• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كتابات عن الام في القرآن والسنة (ح 3) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كتابات عن الام في القرآن والسنة (ح 3)

قال الله تبارك وتعالى "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ" (الاحزاب 6) حيث "وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" أي أنهن منهم بمنزلة أمهاتهم في حرمة نكاحهن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا * إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا * لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلاَ أَبْنَائِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَائِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا" (الاحزاب 53-55).

قدس الإسلام رابطة الأمومة، فحرم الزواج من الأمهات "حُرمت عليكم أمهاتكم" (النساء 23). ورباط الزوجية يختلف عن الامومة "وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن امهاتكم" (الاحزاب 4). و للأم حق في ميراث ولدها إن مات في حياتها كما أوجب له ميراثها إن ماتت في حياته قال سبحانه وتعالى "فإن لم يكن له ولد ووَرِثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس" (النساء 11). وعن أبي الحسن عليه السلام قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: (كن باراً، واقتصر على الجنة، وإن كنت عاقاً فاقتصر على النار). وعنه عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: (نظر الولد الى والديه حباً لهما عبادة).

 

جاء في الرد على الاستفسارات للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني: السؤال: نرجو من سماحتكم ذكر نصيحة للأبناء حول موضوع عقوق الوالدين ؟ الجواب: أشد أنواع قطيعة الرحم عقوق الوالدين للذين أوصى الله عزّ وجلّ ببرّهما والإحسان اليهما، قال عزّ من قاثل في كتابه الكريم: "وقضى ربك ألأ تعبدوا إلا إيَّاه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما". وقال الإمام عليه السلام: (أدنى العقوق أف ، ولو علم الله عز وجلَّ شيئا أهون منه لنهى عنه). وقال الإمام أبو جعفر عليه السلام: (إنّ أبي عليه السلام نظر الى رجل ومعه ابنه يمشي والابن متكىء على ذراع الأب، فما كلّمه أبي مقتاً حتى فارق الدنيا). وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (من نظر الى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة)، وغير هذه الأحاديث كثير. وفي مقابل ذلك برُ الوالدين فهو من أفضل القربات لله تعالى ، قال عزَّ من قائل في كتابه الكريم: "واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا". وروى إبراهيم بن شعيب قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام إنَّ أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ، فقال: إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقِّمه بيدك فإنَّه جنُة لك غدا). وقد ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على صلة الأم قبل الأب ، فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (جاء رجل الى النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم فقال: يارسول الله من أبر؟ قال أمك ،قال: ثم من؟ قال: أمك ، قال: ثم من؟ قال أمك ، قال: ثم من؟ قال: أباك). 

ولا يوجد افضل من كفالة الام لابنها قال الله جل جلاله "إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ" (طه 40). عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : (الصلاة على وقتها) قلت ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين) قلت: ثم أي؟ قال: (ثم الجهاد في سبيل الله)- قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصْبِحُ وَوَالِدَاهُ عَنْهُ رَاضِيَانِ، إِلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ، وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصْبِحُ وَوَالِدَاهُ عَلَيْهِ سَاخِطَانِ، إِلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ).

قال الله تعالى "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ" (عبس 34-37) الرابطة تتأثر بهول يوم القيامة فقط، فيستقل الولد عن أمه، والأم عن ولدها. وللامهات حرمات منها تحريم الزواج بالامهات قال الله جل جلاله "حُرمت عليكم أمهاتكم" (النساء 23) وكذلك تحريم الظهار كقوله أنتِ علي كظهر أمي يكونوا قد عصى الله ونساؤهم لسن أمهاتهم، "الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم. إنْ أمهاتهم إلا اللائي ولَدْنهم" (المجادلة 2).  ولا حرج من أن تأكلوا من بيوت أولادكم أو آباءكم وأمهاتكم. "لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ" (النور 61).

وضع القرآن الكريم الفساد في الارض وقطع الارحام والتي تعتبر الام اعلى مراتب الارحام بمرتبة مقاربة قال الله عز وعلا "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ" (محمد 22). جاء إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رجلٌ وقال له: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: (نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا). جاء في الحديث الشريف (إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء وتفاخرا فهو في سبيل الشيطان). 

جاء في الرد على الاستفسارات للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني: السؤال: إذا أمرت الوالدة ولدها بتطليق زوجته لخلافها مع الزوجة، فهل تجب عليه طاعتها في ذلك؟ وماذا لو قالت له: (أنت ولد عاق إن لم تطلق زوجتك)؟ الجواب: لا تجب طاعتها في ذلك، ولا أثر للقول المذكور، نعم يلزمه التجنب عن الإساءة اليها بقول أو فعل كما تقدم. السؤال: قد يتناقش الولد مع والده أو البنت مع أمها في أمر حيوي يومي نقاشاً حاداً يضجر الوالدين، فهل يجوز للأولاد ذلك؟ وما هو الحدُّ الذي لا يجب على الولد تخطية مع والديه في النقاش؟ الجواب: يجوز للولد أن يناقش والديه فيما لا يعتقد بصحته من آرائهما، ولكن عليه أن يراعي الهدوء والأدب في مناقشته، فلا يحدّ النظر اليهما، ولا يرفع صوته فوق صوتهما، فضلاً عن استخدام الكلمات الخشنة. السؤال: هل تجب إطاعة الوالدين أم هي مستحب مؤكّد؟ الجواب: تستحب إطاعتهما، ولكن إذا كانت المخالفة موجبة لإيذائهما الناشئ من الشفقة على الولد لم تجز.

ولما كانت الأم مصدر الحنان ومنبع الإحسان بالنسبة للولد ذكّر هارون أخاه موسى عليهما السلام بأمه حين غضب وأخذ برأسه، قال سبحانه: "ولما رجع موسى إلى قومه غضبانَ أَسِفاً قال: بئسما خَلَفتموني من بعدي أَعَجِلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه قال ابنَ أمَّ إن القوم استضعفوني" (الاعراف 150) وفي موضع آخر قال: "يا بنَ أُم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي" (طه 94).

وأُمّ كل شيء: معظمه، ويقال لكل شيء اجتمع إليه شيء آخر فضمّه: هو أُم له قال الله عز وعلا "فأُمُّه هاوية" (القارعة 9). ورد في الخبر: من صور بر الوالدين (تقديم أمرهما، والإنفاق عليهما، تحري رضاهما، المبالغة في خدمتهما، طاعتهما، الصبر عليهما). عن الامام زين العابدين عليه السلام أنه قال (وأمّا حقّ اُمك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبالِ أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحّي وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها، وانك لا تطيق شكرها إلاّ بعون الله وتوفيقه).

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168851
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18