• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بمناسبة يوم 25 ذو القعدة دحو الارض: الانسان والارض في القرآن الكريم .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

بمناسبة يوم 25 ذو القعدة دحو الارض: الانسان والارض في القرآن الكريم

كثير من المفسرين يذكرون أن الدحو والطحو لهما نفس المعنى ولكن مع اقترابهما بالمعنى من حيث التسوية والفرش والانبساط وتسهيل العيش على الأرض ولكن من الضروري ربط كل اية ورد فيها المصطلح مع آيات السورة فسورة النازعات وردت فيها سهولة الزراعة والرعي مع ليل ونهار وهذا يوافق بسط الارض وتسهيل الحياة فيها مع دورانها حول نفسها ليحصل الليل والنهار حيث استخدم مصطلح الدحو في سورة النازعات اية 30 "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا"، أما سورة الشمس فوردت فيها بناء سماء من السماوات السبعة وفيها أرضنا كارض البناء فيه السماء سقف وفرشت الارض كما تفرش ارضية البناء بسطح مصقول وايات توضح الشمس والقمر مما يدل بحركة الأرض ضمن فضاء السماء ليحصل الصيف والشتاء حتى يمكن العيش السهل للناس بشخوصهم الخيرة والشريرة الذين منهم ثمود وخيرهم صالح عليه السلام حيث استخدم مصطلح الطحو في سورة الشمس آية 6 "وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا".

 

الله سبحانه ابدع في خلق الارض ليتمتع الانسان بجمالها كما قال عز من قائل "بديعُ السَّمواتِ والأرضِ" (الانعام 101) وهذا يتطلب من الانسان شكر خالقه الله جلت قدرته في ابداعه وان لا يقوم بتخريب هذا الابداع بافساد هذا المخلوق وهو الارض.

 

قال الإمام الصادق عليه السلام (أيما قوم احيوا شيئاً من الأرض وحرروها فهم أحق بها وهي لهم) والاحق هنا أي ملكيتها. لذلك على المالك ان يحافظ على الارض باحيائها وعدم تركها بوار لا يصح العيش عليها كما قال الله تعالى "وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" (الاعراف 10).

 

قال الله تعالى "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا" (الأعراف 56) والمقصود بالفساد مادي ومعنوي. أما الفساد المادي له تطبيقات مثل قيام الانسان بالتلوث و الهدم والتخريب والحروب واخذ الاملاك بدون حق وعدم الحفاظ على الطبيعة، او معنوي مثل الكفر بخالق الأرض والسرقة والفجور. وجاء في الفاسير ان من المستحبات التفكر في الارض وما حصل ويحصل فيها للعبرة والعظة، وكيف ان الذي يظلم ويفسد يلقى الجزاء الرباني العادل كما قال رب العزة "قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" (ال عمران 137).

 

الله سبحانه لم ينرك الانسان على الارض بدون تعليم كما قال عز من قائل بشأن اب البشرية آدم عليه السلام "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا" (البقرة 31).

 

ان على الانسان ان يعلم انه بدون ايمان وتقوى فلن يحصل على الخير من فوقه السماء ومن تحت رجليه الارض كما قال الله عز وجل "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" (الاعراف 96).

 

على الانسان المؤمن يذكر الارض التي خلقها الله عز وجل للعيش عليها في ادعيته، فعن الامام علي عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان اذا قام الى الصلاة قال (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا من المسلمين) وكما قال الله جل جلاله في سورة الانعام اية 79 "إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ" والوجه هنا ليس الوجه المتعارف عليه وانما بعني القصد.

 

من الناس الذين موازينهم خفيفة عند الله سبحانه الذين يمكنهم الله في الارض ماديا او معنويا ولم يشكروه على نعمه حيث قال الله جل جلاله "وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" (الاعراف 10).

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169739
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29