• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقفات بمناسبة شهادة امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) .
                          • الكاتب : صباح محسن كاظم .

وقفات بمناسبة شهادة امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام)

أعزي الانسانية بشهادة أعظم شخصية عرفها التأريخ الانساني  بعد المصطفى المختار-صلى الله عليه وآله-

لم تقدر الامة عظمة علي الذي قال:ابن عباس فيه إن ربع القرآن الكريم نزل بحق علي ..ولم تعرف من كنوز علمه ،ولا من تطبيق عدله الا النزر اليسير،أيعقل أن الامام علي-عليه السلام- يدرس في الغرب ويكتب عنه من المستشرقين والمفكرين والمسيحيين،ولا يدرس بجامعاتنا ومدارسنا؟؟ 

كانت المؤامرات تحاك ضد الامام تارة بإبعاده عن الخلافة وتارة بسلب فدك،وتارة بقتل ابناءه ولازال أتباعه يعانون من محاولات الارهاب بقتلهم والاساءة إليهم،فلازال خط معاوية ويزيد وخط علي والحسين يسيران  بتضاد..فالمؤامرة الاولى هي اتفاق

  نفر من الخوارج اجتمعوا بمكة فتذكروا الامراء فعابوهم وعابوا اعمالهم وذكروا اهل النهروان فترحموا عليهم وقال بعضهم لبعض لو أنا شرينا الله انفسنا فأتينا ائمة الضلال فطلبنا غرتهم وارحنا العباد والبلاد منهم واثارنا لاخواننا الشهداء بالنهروان وقالوا : مانصنع بالحياة الدنيا بعدهم أولئك كانوا دعاة الناس الى ربهم لايخافون لومة لائم . فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك فقال عبد الرحمن بن ملجم أنا اكفيكم علي بن ابي طالب وقال البراك بن عبد الله التميمي : انا اكفيكم معاوية وقال عمرو بن بكر مولى بني العنبر بن عمر بن تميم : انا اكفيكم عمر بن العاص . فتعاهدوا على ذلك وتواثقوا بالله عليه ، وان لايتكل احد منهم عن صاحبه الذي تكفل به حتى يقتله اويموت دونه فاخذوا سيوفهم فشحذهم ثم سقوها السم ، وتوجه كل منه الى صاحبه الذي تكفل به وتواعدوا على ان يكون وثوبهم في ليلة واحدة ، وتوافقوا على ان تكون الليلة هذه  هي الليلة التي يسفر صاحبها عن يوم التاسع عشر من شهر رمضان . فاما الرك فقعيد الشام وضرب معاوية وهو راكع في صلاة الصبحفوقعت الضربة في اليته من فوق ثياب كثيرة فجرحه جرحاً يسيراً وقبض على البرك ، فقال لمعاوية عنديخبر اسرك به فان اخبرتك أنا امن في ذلك عندك قال : نعم قال ان علياً قتل في هذه الليلة ، قال وكيف !! فاخبره بخبرهم ثلاثتهم ، وما عقدوا عليه

فقال : ولعله لم يقدر على ذلك اقتلوه فأخذ وقتل وقيل : انه استبقاه الى ان ورد الخبر بقتل امير المؤمنين فخلى سبيله وبعث معاوية الى طبيب يقال له ألساعدي وكان حاذقاً فأراه جراحته ، فلما نظر اليها قال : اختر إما احمي  لك جديدة فأضعها موضع السيف ، واما اسقيك شربة تقطع بها عنك الولد ، وتبرأ فان ضربته مسمومة فقال معاوية : اما النار فلا صبر لي عليها واما الولد ففي يزيد وعبد الله ماتقر بهما عيني فسقاه شربة فبرأ ولم يولد بعدها فأمر معاوية بعد ذلك بالمقصورات بالمسجد وحرس الليل وقيام الشرطة على رأسه وهو اول من عمل المقصورات في الاسلام واما الرجل الثاني فهو عمرو بن بكر فانه وافى عمر بن العاص في صبييحة تلك الليلة وقد وجد عمرو عله فاستخلف رجل يصلي بالناس يقال له ( خارجه ) فضربه بسيفه وهو يظن انه ابن العاص فوقعت الضربة في خارجه فقتله فمات منا في اليوم الثاني وفي ذلك يقول ابن عبدون

فليتها اذ فدت عمروواً ( بخارجة )           فدت علياً بما شاءت من البشرِ

واخذ قاتل خارجة وادخل على عمرو فقال : من قتلت . قال يقولون خارجةقال خخارجه قال من أردت قال اردت عمراً واراد الله خارجة فصار مثلاَ  فامر عمرو فقتل  فلما بلغ معاوية قتل خارجه ، وسلامة عمرو كتب اليه هذه الابيات :

