• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رد الجمهور على ابن تيمية في سورة هل أتى .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

رد الجمهور على ابن تيمية في سورة هل أتى

قال الله سبحانه وتعالى "هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَـنِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَذْكُوراً" (الانسان 1) الكثير من الروايات نصت على ان سورة الانسان أو هل أتى كونها مدنية. والسورة من حيث الترتيب نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتسلسل الثامن والتسعين، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء التاسع والعشرين بالتسلسل السادس والسبعين من سور القرآن. جاء في الموسوعة الالكترونية لمدرسة أهل البيت: لهذه السورة أسماء عديدة، أشهرها: الإنسان، و هل أتى، والدهر، والأبرار، والأمشاج. وهذه الكلمات وردت في أوائل السورة، وآياتها 31، تتألف من 243 كلمة في 1089 حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.

قال ابن تيمية في منهاج السنة ردا على العلامة الحلي: قال ابن تيمية: فإن سورة هل أتى مكية باتفاق العلماء وعلي إنما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة ولم يدخل بها إلا بعد غزوة بدر وولد له الحسن في السنة الثالثة من الهجرة والحسين في السنة الرابعة من الهجرة بعد نزول هل أتى بسنين كثيرة . فقول القائل إنها نزلت فيهم من الكذب الذي لا يخفى على من له علم بنزول القرآن وعلم بأحوال هؤلاء السادة الأخيار. ج 4 ص 20.

إنّ جمهور أهل السنة يأكدون على أنّ هذه السورة مدنية، نصّ على ذلك: ابن الجوزي في زاد المسير، قال: وفيها ثلاثة أقوال: أحدها أنّها مدنية كلّها، قال مجاهد وقتادة. العزّ بن عبد السلام في تفسيره، قال: مدنية. القرطبي في الجامع لأحكام القرآن، قال: مدنية. الخازن في لباب التأويل، قال: وهي مدنية. الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، قال: قول الأكثر: أنّها مدنية. الشوكاني في فتح القدير، قال: هي مدنية. الآلوسي في روح المعاني، قال: هي مكّية على ما في البحر، ولكنّه قال عن ابن عادل: مدنيّتها على الإطلاق عن الجمهور و الشيعة. وذكر العيني في عمدة القاري: أنّها مدنية. وأمّا من قال أنّها مدنية من المفسّرين: محمّد بن جرير الطبري في جامع البيان. السمرقندي في تفسيره. البغوي في معالم التنزيل. الغرناطي الكلبي في التسهيل لعلوم التنزيل. أبو حيّان الأندلسي في البحر المحيط.

جاء في شعر الامام محمد بن إدريس الشافعي: إلام، إلام وحتى متى؟ أعاتب في حبّ هذا الفتى وهل زوجت فاطم غيره؟ وفي غيره هل أتى هل أتى؟ من المصادر التي ذكرت أن سورة الانسان او بعضها مدنية: ابي عبد الله الزنجاني في تأريخ القرآن، وابن عباس في كتاب فهرست ابن النديم والدر المنثور، والإتقان للسيوطي، والزمخشري في تفسير الكشاف.

في مصادر المذاهب الإسلامية أن الآيات في صدر سورة الإنسان نزلت بحق علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كالواحدي في أسباب المنزل، والبغوي في معالم التنزيل، وسبط بن الجوزي في التذكرة، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب.

قال الله جلت قدرته "إِنَّ الاْبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَـهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّـهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11)" (الانسان 5-11) جاء في كتاب الغدير وكتاب احقاق الحق قال ابن عباس: إنَّ الحسن والحسين مرضا فعادهما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إنْ برئا مّما بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام، ،بقاً لبعض الرّوايات أنَّ الحسن والحسين أيضاً قالا نحن كذلك ننذر أن نصوم، فشفيا وما كان معهم شيء، فاستقرض علي عليه السلام ثلاث أصواع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزته، فوضعوا الأرغفة بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل، وقال: السلام عليكم، أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثزوه وباتوا لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً. فلما أمسوا ووضعوا الصعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه وباتوا مرة أُخرى لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً، ووقف عليهم أسير في الثّالثة عند الغروب، ففعلوا مثل ذلك. فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع، قال: (ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم) فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: خذها يا محمد هنّأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة. وقيل: إنّ الذي نزل من الآيات يبدأ من: "إِنَّ الاْبْرَارَ" (الانسان 5) حتى " وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا" (الانسان 22) ومجموعها 18 آية. وذكر في كتاب الغدير أنّ الرّواية المذكورة قد نقلت عن طريق 34 عالماً من علماء أهل السنّة المشهورين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170914
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19