• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تطبيقات قرآنية عن أيام العيد (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

تطبيقات قرآنية عن أيام العيد (ح 1)

1- يقول أمير المؤمنين عليه السلام (كل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد) وبمجموع أيام الصيام فإن عيد الفطر له فرحة عدم عصيان الله بصيامه وقيامه، وأفراد المجتمع كل يذكر الآخر بالابتهاج لإنجاز مهمة طاعة الله وعدم عصيانه بتبادل التهاني والتبريكات. يقول الله عز وجل "وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" (الاحزاب 36).

2- من صفات المسلم المسامحة ومن ايام المسامحة أيام العيد واخطر ما في الانسان ان يريد الانتقام من أخيه في الإنسانية. والفرح والمسامحة مترادفتان مطلوبان في أيام العيد. قال الله جل جلاله "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ" (ال عمران 159).

3- ورد في كتاب الصوم للمراجع العظام: إنَّ عيد الفطر يأتي بعد الصوم، والصوم من جملة مقدمات الهدف ومقرباته بلا شكّ. قال الله سبحانه: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ" (البقرة 45). وقد فسر الصبر في الآية بالصوم، وقد قيل (الدنيا صوم يوم). ومع الوصول إلى الهدف تنتفي الحاجة إلى الصوم ويجب الإفطار وإظهار الفرح لذلك معنوياً. وأما عيد الأضحى، فهو يأتي بعد عناء السفر إلى الحجّ، الذي يرمز إلى السفر إلى الهدف, بتقديم مقدماته وإنجاز أسبابه. فإذا حصل الوصول وانتهى السفر، كان معناه حصول الهدف، لأنَّ السفر إلى الهدف ينتهي بالوصول إليه لا محالة، ومع حصول الهدف يحصل العيد والفرح.

4- يستشهد بعض المفسرين بآيات قرآنية عن احتفالات ايام ولادة الأنبياء والأولياء  والاحزان ايام وفياتهم عليهم السلام بايات منها في سورتي مريم والصافات "وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين" (الصافات 181-182)، وشيخ الأنبياء نوح عليه السلام "سلام على نوح في العالمين" (الصافات 79)، وابو الانبياء ابراهيم عليه السلام "سلام على إبراهيم" (الصافات 109)، وموسى وهارون عليهما السلام "سلام على موسى وهارون" (الصافات 120) و  يحيى عليه السلام "وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا" (مريم 15)، وعيسى عليه السلام "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا" (مريم 33). وفي روايات البر بأصحاب الديانات الاخرى ومنهم اصحاب الديانة المسيحية في أعيادهم وهو نوع من القسط كما جاء في الاية الكريمة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" (الممتحنة 8). ويعتقد ان شجرة عيد الميلاد لها علاقة بالاية الكريمة "وهزي إليك بِجِذْع النخلة" (مريم 25).

5- وفي عيد الفطر يخنس الشيطان بعد ان نجح الصائم في اداء شعائره طوال شهر رمضان كما يحصل عندما يرمي الحاج ايام عيد الاضحى الجمرات بمنى، حيث يفيض الحجاج من المزدلفة عند شروق الشمس مشيا الى منى لرمي الجمرات "ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ"  (البقرة 199). وفكرة رمي الشيطان بالحصيات او الجمرات تعود الى عهد ابراهيم عليه السلام عندما بين له جبرائيل مناسك الحج حيث عند وصوله موقع العقبة بمنى اعترضه الشيطان فرمى الشيطان بحصيات سبعة كون هذا الرقم له قدسية في ايات عديدة منها "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا" (الملك 3). وقيل ان ابليس اعترض على ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل عليهما السلام فرجمه في العقبة "فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ" (الصافات 103). اما في ايام التشريق الثلاثة فان إبليس وسوس لابراهيم وإسماعيل وهاجر عليهم السلام في مواقع الرمي الثلاثة فتم رجمه. وفي رواية ان آدم عليه السلام أول من رجم الشيطان وقد رماه بمنى فأسرع اي اجمر فسميت الحصاة و موقع الرمي بالجمرة.

6- ومن تكبيرات يوم العيد (الله اكبر الله اكبر الله اكبر، لا اله الا الله والله اكبر، الله اكبر ولله الحمد) وفي روايات يستمر التكبير حتى آخر يوم. قال الله تبارك وتعالى "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (البقرة 185).

7- حسب القاعدة الفقهية فان الأصل في الأشياء الإباحة والاحتفال بأعياد ميلاد الاشخاص مباح عند فريق من العلماء. ولكن فريق آخر يرى عدم الاحتفال الا بعيدي الاضحى والفطر فقط. والفريق الذي يؤيد الاحتفالات بأعياد الميلاد هو لاظهار الشكر لله على نعمه ولا يوجد نص بتحريمها او إباحتها. والعيد يعني الاحساس بقدوم شئ سعيد، ويعني مكافأة بعد عمل مثل عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان. قال الله جل جلاله "وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إن كُنتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (البقرة 172). جاء في الحديث النبوي الشريف (للهُمَّ اجْعَلْنِي أُعْظِمُ شُكْرَكَ، وَأُكْثِرُ ذِكْرَكَ، وَأَتْبَعُ نَصِيحَتَكَ، وَأَحْفَظُ وَصِيَّتَكَ).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168047
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28