وقتلت واسباب الامور كثيرة                منية شيخ من لوي ابن غالب

فيا عمرو مهلا انما انت عمه               وصاحبه دون الرجال الاقارب

نجوت وقد بل المرادي سيفه                من ابن ابي شيخ الاباطح طالب
واما الثالث : فهو عبد الرحمن بن ملجم وكان في كندة فانه لما اتى الكوفة لقي بها جماعة من اصحابه فكاتمهم امره كراهة ان يظهر عليه شيء من ذلك فمر في بعض الايام يدار من دور اهل الكوفة فيها عرس فخرج منها نسوة فراى فيهن امراة جملية فائقة بالحسن والجمال يقال لها قطام بنت الاصبغ التميمي فهواها ووقع في قلبه محبتها فقال : لها ياجارية ايم انت ام ذات بعل قالت : بل ايم فقال : هل لكي في زوج لاتذم خلائقه قالت : نعم ولكن لي اولياء اشاورهم فتبعها فدخلت داراً وخرجت اليه فقالت : ان اوليا ئي ابو ان يزوجوني اياك الاعن ثلاثة الاف وعبد وقية قال لك ذلك  قالت وشريطة اخرى قال وماهي قالت قتل علي بن ابي طالب فانه قتل ابي واخي يوم النهروان قال ويحك ومن يقدر على قتله وهو فارس الفرسان وواحد الشجعان فقالت : لاتكثر الينا فذاك أحب الينا من المال ان كنت تفعل ذلك وتقدر عليه والافأذهب الى سبيلك فقال لها : اما قتل علي فلا اقدر عليه ولكن ان رضيت اضربه بسيفي ضبة واحدة قالت قد رضيت ولكن التمس  لضربتك فان اصبته انتفعت بنفعك وهناك الععيش معي  فان قتلت فما عند الله خير وأبق من الدنيا وزينة أهلها . فقال : أما والله ما أقالى هذا المهر وقد كنت هارباً منه لا من اهله الاما سألتني من قتلت علي بن ابي طالب ولك ما سألتني

وفي هذا يقول الفرزدق .

فلما ارى مهراً ساقه ذوسماحة                      كمهر قطام من فصيح وأعجم

ثلاثة الاف وعبــــداً وقينـــــه                         وضرب علي  بالحام المصمم

فلامهر أغلى من علي وان علا                       ولا فتك الادون فتك ابن ملجم

فقالت قطام اذا كان الامر على ما ذكرت فدعني اطلب لك من يشهد ظهرك ويساعد على امرك فقالها افعلي فبعث الى الرجل من أهلها يقال له وردان بن مجالد من تميم الرباب فخبرته الخبر وسألته :معرفة بن ملجم فاحتمل لها ذلك وأجابها اليه وجاء بن ملجم الى رجل من اشجع يقال له شبيب بجرة وكان علي رأى الخوارج فقال له ياشبيب هالك في شرف الدنيا والاخرة وقال وماذاك قال قتل علي بن أبي طالب فقال له بن ملجم ثكلتك امك وهبلتك الهبول لقد جئت آدا

وكيف تقدر على ذلك فقال ابن ملجم تكمن له في المسجد الأعظم فذاك خرج للصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فأن نجونا شفينا من الدنيا وادركنا ثارنا وان قتلنا فما عند الله خير وابقى

من من الدنيا وما فيها ولنا أسوة بأصحابنا الذين سبقونا فقال ويحك لوكان غير علي لكان اهون عليِِ وقد عرفت بلاه في الاسلام وسبقته مع النبي وما اجد نفسي تنشرح لقتله قال له بن ملجم الم تعلم ان قتله اهل النهروان العباد المصلون قال بلا قال فقتله بمن قتل من اخواننا فلم يزل به حتى اجابه الىذلك فقبل معه حتى دخل على قطام وهي معتكفة في المسجد الاعظم وقد ضربت عليها قبة فقال : لها قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل قالت : لهما اذا اردتما هذا فالقياني في هذا الموضع فنصرفا من عندها وقال بن ملجم لصاحبه ليكن وثوبنا في الليلة التي تواعدنا انا وصاحبي على ان يثب كل واحد منا على صاحبه الذي تكلف بقتله قال البحتري :

