عن مفهومة الوجداني  امام نصائح الدكتورة وفاء في قضية انسانية وجدانية لاتقبل الا التضحية  التي يعدها البعض  ضياعا ؟،  التضحية نفسها قادرة على ان تمد الانسان بالسعادة والقوة ، بما تمتلك من عافية نفسية ، وتشكل توجها من توجهات المعتقد الديني مهما كانت الرؤى والانتماءات الفرعية الفكرية والسياسية ،  فالانسان بلا ضمير لايعد  انسانا  ، هذا الذي نستنتجه من المسكوت عنه ،  وفي قصة  ( غبار  المتاحف ) تتعمق الحالة النفسية  وتكبر مساحة  التأويل النفسي صبي يفتن بالرسم ويرسم  وجه اخوته وناسه الذين يحبهم ويرسم وجه المعلم الذي يكرهه ، العوائق النفسية  تقودنا  الى عمق الشخصية  ، والاطلاع على المؤثرات  التي تدفع الانسان  الى الفعل المستهجن ، اي بمعنى اننا سنرى العالم من خلال جرح انسان  ، ليصل به الحال ان يكون  هو منتج زيف ، أنه برع في جعل الناس لايفرقون  بين  الأصل   والصورة التقليد ــ الزيف ليتحول  رسام حيدر عاشور  الى  مجموعة اصباغ  وقطع خشب وأمتار الأقمشة ،  عمل بلا عواطف بلا احاسيس بل يعمل باحاسيس غيره ، وهذا العمق النفسي يأخذنا الى الرؤية الجمالية  الفكرية ،، لكون الفنان هو نبص الامة الحساس  عندما  يكون هذا النبض  منتج للزيف ،  نبحث عن الاسباب  والمسببات  والمكونات التي تدفع  المجتمع الى الانحراف ، وفي اغلب قصصه هناك  فقد الابن ، الاخ ، الاب ،  ويتعرض الشخصية الاولى الى مؤثرات نفسية قد تفقده السيطرة على مسايرة الحياة  في قصة الملاذ الاخير فقد ابنه وفقد معه الفة الحياة ، يترك زوجته والبيت  ويسكن الفنادق  بالمناسبة عقدة نفسية واضحه عند  القاص من النسيب دائما هو المثير المشاكل وسبب تعاسة العائلة ، يريد ان يفسر مفردات علم النفس في القصة القصيرة  ، فهو يؤمن  ان تلك الضغوط النفسية  نتيجة عدم القدرة  على المقاومة ،  وهذا بعد من الأبعاد التي رسمها  القاص  مع أنه  يحيد الى المعنى التفاؤلي اكثر من  المأسآوي المتشاؤم ،  مهما كانت  قسوة الظروف وتأثيرها النفسي على الانسان حياته بعافية  وينظر الى متطلبات الحياة ،  مفاهيم حيدر عاشور هي المحور الاساسي  والنفسي  في بناء الحدث  والشخصيات  ،  وعنده الاعمال الارهابية  اربكت الواقع النفسي العام  واربكت الكثير من المشاريع والامال  وافقدتنا الكثير من ناسنا واحبابنا  ، تميزت المجموعة  بقوة الوصف والسرد وفعل التضاد  ، والمباغتة والصدف المرسومة بعناية  وينجح  في كشف الواقع  ، عبر الخوف  والبحث عن الملاذ والفطرة والتفاؤل  الانساني  ، قصص جميلة  ، لخصنا  الرؤية  لعمل زاخر بالفن والفكر


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : حيدر عاشور ، في 2022/08/20 .

الى الاب الروحي والانسان الطيب والناقد العملاق والاديب الملتزم الاستاذ علي حسين الخباز ... أقبلُ كل حرف كتبته فلك مني تحيات كبيرات وشكر جزيل لاهتمامك وقراءة ما خطه قلمي المتواضع.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171620
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28