• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مناحة قريت مخيم الرهبان المنتظرون .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

مناحة قريت مخيم الرهبان المنتظرون

الإنسان بالفطرة ينفر من القاتل ، ويتعاطف مع المقتول .

الحسين ليس انا فقط كل المسيحيين يحبونه في لندن يتزاحمون ويقفوا طوابير طويلة من اجل الدخول لمتحف الوثائق القديمة وقراءة تلك النبوءة التي تقول ان السماء امطرت دما في لندن سنة (685)، فيتعجبون ويتجلى حبهم لهذا القتيل من خلال تلك الشعارات التي تملأ لندن حتى انها تسير معهم في الشوارع حيث يُلصقونها على الباصات فتدور كل زاوية وشارع مكتوب عليها : (( اليوم الذي وقف فيه الحسين من اجل حقوقكم)) نعم بلدية لندن كل عام تكتب هذه الشعارات ولكن المحزن ان طائفة كبيرة من المسلمين يرفعون دعوى في المحكمة على مدير بلدية لندن بتهمة ((الطائفية)) فيقول لهم هذا المسيحي الطيب مدير البلدية : (( ولكنه ابن بنت نبيكم محمد وهو مسلم مثلكم)) فيسكتون.

يفعل المسيحيون ذلك لأن الحسين في نظرهم مثل يسوع المسيح علق نفسه على الصليب من اجل الضعفاء ومن اجل الدين ..ولذلك اختلطت الامور على المسيحية برمتها في بداية الأمر وقبل أن تتحقق نبوءة مقتله على شاطئ الفرات ، فاضطربت فقالت ان الذبيح هو يسوع المسيح. ولكنهم اصيبوا بالخيبة عندما علق الرومان يسوع وصلبوه في فلسطين وليس على ارض الفرات كما تقول النبوءة ، وكانوا يأملون ان يقوم القيصر بذبحه لينالوا شرف تحقق النبوءة وينالوا بذلك شرف الانتماء لهذا المذبوح .

كانت المسيحية تأمل ان تنال شرف انتمائها لذلك المذبوح الذي بشّرت به التوراة ويوحنا وكتب طبقة التوريم المفسرون للنبوءات . فيا للخيبة وهم يرون أن هذا الشرف السامي لم ينله نبي منهم ، بل ناله ابن نبي من أمة أخرى.

اذهب وابحث عن تلك النواويس ـــ مقابرهم في كربلاء ـــ (2) وهي لا تزال تحمل الصلبان شواهدا على حضورهم لنصرة من قتله اهله وناسه وعشيرته، لترى كم مات هناك من المسيحيين وهم ينتظرون ذلك المقدس المذبوح مئآت السنين هناك في تلك الصحراء القاحلة لكي ينصروه .. ولكنهم ماتوا جميعا ولم يقتل معه سوى إثنان أدركوه . وآخر لم يدركه ذلك هو الجندي المجهول الذي وصل إلى كربلاء بعد مقتل الحسين فرجع للبصرة وطلق خطيبته وبنى له بيتا من القصب واخذ يندب الحسين ليل نهار وهو يضع على الكوخ راية مضمخة بالدماء وجدها في مسرح الجريمة في كربلاء.

يقول كتاب ((ذبيح بُصرة)) للأب انعام زكّا سوريال والمطبوع سنة 1920 والموجود ضمن ارشيف كنيسة ماريوحنا وهو يحكي قصة راهب في البصرة بكى عشر سنين والتف حوله الكثير من اتباع يسوع وبنو مخيما خارج البصرة ، ولكنه وجد مذبوحا يوما في كوخه .

