• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الليل والنهار في الميزان القرآني (ح 3) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الليل والنهار في الميزان القرآني (ح 3)

إن الآيات القرآنية التي ورد فيها الليل والنهار عديدة ذكرنا منها في الحلقات السابقة و هنالك آيات أخرى قال الله عز وعلا "وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿الصافات 138﴾، و "يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ ﴿الزمر 5﴾، و "وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ" ﴿الزمر 5﴾، و "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ" ﴿الزمر 9﴾، و "اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا" ﴿غافر 61﴾، و "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ" (فصلت 37﴾، و "فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ" ﴿فصلت 38﴾، و "فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ" ﴿الدخان 23﴾، و "وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ" ﴿الجاثية 5﴾، و "وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ" ﴿ق 40﴾، و "كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ" ﴿الذاريات 17﴾، و "وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ" ﴿الطور 49﴾، و "يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ" ﴿الحديد 6﴾، و "وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ" ﴿الحديد 6﴾، و "وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ" ﴿المدثر 33﴾، و "وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا" ﴿الانسان 26﴾، و "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا" ﴿النبإ 10﴾، و "وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ" ﴿التكوير 17﴾.

ان آيات تعاقب الليل والنهار ذكرت في اثنين وعشرين موضعاً في القرآن الكريم واغلبها يتطلب من الانسان فيها التفكر واستخدام العقل بقدرة الله سبحانه كما قال الله تبارك وتعالى "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (البقرة 164)، و "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لِأولِي الأَلْبَاب" (ال عمران 1).

ووصف الامام علي زين العابدين عليه السلام في صحيفته السجادية وصفا دقيقا ملخصا ما جاء في القرآن الكريم عن الليل والنهار كما جاء (الحمد لله الذي خلق الليل والنهار بقوته، وميز بينهما بقدرته، وجعل لكل واحد منهما حدا محدودا وامدا ممدودا، يولج كل واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد، فيما يغذوهم به، وينشئهم عليه. فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب ونهضات النصب، وجعله لباسا ليلبسوا من راحته ومنامه، فيكون ذلك لهم جماما وقوة، ولينالوا به لذة وشهوة، وخلق لهم النهار مبصرا ليبتغوا فيه من فضله، وليتسببوا الى رزقه، ويسرحوا في ارضه، طلبا لما فيه نيل العاجل من دنياهم ودرك الاجل في اخراهم، بكل ذلك يصلح شانهم ويبلوا اخبارهم، وينظر كيف هم في أوقات طاعته، ومنازل فروضه، ومواقع احكامه، ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. اللهم فلك الحمد على ما فلقت لنا من الاصباح، ومتعتنا به من ضوء النهار، وبصرتنا من مطالب الاقوات، ووقيتنا فيه من طوارق الافات، أصبحنا وأصبحت الاشياء كلها بجملتها لك، سماؤها وارضها، وما بثثت في كل واحد منهما ساكنه ومتحركه، ومقيمه وشاخصه، وما علا في الهواء، وما كن تحت الثرى).

اليوم الذي فيه الليل والنهار هو اليوم الدنيوي، وهنالك ايام ذكرت في القرآن الكريم تختلف عن ايام الارض كما قال الله تعالى "وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ" (الحج 47)، و "تَعْرُجُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍۢ كَانَ مِقْدَارُهُۥ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍۢ" (المعارج 4).

قال الله سبحانه وتعالى "أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً" (يونس 24) اي ان الليل والنهار لا بد ان يكونا موجودين معاً على الكرة الأرضية في وقت واحد وفي مكانين مختلفين وهذا دليل أن الارض كروية وليست مسطحة. ولا يحصل الاختلاف في الليل والنهار إلا إذا دارت الكرة الارضية حول محورها.

وقد مثل البعض ان الليل والنهار كالانثى والذكر لا تستقيم الحياة بدونهما. ان الله خلق الذكر والأنثى من نفس واحدة اي لا يوجد تفضيل احد على الاخر حيث لولا احدهما لم يحصل الاخر كالليل والنهار فلا حياة بليل او نهار فقط كما قال عز من قائل "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً" (النساء 1).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170261
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28