فلا نحرو للاشراف ان ظفرت بها             كلاب الاعادي من فصيح واعجم

فحربة وحشي سقت حمزة الردى             وحتف علي في حسام ابن ملجم

أسرة الامام:
وكان امير المؤمنين في هذه السنة التي قتل فيها ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد الله بن جعفر لايزيد عن ثلاث او اربع لقم ويقول يأتيني امر ربي وان خميص الحشا انما هي  ليال قلائل وقال عليه السلام مرة لابنته ام كلثوم يابني اني قد ما اصحبكم قالت وكيف ذاك ياابتاه قال اني رايت نبي الله في المنام وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول ياعلي : لاعليك قد قضيت ما عليك وفي رواية اخرى قال : ملكتي عيني وانا جالس فسنح لي رسول الله فقلت يارسول الله اشكو اليك مالقيت من امتك قال ادع عليهم ابدلني الله بهم خيراً منهم وابدلهم بي شراً مني  قال الاصبغ بن نباته خطبنا امير المؤمنين عليه السلام في الشهر الذي قتل فيه فقال اتاكم شهلر رمضان وهو سيد الشهور واول السنة وفيه تدور رحى السلطان الاوانكم حاجوا العام صفاً واحداً واية ذلك اني لست فيكم قال قال فهو ينعى نفسه ونحن لاندري وروى فوق البكالي قال خطبنا امير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وهو قائم على مجاورة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومي وعليه مدرعة من صوف وحمائل سيفه من ليف وكأن جبنه شفنة بعير فقال من جملة ماخطب : ايها الناس اني قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ بها الأنبياء أممهم وأديت أليكم ماادت الأوصياء  الى من بعدهم وادبتكم بسوطي فلم تستقيموا وحدوتكم بالزواجر فلم تستو سقوا لله انتم اتتوقعون اماماً غيري بطأ بكم الطريق ويرشدكم السبيل الاانه وقد ادبر من الدنيا ما كان منها مقبلاً واقبل منها ماكان منها متدبراً وأزمع الرجال عباد الله الاخيار فباعوا قليلاً في الدنيا لايبقى بكثير من الاخرة لايغنى ما ضر اخواننا الذين سفكت دماءهم بصفين ان لايكونوا اليوم احياء يسيغون الغصص ويشربون الرنق فقد والله لقوا الله فوفاهم اجورهم واحلهم دار الامن من بعد خوفهم . اين خواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق اين عمار بن ياسر واين التبهان واين ذو الشهادتين واين نظرؤهم من اخوانهم الذين تعاقدوا على المنية قال ثم ضرب يده على لحيته واطال البكاء وقال أوه على اخواني الذين تلوا القران فاحكموه وتدبروا الفض فقاموه واحبوا السنة واماتوا البدعة دعوا للجهاد فأجابوا ووثقوا بالقائد فأتبعوه الجهاد الجهاد عباد الله الاواني معسكر في يومي  هذا فمن اراد الرواح الى الله ورسوله فليخرج قال نوف : وعقد الحسين في عشرة الاف ، ولقيس بن سعد في عشرة الاف ولابي ايوب الانصاري في عشرة الاف ولغيرهم في اعداد اخر وهو  يريد الرجعة الى صفين فما دارت الجوعة حتى ضرب ابن ملجم فتراجعت العساكر فكنا كأغنام فقدت راعيها تخطفها الذئاب من كل مكان ولله در من قال شعراً

بأسياف ذاك  البغي اول سلها                  اجيب علي لابسيف ابن ملجم

وفي الثأر في بدر  اريقت  دماهم              وقد اليكم كل أجرد صلدم

وفي الحقد ، حقد الجاهلية انه                 الى الان لم يهب ولم يتصرم

وروى ابو مخنف قال : قالت ام كلثوم بنت امير المؤمنين لما كانت ليلة تسعة عشر من شهر رمضان قدمت لابي عند افطاره قرصين من خبز الشعير وقصعة فيها لبن وجريش ملح فلما فرغ من صلاته اقبل على فطوره فلما نظر اليه وتأملهحرك رأسه وبكى بكاء شديداً وقال بنية تقدمين الى ابيك ادامين في طبق واحد تريدين ان يطول وقوفي بين يدي الله عز وجل وانا أريد أن أتبع أخي وابن عمي رسول الله صلى الله عليه واله  فأنه ماقدم له أدامان في طبق واحد الى ان قبضة الله اليه يابنية مامن رجل طاب مطعمه ومشربه ومليه الاطال وقوفه بين يدي الله عز وجل يابنية ان الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وقد اخبرني رسول الله الله صلى الله عليه واله  ان جبرائيل نزل عليه وعنده مفاتح كنوز الارض فقال : يامحمد ان ربك يقرئك السلام ويقول ان شئت صيرت لك جبال تهامة ذهباً وفضة وهذه كنوز الارض ولم ينقص من حظك شيء فقال الله صلى الله عليه واله  ياجبرائيل  ما يكون بعد ذلك : قال الموت قال : اذاً لاحاجة لي في الدنيا دعني اجوع يوماً واشبع يوماً فاليوم الذي اجوع فيه اتضرع الى الله واسأله واليوم الذي اشبع فيه أحمد ربي وأشكره فقال جبرائيل وفقت لكل خير يامحمد .


