• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفعل البشري وعلاقته بالقضاء والقدر .
                          • الكاتب : د . عمار عبد الرزاق الصغير .

الفعل البشري وعلاقته بالقضاء والقدر

 ههنا مفهومان :

1- الاختيار الإنساني : يتمحور حول ملائمة الفعل الإنساني ، وانسجامه مع ما يراه مناسبا له ، وهي نظرية أرضية تبحث عما يناسب الإنسان من خيارات حياته ، وفقًا للواقع والاضطرار والوعي . 

ومثاله تساؤل موسى (ع) من  قوله تعالى : { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } .

و قوله تعالى : { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} .

وقوله : { قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا } .

فالتساؤل يكشف أن خيارات موسى ع  لها أهداف أخرى لا تتناسب مع الحدث المتكوّن أمامه من قبل العبد الصالح.

2- الاختيار الإلهي (الأصلح) : مفهوم إلهي مرتسم بقدر وفقا لعلم الله بحقائق الافعال،ومحدودية قدرة البشر وقوانين السنن والاسباب والمسببات ، ويتفعل بالقضاء الإلهي .

 ومثاله إجابات صاحب موسى لتساؤلاته، التي تكشف أن الاختيار الإلهي ناظر إلى معايير غائبة عن إدراك النبي موسى ع :

 ‏{ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبً}.

 ‏ { وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا }.

و { وأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ }.

ويتحدد علم الله بالأصلح للإنسان من قوله تعال : {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا  }.

  المائز بين المفهومين : أن الأول مؤقت محدود الإدراك لحقائق

السنن الوجودية ، ظني النتائج .

والثاني دائم مطلق يقين النتائج ، إذ يرتسم بالقدر الذي يتناسب مع السنن المتكوِّنة ، ويتحقق بالقضاء كنتيجة لهذا القدر، فالله رسم للإنسان الطريق وهو مسؤول عن خياراته { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً}  .

فالطريق إلهي ، والأفعال بشرية ، والنتائج جزاءات تكوينية  { مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ * وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا * وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}.

‏ ذلك ما يكشف فلسفة وجود الشريعة ؛ لأنها أعلم بمصالح الإنسان من نفسه ، وأعلم بسنن الوجود كيف تعمل وطبيعة علاقتها بالفعل البشري ؛ مثل الرزق والحفظ والابتلاءات والعواقب . فهي سنن مرتبطة بطبيعة السلوك الذي يحدثه الإنسان.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169295
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20