يقول الاب انعام سوريال أن نبوءة الكتاب المقدس التي تقع ضمن جفر التوريم تقول في سفر إشعياء 34: 6 : ((أن للرب ذبيحة في بصرة)). (3) فيقول : يتوهم كل من اعتقد ان هذه المنطقة هي بصرى الشام فتلك بُصرى وأرض آدوم لا توجد فيها بصرة، وهذه بصرة فلم نجد خلال مئآت السنين شخصا حزينا باكيا ذُبح غير هذا القديس في البصرة في مكان على مقربة من البصرة يُدعى قريت .(4)

أما القديس الذي وجد مذبوحا فقد ذبحهُ جلاوزة يزيد بعد أن تكاثر اتباع هذا القديس واخذوا ينصبون الخيام خارج البصرة ويقولون أنهم ينتظرون يسوع المسيح مع حفيد المقتول ليأخذوا معهُ بثار ذبيح كربلاء .

المصادر والتوضيحات ــــــــــــ

1- القصيدة من روائع الشاعر المسيحي جورج زكي بعلبكي وهي طويلة اذكر منها:

فتى الشّهـــــادةِ ، جئتُ اليـــــــومَ أعتــــــذرُ

منكَ السّمــــــــاحُ ... وفيكَ الشّعرُ يختَمِـــــــرُ،

ثَراكِ يا كربلا ، كم لَفَّهُ عَبَقٌ،

عطرُ الألـوهـةِ في ريّاكِ يَـنْــتَـشِرُ،

في كلِّ حبّةِ رمـلٍ نـلتقي بطَلاً،

أرضُ الكراماتِ لم يَخْمُدْ لها سَعرُ

يــاابنَ الكِرامِ ، دروبُ الظُّلمِ حالِكَةٌ ،

فالشّوكُ يَملأُها ، والوحلُ والمَدَرُ ،

والرَّبُّ عَلَّمَنا : أنَّ الهُدى كَلِمٌ

تَبقى دهورًا ، وكلُّ الكونِ يَنْدَثِرُ

فالحِقْدُ إنْ صالَ ، عطرُ الوردِ يَـدْحــَرُهُ

والبُغْضُ إنْ طالَ ، باسمِ الحبِّ يَــنْــكَسِر..

ونُــصْرَةُ الحقِّ ، أعلى من ذُرى قِمَـمٍ ،

أسمى البطولاتِ باسمِ الحَقِّ تُخْتَصَرُ

إيهٍ حسينٌ ، وذكراكَ التي حُفِــرَتْ

في القلبِ ، في البالِ،آياتٍ كمـا الذِّكَرُ

تَبْقَى القَدَاسَةُ بنْتَ النَّاسِ ، يَحْمِلُها

شعبٌ أبِيٌّ ، ولوْ حُكَّامُهُ مَكَروا

وأنتَ تبقى على الأيّــَّامِ قـاطِبَةً

رمــزَ الفِــداءِ ... وهمْ رمزٌ لِمَن كَفَـــروا

2- انظر كتاب كربلاء قبل الهجرة النبوية حيث يقول : (النواويس) وهي مجموعة مقابر للمسيحيين الذين سكنوا هذه الأراضي قبل الفتح الإسلامي للعراق. وتقع هذه المقابر اليوم في شمال غربي كربلاء في أراضي الكمالية بالقرب من المنطقة التي يقع فيها مرقد الحر بن يزيد الرياحي.

3- من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة : بصرة تشير إلى البصرة مدينة عراقية . وبصرة إحدى قرى محافظة أسيوط في مصر.

4- اشار الاب انعام قديما إلى هذا المكان على انه مكان (مناحة الرهبان) للذبيح الذين لم يدركوه فذُبح هو وماتوا هم كمدا. وهو المكان الذي تم اكتشافه حديثا وهو يشع نورا في مواسم معينة من السنة حيث قال البعض بانه مكان مخيم الامام علي عند حربه في معركة الجمل.أنا لا ادري في اي يوم يخرج ذلك النور والصوت ولكن اذهبوا لربما في يوم العاشر إلى هناك وسوف ترون ذلك فهناك يحدث كما يحدث في كنيسة الرأس في ضواحي نينوى حيث يخرج صوت بكاء من سقف الكنيسة كل عام في يوم لم نكن نعرفه ولكنه بالتأكد يوم العاشر من محرم.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171143
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20