ثم قال يابنية لاأكل شيءٍ حتى ترفعي احد الادامين قالت : فاردت ان أرفع ان أرفع الملح فاشار الي ان ارفعي اللبن . فلما رفعته تقدم فأكل من ذلك الطعام قرصاً واحدا مطعوما بجريش الملح ثم حمد الله واثنى عليه ثم قام الى مصلاه فصلى ولم يزل راكعا وساجدا متبتلا الى الله ثم ينظر الى السماء ويتململ ثم رقد هنيئةً فانتبه مرعوبا ونهض قائما على قدميه وهو يقول : اللهم بارك لنا في لقائك ويكثر من قول لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ثم صلى حتى ذهب بعض الليل ، ثم جلس للتعقيب فنامت عيناه وهو جالس ثم انتبه مرعوبا .قالت ام كلثوم فجمع اةلاده وقال لهم في هذا الشهر تفقدونني وقد رايت رؤيا أهالتني واريد ان اقصها عليكم قالوا. وما هي !! قال : إني رأيت الساعه رسول الله في منامي وهو يقول : يا ابا الحسن انك قادم الينا عن قريب فهلم الينا فما عندنا خير لك وابقى فلما سمعوا كلامه ضجوا بالبكاء والنحيب فأمرهم بالسكوت فسكتوا ولم يزل تلك الليله قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً ثم يخرج ساعة بعد ساعه يقلب طرفه في السماء وينظر في الكواكب وهو يقول والله ما كَذِبتُ ولا كُذِّبتُ وانها الليلة التي وعدت فيها ثم يعود الى مصلاه وهو يقول : اللهم بارك لي في الموت ويصلي على النبي ويستغفر الله كثيراً . ثم نعس ساعه ، ثم استيقظ فاسبغ الوضوء ، وقام فلبس ثيابه قالت ام كلثوم ، فقلت له : ياابه ما هذا الذي اسهرك الليله . قال يا بنيه إني مقتول لو قد أصبحت . قالت فأتاه إبن النباح فاذنه في الصلاة فمشى غير بعيد ثم رجع. فقالت له ام كلثوم ياابه مر جعده فليصل بالناس . قال عليه السلام:

 مروا جعده فليصل بالناس ثم قال : لامفر من الاجل فخرج ونزل الى الدار وكان فيها وز اهدي إلى الى الحسن والحسين عليهما السلام فلما نزل صرفن في وجهه وكن قبل ذلك  لايصرخن  فقال عليه السلام :لا اله الاالله  صوائح تتبعها نوائح من نسوة صوراخ ، وفي غد يظهر القضاء فقلت :يااية هذا تطير  فقال : يابنية ما منا من يتطير ولكن علامات ودلائل يتبع بعضها بعضاً ثم قال يابني اياك ان تحبي شيئاً من الحيوان الذي لايقدر على الكلام يجوع ويعطش يابني خل لهن السبيل فلما وصل الى الباب وهو مغلق أقيل يعالج فتح الباب فأنحل مأزره فشده بيده وهو يقول

اشدد حازيمك للموت                  فأن الموت لاقيكا

ولاتجزع من الموت                   اذا  حلا بناديكا

ولاتغتر بالدهر                         ولو كان يوسيكا

كما اضحكك الدهر                    كذاك الدهر يبكيكا

ثم قال اللهم بارك لي في يوم لقاءك فنادت ام كلثوم واغوثاه ينعى ابي نفسه فأسرعت الى أخيها الحسن عليه السلام وقالت له ياأخي كان امر أبيك كيت وكيت فقام الحسن مسرعاً ولحق أباه قبل ان يدخل الى المسجد فقال : ياأبتاه ما الذي اخرجك في هذا الوقت  قال عليه السلام لرؤيا رلأيتها فقال: خيراً رأيت فما هي قال : رأيت جبرائيل قد تتاءل حجرني ونزل على جبل أبي قييس فضرب أحدهما بالأخر فصار رماداً وذراهما في الهواء فما بقي بيت مكة ولا في المدينة الاودخله من ذلك الرماد شيء فقال ياأبه فما تأويلها فقال عليه السلام ان صدقت رؤياي فاني مقتول ، ولايبقى  في مكة ولافي المدينة بيت الاويدخله هم وغم من أجلي .

فقال الحسن : ومن يقتلك يا أبتاه قال : ابن ملجم قال اذن اتبعك الى مصلاك فاني خائف عليك منه فتبعه الحسن عليه السلام وفي أثره الحسين عليه السلام فأقسم عليهما وقال للحسين عليه السلام بحقي عليك ان ترجع فاستحيا ورجعا عنه ومضى أمير المؤمنين الى المسجد وأما ماكان من أمر ابن ملجم وصاحبيه فأنهم جاء اتلك الليلة الى قطام وهي في السجد معتكفه فدعت لهم بحرير فعصيت به صدورهم وتقلدوا أسيافهم ومضوا وجلسوا مقابل السده التي كان يخرج منها امير المؤمنين عليه السلام الى الصلاة . وقد كانوا قيل ذلك القوا الى الاشعث بن قيس مافي تقوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين عليه السلام فواطأهم عليه وحقر تلك الليلة بمعونتهم على ما اجتمعوا عليه وقد كان حجر بن عدي في تلك الليلة يائتا في المسجد فسمع الاشعث يقول لابن ملجم النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح فاحس حجر مبادرا الى امير المؤمنين عليه السلام ليخبره بخير القوم من غدرهم فخالفه في الطريق وسيقه عليه السلام الى المسجد فلما دخل المسجد ووصل قريبا من السدة التي جنبها القوم نادى عباد الله :الصلاة الصلاة فوثبوا اليه فاما ابن ملجم فضربه بالسيف على رأسه ونادى الحكم لله لالك ياعلي ولا لاصحابك وأما شبيب فأخطاه ووقعت ضربته في الطاق فصاح علي فزت ورب الكعبة ايها الناس لايفوتكم ابن ملجم فانه قد قتل أمامكم وفي رواية ابي مخنف ، ان القوم أمهلوه حتى دخل في الصلاة فلما ان رفع رأسه من السجدة الاخيره رفع ابن ملجم سيفه وضرب امير المؤمنين عليه السلام وتعمد بالضربة رأسه فشقه الى موضع سجوده فوقع عليه السلام لوجهه في محرابه وهو يقول بسم الله والله هذا ماوعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله وجعل يحثوا تراباً وهو يقول .
(( منها خلقناكم وفبها نعيدكم ومنها تخرجكم تارة اخرى )) فأصطفقت ابواب المسجد الجامع ، وضجت الملائكة وهبت ريح سوداء مظلمة ونادى مناد من السماء بصوت يسمعه كل مستيقظ : تهدمت والله اركان الهدى وانطمست اعلام التقى وانقصمت العروة الوثقى قتل علي المرتضى قتل الوصي المجتبى قتله اشقى الأشقياء ولله در من قال

