• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الولي في الميزان القرآني (ح 2) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الولي في الميزان القرآني (ح 2)

وردت كلمة ولي في آيات قرآنية بالاضافة الى ذكر قسم من الآيات في حلقة سابقة قال الله جل جلاله "إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ" ﴿ص 23﴾، و "فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" ﴿فصلت 34﴾، و "وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" ﴿الشورى 8﴾، و "، و "َمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" ﴿الشورى 31﴾، و "وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ" ﴿الشورى 44﴾، و "وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ" ﴿الجاثية 19﴾، و "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" ﴿الكافرون 6﴾.

جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى: " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا" (المائدة 55) قال الراغب في المفردات: الولاء (بفتح الواو) والتوالي أن يحصل شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد، والولاية النصرة، والولاية تولى الامر، وقيل: الولاية والولاية (بالفتح والكسر) واحدة نحو الدلالة والدلالة وحقيقته تولى الامر، والولي والمولى يستعملان في ذلك، كل واحد منهما يقال في معنى الفاعل أي الموالى (بكسر اللام) ومعنى المفعول أي الموالى (بفتح اللام) يقال للمؤمن: هو ولى الله عز وجل ولم يرد مولاه، وقد يقال: الله ولى المؤمنين ومولاهم. قال: وقولهم: تولى إذا عدى بنفسه اقتضى معنى الولاية وحصوله في أقرب المواضع منه يقال: وليت سمعي كذا، ووليت عيني كذا، ووليت وجهي كذا أقبلت به عليه قال الله عز وجل: " فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ" (البقرة 144) وإذا عدى بعن لفظا أو تقديرا اقتضى معنى الاعراض وترك قربه. انتهى. والظاهر أن القرب الكذائي المعبر عنه بالولاية، أول ما اعتبره الإنسان إنما اعتبره في الأجسام و أمكنتها وأزمنتها ثم استعير لاقسام القرب المعنوية.

هنالك دليل عقلي على الولاية. فهل توجد دولة بدون حاكم ومحافظ بدون محافظة. وهل يعقل ان رئيس دولة يترك من بعده فراغ بدون ان يوصي؟ وهل الانبياء السابقين تركوا الأمر بدون وصاية؟ ومن اهم الادلة قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" (المائدة 67) فالاية ظاهرها يتحدث عن امر عظيم هو امر الامامة. وجود أكثر من مائة ألف من الحجاج في الصحراء والحرارة العالية أقام النبي منبر بعد نزول اية التبليغ عند غدير خم ليخطب بهم خطبته الشهيرة ومنها (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا بلى يارسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه). ولكن المعترضين قالوا المقصود بالمولى هو الصديق القريب. والسؤال هل يعقل ان يطلب النبي صلى الله عليه واله وسلم من الاف من حشود الحجاج في صحراء لاهبة ان يقول ان علي صديق قريب لي؟

جاء في كتاب مصباح المنهاج للسيد محمد سعيد الحكيم: أن بعض الأدلة وإن اشتملت على عنوان المسلم إلا أن الحكم في أكثرها بالاخوة مانع من عمومه لغير المؤمن، وبعضها وإن خلا عن ذلك إلا أنها منزلة عليه لما عرفت. هذا، ولا يبعد عموم الحرمة للمميز غير البالغ، لصدق المؤمن عليه وثبوت الحرمة له. بل وكذا غير المميز من أطفال المؤمنين، لإلحاقهم بآبائهم في الحرمة والولاية، ولصدق الأخ، كما يشهد به قوله تعالى: "وإن تخالطوهم فإخوانكم في الدين" (البقرة 22)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170607
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19