• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بمناسبة فتوى الدفاع الكفائي: انواع الدفاع في القرآن الكريم والسنة .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

بمناسبة فتوى الدفاع الكفائي: انواع الدفاع في القرآن الكريم والسنة

من انواع الجهاد الوقوف امام الظالم بالقول، اما الفعل فهو جهاد معروف بالمجابهة السرية أو العلنية. وهنالك جهاد حلال كما قال جل جلاله "وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" (الحج 78) وجهاد حرام كما قال عز من قائل "وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (لقمان 15).

قال الله تبارك وتعالى "الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلً" (النساء 65) فلا يجعل للمتربصين الكافرين على المؤمنين سبيلا بل على المؤمنين ردهم والدفاع عن مقدسات المسلمين. قالت  فاطمة عليها السلام  في  خطبتها: فرض الله الايمان تطهيرا من الشرك والجهاد عزا للإسلام.

روى أبو حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أراد أن يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا باسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأة ولا تقطعوا شجراً إلا أن تضطروا إليها وأيما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى أحد من المشركين هو جار حتى يسمع كلام الله فإن تبعه فأخوكم في الدين وإن أبى فأبلغوا مأمنه واستعينوا بالله.

قال امير المؤمنين عليه السلام (الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في  سبيل  الله  لا  تتركوا  الأمر  بالمعروف والنهي عن المنكر  فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لك) وقال الله تعالى "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة 216).

وهنالك جهاد علمي كما قال عز من قائل "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (العنكبوت 20) والرحلات الاستكشافية التي قام بها ياقوت الحموي، والمسعودي، وابن بطوطة وأبن خلدون نوع من انواع الجهاد حتى انهم عرضوا انفسهم للخطر في طلب المعلومة والمعرفة.

يقول العلامة الشيخ جعفر كاشف الغطاء: الجهاد ينقسم من جهة اختلاف متعلقاته إلى أقسام خمسة أحدها الجهاد لحفظ بيضة الإسلام إذا أراد الكفار المستحقون لغضب الجبار الهجوم على أراضي المسلمين، وبلدانهم وقراهم، وقد استعدوا لذلك وجمعوا الجموع لأجله، لتعلوا كلمة الكفر. و الواجب هنا أنه إن حصل من يقوم بذلك، سقط عن المكلفين، وإلا وجب على جميع أهل الإسلام ممن له قدرة على الهجرة ومدخلية في إذلال العدو، وكل من له قابلية لجمع الجنود والعساكر أن يقوم بهذا الأمر مع غيبة الإمام وحضوره عليه السلام. رابعا : الجهاد لدفعهم عن بلدان المسلمين  وقراهم  وأراضيهم  وإخراجهم  منها  بعد  التسلط  عليها،  وإصلاح  بيضة الإسلام بعد كسرها. ويجب على المسلمين الحاضرين والغائبين إن لم يكن في الثغور من يقوم بدفعهم عن أرضهم. 

واقعة بدر احدى صور الدفاع حيث كان قائد المعركة الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم يرتدي درعه ويتقدم مقاتليه ليهزم الاعداء ويولون الدبر كما قال الله تبارك وتعالى "سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ" (القمر 45) وما النصر الا من عند الله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد 7).

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169861
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28