 جاءت اليه  المنايا وهي غافلة           هلا اتته المنايا والقنا قصد

علتك اسياف من لادونهم احد             وليس فوقك الاالواحد الصمد

قال عبد الله الازدي : ثم ان القوم هربوا نحو ابواب المسجد وتبادر الناس لاخذهم فأما وردان بن مجالد فانه افلت وانسل بين الناس وقيل انه قتل في المسجد وإما شبيب بن يجره فأخذه رجل من حضرموت فصرعه وجلى على صدره وأخذ السيف من يده ليقتله فرأى الناس يقصدون نحوه فخشي ان يعجلوا عليه ولا يسمعوا منه فوثب عن صدره وخلاه وطرح السيف من يده ومضى شبيب هارباً حتى دخل إلى منزله فدخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره فقال ما هذا ؟ لعلك قتلت أمير المؤمنين عليه السلام فأراد إن يقول لا فقال نعم فمضى ابن عمه وأشتمل على سيفه ثم دخل عليه فضربه به حتى قتله . وأما ابن ملجم فان الناس تبادروا على أخذه فحمل عليهم فاخرجوا له فاستقبله المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب فرمى عليه قطيفة كانت عنده فاحتمله وضرب به الأرض وقعد على صدره وأخذ السيف من يده واجتمع الناس عليه فأوثقوه كتافاً وحمل أمير المؤمنين عليه السلام الى منزله وصلى بالناس جعدة بن هبيرة المخزومي .

قال المفيد في الإرشاد ( ص14 ) : وأدخل ابن ملجم على أمير المؤمنين عليه السلام فلما نظر اليه عليه السلام قال النفس بالنفس ان انا مت فافتلوه كما قتلني  وان سلمت رأيت فيه رايي فقال ابن ملجم : والله لقد اشتريت سيفي بألف ، وسممته بألف ، فان خانني فابعده الله  قال وتادته أم كلثوم : ياعدو الله قتلت أمير المؤمنين قال وانما قتلت أياك قالت : ياعدو الله اني أرجو ان لايكون عليه السلام يأس فقال أراك انما تبيكين علية اذا واله لقد ضربته ضربة لوقسمت بين أهل الارض لاهلكتهم فأخرج من بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام وان الناس لينهشون لحمه بأسنانهم كانهم السباع وهم يقولون ياعدو الله ماذا صنعت اهلكت امة محمد وقتلت خير الناس وانه لصامت لايتكلم فذهبوا به الى الحبس وجاء الناس الى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا ياامير المؤمنين مرنا بأمرك في عدو الله فقد اهلك الامة ، وأفسد الملة فقال عليه السلام إن عشت رأيت فيه رأيي وان هلكت فاصنعوا به ما يصنع بقاتل النبي وعن الاصبغ بن نباته قال لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين غدوت مع نفر من اصحابنا كالحرث وسويد بن غفلة وجماعة معنا فقعدنا على الباب فسمعنا البكاء من داخل الدار فبكينا فخرج الينا الحسن عليه السلام قال : يقول لكم أمير المؤمنين انصرفوا الى منازلكم فانصرف القوم عبرة فاشتد البكاء من منزله فبكيت فخرج الحسن عليه السلام وقال ألم أقل لكم انصرفوا فقلت لا والله يا ابن رسول الله ما تتابعني نفسي ولا تحملني رجلي أن انصرف حتى أرى أمير المؤمنين قال وبكيت فدخل الحسن عليه السلام فلم يلبث ان خرج فقال لي أدخل فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فإذا هو مستند إلى مصلاه معصب الرأس بعمامة صفراء قد نزف دمه واصفر وجهه فلم أدار وجهه أشدة صفرة العمامة ، فأكبت عليه وقبلته وبكيت فقال : لا تبكي يا أصبغ


