• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حوار عن المشغل النقدي  مع الأديب علي حسين الخباز:  (المشغل عبارة عن قراءات انطباعية تحمل قراءات المنجز قراءة واعية مرتكزة على الجوهر النصي) القسم الأول  .
                          • الكاتب : سوسن عبدالله .

حوار عن المشغل النقدي  مع الأديب علي حسين الخباز:  (المشغل عبارة عن قراءات انطباعية تحمل قراءات المنجز قراءة واعية مرتكزة على الجوهر النصي) القسم الأول 

سعياً للارتقاء بحركة الثقافة والأدب النسوي المتبلورة في العتبة العباسية المقدسة، سعت جريدة صدى الروضتين لتأسيس المشغل النقدي من أجل تمحيص المواضيع نقدياً، ولمتابعة النتاجات النسوية بمختلف مستوياتها نقدياً، ولمعرفة نوعية الاشتغال وهدف المشغل وأسباب تخصصه بالأدب النسوي.. التقينا بالأديب علي حسين الخباز رئيس تحرير صدى الروضتين فقال:
  أولاً- إن المشغل رغم انه يحمل الصفة النقدية، لكن لا علاقة له بالنقد، وهو غير معني بالنقد أساساً، وليس له أي تماس نقدي، وانما المشغل عبارة عن قراءات انطباعية تحمل قراءات المنجز قراءة واعية مرتكزة على الجوهر النصي.
ثانياً- إن الأدب النسوي هو أدب عام حاله حال الأدب الرجالي، لكن ثقافة المرأة حوربت بشكل كبير عبر حكم الطواغيت، فصار الأدب النسوي إما أن ينحصر في بوتقة الرمز الواحد أي الأدب الموجه او يتيه في موجات (الذاتانية) فيصبح الأدب النسوي مجرد البحث عن المطبخ والمظهر ومتعلقات الجمال المصنع. 
- أنا أريد أن أطلع على الفارق بين النقد والقراءة الانطباعية..؟
  يعمل النقد ضمن اطر منهجية ثابتة، ولها مرتكزات لمدارس معينة، ونرى أن هذه المنهجية لديها قوانين وقواعد وهذه القواعد لا يمكن تجاوزها، إرادات ستؤدي الى تنميط الكتابة، بينما المشغل انطباعي يتنقل بين المنهجيات حسب احتياج النص، فهو يبحث عن قدرات ابداعية، بحث عن روح الانتماء النصي. 
- النقد او أدب الانطباع المهم هو البحث عن الرؤية، وهذا هو المطلوب البحث عن العمق النصي..؟
  البحث عن الرؤية ضمن عوالم النص وليس خارجه، هناك صيغ أسلوبية توفر المساحة التي يستطيع النص التحرك ابداعياً، مثلاً الكاتبة زهراء حكمت تسأل: لماذا الأبيض بلا لون..؟ الجواب: لأنه صادق ونقي لا يزيف الحقائق، هذا الموضوع ينم عن وعي في مفهوم الكتابة وتنامي النص، مثلاً لنذهب الى عوالم نص بعنوان (يا شاطئ الأمان) للكاتبة نادية محمد حسين نجد أن تبديل مفردة ركبت الى ارتقيت وتنطلق منها الى متداولات بنائية تكشف عن العمق النصي (سارت/ سحبت/ تصارعت مع أعاصيرها/ غصت..) مفردات توحي الى قرب الغرق.
 تشتغل الموجهات الاشارية بمتداولات اخرى نقرأ: (مدت/ انتشلت/ انارت) ركائز جوهرية تأخذنا الى معنى تبقي البحر منطقة للصراع في خاتمة الموضوع نقرأ جملة: (وجعلت البسيطة كلها قبره) هذا مدلول من المداليل شمولي الانتماء مقاربة للرمز الفاطمي (سلام الله عليها).
 وفي محور انطباعي آخر وجدنا في موضوع سنن الابحار للكاتبة نرجس الموسوي تناقش فكرياً معنى الابتلاء، موضوع يسمو بالفكر وفي معنى التضاد (العسر - اليسر) تقرؤه بمفهوم الاختبار وهو رمز التكامل الانساني، ويعني تدفق المعنى بيقظة لمجاورة المترسب في ذهنية التلقي، وهذا الفعل الابداعي عند الكثير من الكاتبات في محاور المشغل، كاتبة أخرى تسأل عن كيفية الترفيه هي زبيدة طارق بترابطات ايجابية عن مفهوم التنفس (الزيارة/ الترفيه المعرفي والثقافي/ أنشطة اجتماعية تنمي قابلية المنفعة الروحي).
