• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكتابة بعنجهية الصلف .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الكتابة بعنجهية الصلف

 طرق وسائل الاقناع بقضية عرض الرأي، توظف لتحقيق غاية القبول، سعياً لبناء علاقات طيبة مع الإنسان ليشعر بالرضا عن محتواه الإيماني الفكري، وإلا فالكاتب الذي يتجاوز بعنجهية الصلف القسري، ويعطي أحكاماً إسقاطية لا تناقش ولا تحاور؛ بسبب عوجها، فهو تجاوز تعاليم القرآن الكريم والسنة الشريفة؛ لأن الاقتناع من أجل الإيمان يفرض تقديم المفهوم التحاوري الإيماني، ويفتح مغاليق الفكر عبر وسيلة مناطة بالعقول والقلوب، فأنى له أن لا يجيد الرسائل الاقناعية أو عملية التحاور العقلاني، التي هي انتقال معرفي له ركيزة مهمة من ركائز العمل الاسلامي.
 ولدراسة المواقف أهمية بإدارة فن الحوار وفهم دوافع الموقف، هناك علاقة قوية بين المعتقد والموقف والسلوك والقرآن الكريم والسنة المطهرة هما نبراس المسلمين ودستورهم ومنها كل خير يعزز منهج الإقناع، ولا ادري أين عن هذه المعلومة الكاتب (عادل رضا) في موضوعه المعنون (ليست كربلاء التاريخ وليس عاشوراء الحسين بن علي)، حدية الموقف المعروض وقسرية الاسقاط التي جردت كاتبها عن أي فكرة سوى عجرفة القمع، فهي تعتبر عاشوراء تراكمات اجتماعية، طرقت في موضوعة عشرات الآراء التي لا تتعدى خزعبلات العنجهية ولو كانت الكتابة بهذا التجييل والتضليل لأصبحنا نعيش ضلال الكلمة.
هل بهذه الطريقة المبتذلة يريد هذا الكاتب أن يعدل مواقف يراها على غير حقيقتها؟ ولا أدري هل تجاوز مثل هؤلاء الكتاب مرحلة (اكذب ثم اكذب لتصل الى مرحلة التعنت والتزمت وخلق مواقف هزيلة)؟ اين منزلة العقل من التسطير غير الخلاق؟ أين الحكمة؟ أين الموعظة الحسنة والمعادلة بالتي هي أحسن؟
 والله حيرة، بأي المحاور يناقش هذا المتزمت، وهو ينتقل من محور انكاري الى آخر اسقاطي، حتى جعل من الشعائر الحسينية مرجعية استخباراتية لخدمة المشاريع الصهيونية؟
 بأية نظرة انسانية يكتب هؤلاء الكتاب؟ المفروض لمن يكتب منتقداً الأمم، أن يمتلك ثقافة احتواء وتبيين؛ كي يقدر أن يؤثر بالمتلقي.
ومثل هذه المواضيع التي تمس عقائد الناس تحتاج الى معرفة عقلية، وأدلة واضحة، واتباع طرق التفكير السليمة للحصول على حجج عقلية منطقية قابلة لأن تكسب قناعات المتلقي.
 وهذا الجاهل يربط نجاح الثورة الاسلامية في ايران ووكالة الاستخبارات المركزية للترويج بمسألة الشعائر الحسينية واعتبار جميع مفردات الشعائر هي غير شرعية..! 
يا لهذا الغباء..! وهل الاحتفاء بعيد عاشوراء عند (العربان) يوم مقتل الحسين سيد الشهداء وابن بنت رسول الله (ص) هو الشرعي؟
 إن أوليات الكتابة تحتاج الى خطاب عقلي وقبول قلبي ناتج عن التفكير السليم لتطمئن إليه القلوب مهما كان الاختلاف، إذا قبلها القلب صارت هناك قناعة، ويمكن عند ذلك التحاور المثقف، يقول الكاتب: إن الحسين (عليه السلام) قدم رسالة دم وزينب (عليها السلام) قدمت رسالة الكلمة، طيب نسأل: أنت ماذا قدمت، في مثل هذا الخطاب المتشنج والمنفعل؟ هل احتفيت مع العربان بيوم مقتل الحسين (عليه السلام) بعيد عاشوراء، ام اكتفيت بهذه الخزعبلات التي تعكس قصوراً واسعاً بالتفكير المنطقي الانساني؟ كن قبل أن تكتب إنساناً لتنصف، وامتلك الوجدان بالتحاور واكتب ما تريد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168680
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28