فانها والله الجنة فقلت له جعلت فداك اني لا اعلم انك تصير الى الجنة لكن أبكي لفقداني اياك وأستأذن عليه صعصعة بن صوحان وقد أتاه عائداً فلم يكن عليه اذن فقال صعصعة للاذن قل له يرحمك الله ياأمير المؤمنبن حياً وميتاً فلقد كان الله في صدرك عظيماً ولقد كنت بذات الله عليماً فابلغه الاذن اليه فقال عليه السلام : قل له وانت  يرحمك الله لقد كنت خفيف المؤونة كثير المعونة  قال حبيب بن عمرو دخلت على سيدي ومولاي أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن عممه ابن ملجم بليلة فرايته ملقى على فراشه وهو يحل عصابة صفراء قد عصب بها جرحه وعنده الاشراف من رؤوساء القبائل وشرطة الخميس وما منهم احد الاودمع عينيه يترقق على سوادها حزناً عليه ونظرت الى الهاشمي من ولده قد طأطأوا رؤوسهم حزناً عليه وما تنفس منهم متنفس الاوظننت ان شظايا قلبه تخرج من انفاسه حزناً عليه فجمع له الاطباء وفيهم أثير وكان يعالج الجراحات الصعبة فلما نظر الى جرح أمير المؤمنين استدعى برية شاة فاستخرج منها عرقاً فانزله مكان السيف من راسه ثم استخرجه فاذا عليه بياض الدماغ قد مال الى الخضرة فقال كيف جرح امير المؤمنين عليه السلام ياأثير فخرس اثير وتلجلج لسانه فعلم الناس ما أراد فتشجوا تشيجاً خفياً ولم يظهروا اصواتهم مخافة ان تهيج النساء ويضطرب أمير المؤمنين عليه السلام لهيجانه الا الاصبغ بن نباته فانه لم يملك نفسه دون ان شرق بعبرته ففتح أمير المؤمنين عينيه في وجهه وقال : لاتبكي يااصبغ فانها الجنة والله  فقال : صدقت ياأمير المؤمنين وانما ابكي لفراقك قال حبيب فما احببت ان يقول الاصبغ هذه الكلمات في وجه أمير المؤمنين فاردت دفع ماوقع في قلبه فقلت له ابا الحسن لايهولنك ماترى فان جرحك غير ضائر فان البرد لايزلزل الجبل الاصم ولقمة الهجير لايخفق البحر الخضم والصل يقوى اذا ارتعش والليث يضرى اذا خدش وما هي ياعظم من ضربة ابن عبد ود العامري فلابأس عليك !! 

فنظر الي نظرة رأفة ورحمة وقال هيهات هيهات لقد نفذ القضاء وابرم المحتوم وجرى القلم واني مفارقك بعد الليلة . قال : وكانت ام كلثوم خلف الستار فاخذت بالبكاء والعويل فقال أمير المؤمنين من الباكية ! قيل ام كلثوم فقال لها بنية ما يبكيك فقالت ياابه انت شمس الطالبين ونور الهاشميين اذا شاهدت الوجوه ذلاً وجمهنا اذا الموكب الكثير فلافكيف لاأبكي وانت تخاطب حبيباً بالفراق فقال عليه السلام لوترين مايراه ابوك مابكيت قال حبيب فقلت وما الذي تراه ياأمير المؤمنين فقال عليه السلام ياحبيب ارى ملائكة السماء والنبيين بعضهم في اثر بعض وقوفاً ز وهذا أخي محمد رسول الله صلى اللع عليه واله وسلم جالس عندي يقول لي : أقدم فان امامك خيراً لك مما انت فيه فدعا علي عليه السلام عند ذلك بداوة وصحيفة وكتب وصيته بسم الله الرحمن الرحيم  هذا ما اوصى به امير المؤمنين علي بن ابي طالب اوصى بانه يشهد ان لااله الا الله وان محمداً عبده ورسوله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلوات الله وسلامه عليه ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وانا من المسلمين أوصيك ياحسن وجميع اولادي واهل بيتي ومن بلغه كتابي هذا بتقوى الله ربنا وربكم ولاتموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا فاني سمعت رسول الله يقول صلاح ذات البين افضل منعامة الصلاة والصيام اظروا ذوي ارحامكم فصلوها يهون الله عليكم الحساب الله الله في الايتام فلا تغيرن افواههم يحقرنكم الله الله في جيرانكم فانها وصية رسول الله ( ص ) فما زال يوصينا بهم حتى ضننا انه سيورثهم الله الله في القران فلا يسبقكم بالعمل به غيركم الله الله في الجهاد باموالكم وانفسكم الله الله في الزكاة لااموالكم فانها تطفي غضب ربكم الله الله في اهل بيت نبيكم فلا يظلمن فلا لايظلمن بين اظهركم الله الله في اصحاب نبيكم فان رسول الله أوصى بهم الله الله في الفقراء والمساكين فشركوهم في موائدكم الله الله في ما ملكت ايمانكم فانه اخر وصية رسول الله اذا قال  اوصيكم بالضعيفين في ما ملكت ايمانكم ثم الصلاة الصلاة لاتخافوا في الله لوممة لائم ، يكفيكم من بغى عليكم وان اراد كم بسوء قولوا للناس حسناً كما امركم الله به ، ولاتتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتولى ذلك غيركم وتدعون فلا يستجاب لكم .

