• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إعداد النصرة بمؤهلات الانتظار  .
                          • الكاتب : فاطمة محمود الحسيني .

إعداد النصرة بمؤهلات الانتظار 

  لا يمكن لجاهل أن يؤمن بوجود المهدي المنتظر(عج)، والجاهل المغرور هو من يعتقد بنفسه الثقافة، فيحاور ويجادل، لا يستيقن أو يتعلم، وانما ليستلذ بغبائه، ويتبجح بتفوق سلبي، بينما وجود المنقذ الموعود أبقى شعلة الايمان، وأفرز أهل الصبر والمجاهدة والانتظار؛ سعياً لمحاربة الظلم والفساد.

الانتظار كمفهوم انساني يعمل على ترسيخ هذا القلق الروحي وارتباطه بالله سبحانه وتعالى، وحسن الانتظار يعني الصلاح، وانتظار بلا صلاح لا يعد إلا اتكالاً كسولاً، والا فانتظار المهدي (عجل الله فرجه) لا بد أن يعرف أولاً قدر الحجة، وأن يدرك المقام العلي وما الذي يجب أن يعد لاستقباله الاستقبال المناسب.
 الانتظار تهيئة نفسية مشحونة بالأمل, والامل يعني الايمان بالظهور، وهذا الايمان يعتبر محصناً روحياً عن أي زلل, وهذا المحصن هو الورع الذي يهدد النفس ويجملها، وأكد أئمة الخير والسلام (عليهم سلام الله) أن الانتظار له اجر المناصرة عند الظهور, الايمان بحتمية الظهور باعث حقيقي لترسيخ الجهد المعرفي بالإمام الحجة وغيبته وحتمية ظهوره, هذا الكم المعرفي هو الذي يحصن المجتمعات من الانحراف.
 حالة الانتظار هذه، هي التي تجعلنا على أهبة الاستعداد، الانتظار عند الائمة يعني الدين، تكملة الشهادتين، تعني ترسيخ الارتباط به (عليه السلام)، ويتمثل هذا الترسيخ بالإخلاص، وابعاد المسعى الانتظاري عن الفرضية والمادية، وجعله خالصاً؛ ليكون من افضل العبادات.
 هذا الامر يحتاج الى اعداد النصرة لمؤهلات الانتظار التي تجعل الانسان من اتباع المهدي، وهذا الاتباع بقيمته الاجتماعية تجعلهم يصلون الى وصف السجاد (عليه السلام) بأنهم الدعاة الى الدين، والانتظار توقع دولة الحق على يد المؤمل، كذلك الانتظار ليس مسألة كيفية، بل هو واجب فكري وانساني عندهم الايمان بمنزلة النصرة الحية بوجوده المبارك، الانتظار يشكل قيمة مواجهة مع الباطل مع الانحراف، ولذلك الطغاة يخشون الانتظار، ويشكلون حرباً على الايمان به.
 هناك تشخيص لطيف من احد السادة العلماء نلخصه: ما الذي حدث لحكومة الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)؟ وما الذي حصل لحكومة الامام الحسن (عليه السلام)؟ الذي حصل ان الفترة التي سبقتهما أوقفت مناهج الاعداد النفسي، وشوشت العقول، وانحرفت عن التفكير السليم، وأصبحت ترى الباطل حقاً والحق باطلاً، حب الدينا، وامتلاك الطمع والجشع لأرواح الناس، ولهذا فهم خذلوا حكومة الحق، وما نريده أن لا تلاقي دولة الامام المهدي ما لاقته دولة أمير المؤمنين ومولاي الحسن (عليهما السلام)، فلا بد من زرع حب الدين، وحب العدل والانصاف، ولا بد من ابعاد النفس والمجتمع عن الفساد، واعداد النفوس لتقبل الحق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169831
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19