• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرجوع في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الرجوع في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة)

اكدت آيات مباركة ان المرجع هو الى الله كما قال الله عز من قائل "ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿آل عمران 55﴾ اي المرجع الى الله تعالى وكما قال الله تعالى "إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" ﴿المائدة 48﴾، و "إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" ﴿المائدة 105﴾ الجميع يرجع الى الله سبحانه يوم القيامة فينبئهم بما كانوا يعملون وكما قال الله جل جلاله "ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" ﴿الأنعام 60﴾ و "ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" ﴿يونس 23﴾ و "إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" ﴿العنكبوت 8﴾، و "ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" ﴿لقمان 15﴾، و "ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" ﴿الزمر 7﴾، و بما كانوا يختلفون "ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" ﴿الأنعام 164﴾، و "إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ" ﴿يونس 4﴾ في الاية الرجعة تناظر العودة، و "إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ﴿هود 4﴾ والرجعة هي احدى قدرات الله عز وجل.

قال الله جل جلاله "وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ" (الانبياء 95). روى علي بن إبراهيم والطبرسي وغيرهما بالاسناد عن الإمام الصادق عليه السلام قال (كلُّ قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة ، وأمّا في القيامة فيرجعون، ومن محض الإيمان محضاً وغيرهم ممّن لم يهلكوا بالعذاب ، ومحضوا الكفر محضاً يرجعون) وهذه الآية أوضح دلالة علىٰ الرجعة، لأنّ أحداً من أهل الإسلام لا ينكر أنّ الناس كلّهم يرجعون إلىٰ القيامة، من هلك ومن لم يهلك، فقوله "لَا يَرْجِعُونَ" يعني في الرجعة، فأمّا إلىٰ القيامة فيرجعون حتّىٰ يدخلوا النار. وقال الله تبارك وتعالى ايضا "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ" (القصص 39).

 

الذين الى ربهم راجعون يتصفون بصفات ذكرها الله تعالى في سورة المؤمنون "إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)" (المؤمنون 57-60) فهم يخشون الله ويؤمنون بآيات الله ولا يشركون بالله شيئا ويعطون حقوق الله وعباده بقلوب وجلة.

 

ويأتي الرجوع بمعنى العود كما قال الله جل وعلا "لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون" (يوسف 46) أي لعلي اعود الى الناس. وكما قال سليمان عليه السلام في قوله تعالى "ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها" (النمل 37) اي عد إليهم. وقال المنافقون كما في الاية المباركة "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" (المنافقون 8) أي لئن عدنا الى المدينة.

 

والجميع يقف امام الله سبحانه بعد رجوعهم اليه كما قال عز من قائل "إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" ﴿المائدة 48﴾، و "إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ" ﴿يونس 4﴾.

ورد الرجوع كثيرا بصيغة الفعل يرجعون وترجعون في ايات قرآنية ذكرنا قسم منها في حلقة سابقة وكذلك قال الله تعالى "لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" ﴿القصص 70﴾، و "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" ﴿القصص 88﴾، و "فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" ﴿العنكبوت 17﴾، و "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" ﴿العنكبوت 57﴾، و "اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" ﴿الروم 11﴾، و "لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" ﴿الروم 41﴾، و "قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" ﴿السجدة 11﴾، و "وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" ﴿السجدة 21﴾.

وموسى عليه السلام ذكر في القرآن الكريم رجع اي عاد الى قومه كما قال الله عز وجل "وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي" (الاعراف 150).

وجاء في بحث دلالة الرجوع في القرآن الكريم للباحثة سهاد مازن: رد لفظ الرجوع ومشتقاته في 104 آية من القرآن الكريم، كانت 79 منها آيات مكية، و 25 منها آيات مدنية، ودلت على المعاني الآتية: الإقبال على الشيء، والتوبة، وجواب الرسالة، ورجعة الطلاق البائن والرد، والعود، والعود إلي الدنيا، والمطر، والمعاد بعد الموت، والوعيد. وقد فصلت هذه الدلالات بالدراسة في متون البحث الذي انتهى بعدد من النتائج كان من أهمها أن للسياق القرآني أثرًا كبيرًا في تحديد دلالة الرجوع، وكذلك كانت أكثر دلالة ورودًا دلالة الرجوع على المعاد بعد الموت للمجازاة على الأعمال خيرها وشدها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169647
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28