عليكم بالتواضع والتباذل والتبادر ، واياكم والتقاطع والتفرق ( تعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا عللى الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب ) حفظكم الله من اهل بيتاً وحفظ فيكم نبيكم استودعكم الله خير مستودع وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته ودعا امير المؤمنين عليه السلام حسناً وحسين فقال اوصيكما بتقوى الله ولانبغيا الدنيا وان بغتكما ولاتبكيا على شيء زوي عنكما منها وقولا الحق وارحما اليتيم واعينا الضعيف واصنعا للاخرة وكنا للظالم
خصما وللمظلوم انصارا واعملا بما في عقاب الله ولا تاخذكما في الله لومة لائم.
ثم نظر الى محمد بن الحنفية وقال : هل حفظت ما اوصيت به اخويك قال : نعم فقال : فاني

اوصيك بمثله واوصيك بتوقير اخويك لعظم حقهما عليك ولا توثق أمرا ثم قال اوصيكما به فانه اخوكما وابن ابيكما وقد علمتما ان اباكم يحبه ثم قال عليه السلام ياحسن  ابصروا ضاربي ، اطعموه من طعامي واسقواه من شرابي فان عشت فانا اولى بحقي وان انا مت فضربوه ضربةً ولاتمثلو به فاني سمعت رسول الله  صلى الله عليه واله وسلم يقول اياكم والمثلة ولو في الكلب العقوق وروى ابي مخنف عن محمد بن الحنفية  بتنا ليلة عشرين من شهر  رمضان وانا مع ابي واذا بالم قد نزل في جميع بدنه وكان يصلي تلك الليلة من جلوس ولم يزل يوصينا بواصيه ويعترينا عن نفسه فلما اصبح استأذن الناس عليه فأذن لهم فجعلوا يسلمون عليه وهو يرد عليخم السلام ثم انه قال عليه السلام سالوني قبل ان تفقدوني فقال لهم الحسن عليه السلام خففوا سؤالكم لمصيبة امامكم فاشفقت الناس عليه قال: ابن عباس كنت ليلة احدى وعشرين جالساً عند امير المؤمنين عليه السلام ولم افارقه فقام اليه حجر بن عدي فلم راه الامام ابتداه بالكلام وقال له ياحجر كيف بك اذا دعيت الى البراة مني فقال له حجر حاشاء الله ياسيدي والله لو قطعت ارباً اربا وابرمت بي النار والقيت فيها لما تبرة منك وكان ذلك العذاب احب الية من البراة ياسيدي

فقال له عليه السلام وفقت للخير ياحجر وجزاك الله عنا خيراً قال محمد بن الحنفية لملكانت ليلة احدى وعشرين من شهر رمضان جعل جبينه يرشح عرقاً وهو عليه السلام يمسح بيده فقلت ياابة مالي اراك تمسح جبينك فقال يابني ان المؤمن اذا نزل به الموت عرق جبينه وسكن انينه ثم سما اولاده كلهم باسمائهم وجعل يقبلهم ويودعهم واحداً بعد واحد وهو يقول الله خليفتي عليكم وهم يبكون  بين يديه فقال له الحسن عليه السلام ياابتاه مادعاك الى هذا فقال عليه السلام رسول لله (ص) قبل هذه بليلة فتكون اليه ما انا فيه من البلاء والاذى من هذا الامر فقال دعا عليه السلام فقلت اللهم ابدلهم بشر مني وابلني بخير منهم فقال (ص) قد استجاب دعوتك ثم قال اهً الله سينقلك الينا بعد ثلاثة ايام وقد ومضت الثلاثة اوصيك باابي عبد الله خيراً فانتما مني وانا منكم ثم التفت الى اولاده الذين هم من غير فاطمة واوصهم ان لايخالفوا الحسن والحسين ثم قال احسن الله لكم العزاء واني منصف منك وراحل في الليلة هذه ولاحق بحبيب رسول الله كما دعاني فاذا مت فغسلني ياابا محمد وكفني وحنطي بيقية حنوط جدك رسول الله ( ص) فانه من كافور الجنة جاء به جبرائيل ثم ضعني على سريري ولايحمل احدكم المقدمة واحملوي مؤخرته واتبعوا مقدمته فان وضعوا المقدمة ضعوا  المؤخرة فهو موضع قبري ياحسن ثم صلي علية سبعاً واعلم انه لاتجوز هذه الصلاة على احداً غالاعلى رجلاً يخرج في اخر الزمان اسمه القائم من ولد اخيك الحسين فاذا صليت ياحسن فنح السرير عن موضعه ثم اكشف التلراب فسترى قبراً محفوراً ولحداً مشقوقاً وساحة منقورة فألحدني فيه فاذا اردت الخروج من قبري فافقدني فانك لن تتجدني فاني لاحق برسول الله واعلم يابني انه مامن نبي  يموت وان كان في المشرق ويموت وصيه وان كان في المغرب الاويجمع الله بينهما وبين روحيهما ثم يفترقان تروح روح كل واحد منهما الى قبره وموضع راسه ثم قال ياابامحمد  كأني بكما وقد خرجت بعدي عليكما الفتن فأصبرا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ثم قال عليه السلام يا ابا عبد الله انت شهيد هذه الامة فعليك بتقوى الله والصبر على البلاء ثم دار عينيه على اهل بيته كلهم وقال استودعكم الله والله خليفتي عليكم وكفا بالله خليفة ثم قال ياابامحمد اذا وضعتني في قبري فأفرج عن اللحد باللبن واهل التراب علي ثم تحسس قبري ثم اعرض عنه وقال وعليكم السلام يارسل ابي ثم قال عليه السلام لمثل هذا فاليعمل العاملون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ثم لم يزل ينطق بالااله الاالله حتى فأضت نفسه الزكية .

