• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فن صناعة الازمة في العراق .
                          • الكاتب : محمد باسم .

فن صناعة الازمة في العراق

لم يمر يوماً واحداً على الصحافة العراقية والعالمية وعلى مدى تسع سنوات خلت من دون ان نقرأ او نشاهد تقارير تتحدث عن "الازمة السياسية" في العراق، والتي تتخذ اشكال شتى تتنوع حسب احداث الوضع الراهن الذي لاينفك يخرج من ازمة حتى يرميه مختلقوا الازمات في اخرى اشد واكبر من التي قبلها، حتى باتت فناً تفردت به الاطياف السياسية العراقية ومن حقها تسجيله كبراءة اختراع لم يسبقهم اليه احد، وكأن نصيب هذا البلد ان لا يخلوا من المشاكل والاختلافات السياسية التي اصبحت خطراً يجر الويلات على رؤوس مواطنيه.
وبالحديث عن الازمات هنا يجب علينا العودة الى اساسها وكيفية نشأتها منذ تغيير النظام العراقي في 2003 الى اليوم، فكثيراً ما نسمع في نشرات الاخبار مصطلحات تتراوح مابين "بوادر الازمة" و"خضم الازمة" وصولا الى "النفق المظلم" وتعالي الاصوات المطالبة بتدويل هذه الازمات والتي عادة ما تحتاج الى "تظافر الجهود" حسب السياسيين من مطلقي التصريحات ممن يزج بهم بطريقة مسرحية للعب الدور المطلوب منهم كلاً حسب متطلبات المرحلة، متناسين وبشكل غريب جداً ان جميع هذه الازمات التي يتحدثون عنها هي في الغالب مشاكل شخصية فئوية تتعلق بالمكتسبات المتحققة مابين الاحزاب والكتل السياسية تتنامى وتكبر على حساب الفرد العراقي، بسبب اسلوب التوافقات الذي انتهجه سياسيونا والذي لا يتوافر منه الا تسميته التي اصبحت ابعد ما يكون عن معناه الحقيقي ومنذ بداية دخولهم الى غمار الحلبة السياسية والتي مادخلوها اساساً الا من اجل الصراع على هذه المكتسبات وحصاد اكبر عدد ممكن منها، متجاهلين هذا المعنى والذي ان اعد مفهوماً خاطئً الا انه كان ليحقق نتائج افضل مما هو عليه اليوم فيما لو تم العمل به بحق، الا ان ما يبدو عليه الحال اليوم ومن خلال التصريحات النارية لبعض الكتل السياسية هو ابعد مايكون عن التفكير في المصالح الوطنية التي بأمكانها الاخذ بيد العملية السياسية الى مرفئ النجاح.
ومما تقدم نستطيع الجزم بعدم وجود رؤية وطنية ثاقبة عليا مابين الكتل السياسية استطاعت خلال الفترة الماضية رسم الخطوط السياسة الدخلية او الخارجية على حد سواء، وان كل ما متوافر من امكانيات اللعبة السياسية لدى ساستنا لا يتعدى النظرة الفئوية الضيقة التي تندرج ضمن قانون انا ومن بعدي الطوفان، غير ابهين بما يعانيه الفرد العراقي بشكل يومي واحتياجاته التي باتت تشكل عائقاً لايمكن تجاوزه لدى الكثيرين مما ينذر بحدوث حالة من الغليان الشعبي الذي لا تحمد عواقبه ونتائجه.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17036
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28