- بعض الكاتبات يتهمن المشغل بأنه يمارس نوعاً من الحنو على الكاتبات، ولا يمارس النقد لمعرفة الأصلح والأهم..؟
   أولاً- المشغل غير معني بيافطات جاهزة، وإلا فالمساحات النقدية موجودة والكثير من النقاد يتمنون العمل مع صدى الروضتين، والأهم من هذا أن المشغل ليس شُرطياً ليلغي ويحذف ضمن حسابات منهجية معدة سلفاً..! بل هو باحث عن الابداع.
 ثانياً- النص يمر الى المشغل عبر لجنة النشر في الجريدة، تعمل هذه اللجنة على جمع المادة مع مدير التحرير الأستاذ هاشم الصفار، ويُهمل أي موضوع لا يحمل مواصفات ابداعية، وهذا العزل هو فرصة للمشاركة في مادة أكثر تقبلاً؛ لأن كما هو معلوم أن المشاركة في المشغل تكون لمرة واحدة فقط.
 هناك بعض المشاركات التي تسللت، ونحن تساهلنا بالأمر؛ كي نفسح لهن رؤية التنامي في كتاباتهن، يعني أود أن أوضح المسألة أكثر، نحن لسنا في مسابقة لإبراز الأصلح، ولا نجامل نصاً على حساب آخر، ليس للانطباعات درجات تفضيلية. وللنقد كما قلت مجالات اخرى نستطيع أن نوفرها لمن تبحث عن النقد، والنقد موجود هو يبحث بين الكتابات عن مواضيع ترتقي لدراستها نقدياً، وان شاء الله سينتبه النقد يوماً الى كتاباتهن، الانطباع هو مدرسة تقدم للكاتبة مشورتها، وتقدم للكد الشمولي تجارب ومفاهيم عن كل تجربة يافعة. 
- إذا كان النص لا يمتلك الروح القادرة على الحضور، أو لنقل انه نص منقول تماماً ومقدم الى المشغل، وفعلاً هناك نصوص مشغولة، هل يتعامل الانطباع بالنيابة..؟
سيرفض النص، لكننا نقول اننا في المشغل لا نقيم النصوص بقدر ما نقرأ الجوانب المهمة فيه، وما لا يعجب القارئة (س) قد يعجب القارئة (ص)، او لنقل اننا نجد في النص ما يجعلنا نقدم الجانب الذي نبحث عنه في صياغة مشروعنا الانطباعي، هناك مناحٍ ابداعية متعددة، وقد نجد مثلاً نصوصاً منقولة مثل تجربة الكاتبة (حياة محمد) موضوع منقول والمضمون قادر على خلق التفاعل والتأثير، لكن تبقى للكاتبة فقط فضيلة الانتقاء النصي.
 ونجد أن هناك من قدمت المنقول بمهارة العرض الحكواتي، سيرورة متخيلة لاستنباط اثر المعنى، بنية عميقة دلالية، فهو نص مكتظ بالدلالة، وبعض المواضيع تبنى على أثر تناص كما في تجربة الكاتبة (صادقة محمد حسين) كان لها تنامٍ مع آية قرآنية (ووصينا الانسان بوالديه) فترى معنى وصينا غير أوصينا، فوصى حصر زاوية الاهتمام بأمر واحد لا غيره، لكن اوصيناهم بفتح المعنى باتجاه امور متعددة، وامور الكتابة حتى تكون انتقائية اكثر مما هي انسانية لتعبر عن الموضوع.
 الكاتبة (كفاح طعمة) تهيج المباشر في حضرة الموضوع بتقنية الأداء الوعظي المباشر، أريد أن أقول: إن من مهمة المشغل النقدي هو البحث في سرديات كل تجربة، ومن ثم النظر في مميزات المواضيع وممولاتها الفكرية وتباين المستوى الفني، لم يمنع الكاتبات من التقارب في بعض النقاط وترجيح فاعلية الدلالة، كاتبات المشغل يتوحدن في قضية الايجاز والتكثيف وبعضها وعظية ومن المنقول، وتضمن أغلب المواضيع على الاستشهادات القرآنية والمحاورات المباشرة في حال تميزت أخرى باستنباط المعنى من المنقول.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168791
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29