قل لابن ملجم والاقدار غالية              هدمت للدين والايمان اركانا

قتلت افضل من يمشي على قدم          واحسن الناس احكاماً وادينا

وكانت وفاته عليه السلام ليلة الجمعة لاحدى وعشرين ليلة من شهر رمضان سنة الاربعين للهجرة فارتفعت الصيحة من القبر والبكاء والعويل والشجا في الكوفة وقبائلها ودورها وكان ذلك اليوم كيوم مات فيه رسول الله ( ص) وكثر البيكاء والعويل وسمعوا عند ذلك هدة عظيمة فعلموا انها اصوات الملائكة وسمعوا هاتفاَ يقول .

بنفسي ومالي ثم اهلي واسرتي         فداءٍ لمن اضحى قتيل بن ملجم

علياً امير المؤمنين ومن بكت             لقتله البطحا واكتاف زمزم

واصبحت الشمس المنير ضياؤها        لفقد علي لونها لون ادهم
ولم يرفع في ذلك اليوم حجر في بيت المقدس الاوجد تحته دم عبيط قال محمد بن الحنفية ك ثم اخذنا بجهازه عليه السلام وكان الحسن يغسله والحسين يصب عليه الماء وكان عليه السلام لايحتاج الى من يقلبه بل كان يتقاب بين ايديهم يمينا وشمالا  وتفوح منه المسك والعنبر ثم نادى الحسن اخته ام كلثوم وقال يااختاه هلمي الية لباقي حنوط (ص) فاتته به فلما فتح القارورة التي فيها الحنوط فاحت راحته بالكوفة بأسرها من ذلك الطيب فلما فرغ من غسله وحنوطوه كفنه في خمسة اثواب ووضعه على سريره وكان ذلك قبل الفجر وجعلنا ننظر الى مقدمة منها يرتفع فلما ارتفع مقدم السرير حمل الحسن والحسين وخرجا مما يلي باب كندة وكانت الاشجار والحيطان تنحني عليه يميناً وشمالاً وقالتنا

سرى نعشه فوق الرقاب طالما               سرى جوده بين الركاب

يمر على الوادي فتثنى رماله                عليه وفي النادي فتبكي ارمله

فمضى مستقيماً فصيح اهل الكوفة بالبكاء والنحيب والعويل والنساء مكشوفات الوجوه ناثرات الشعور فألتفت الحسن اليهن فردهن الى خدورهن وهو يقول لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم وانا لله وانا اليه راجعون ، وانقطاع ضهراه عليك ياابتاه لقلة علمنا مصابك البكاء فالى الله المشتكى ثم اتى المسجد الذي يقال له مسجد الجماعة فوضع السرير فتقدم الحسن لي السلام سبعاً فارتفع مقدة السرير فرفعوا موخرته ولايرى من حمل مقدمته وكانالذي حمله من مقدمه جبرائيل وميكائيل فما مر السرير يشي من الارض الاانحناء عليه ساجداً  حتى اتى الى القبر فوضع مقدمه فوضعوا مؤخره فوجدوا الصخرة ثم كشفوا التراب واذا بقبر محفور ولحداً مشقوق من حجارة منقورة مكتوب عليها هذا ما ادخره له جده نوحاً عليه السلام فلما انزوله فيه واذا بمناداً يسمعه كل من كان حاضراً يقول انزلوه الى التربة الطاهرة فقد اشتاق الحبيب الى الحبيب واللحد امير المؤمنين قبل الفجر فلما راجعوا من دفنه مرو في  طريقهم على رجل اعمى شيخ اقعده الزمان وانهكه الحدثان فتقدم الحسن اليه عليه السلام مسلم عليه فرد عليه السلام وهو لايعرفه فقال له الحسن مما تأكل ياشيخ وهل عندك طعام فقال لا ثم انفجع يبكي وينحب نحيب الثكلى فقال له عليه السلام مم بكاؤك فقال ياهذا اعلم انك هيجت علية احزاناً واشجان كانت كامنة في صدري اني لم ازل في هذا المكان وان اذكر الله جدي وكل يوم يغدو ويروح علية رجلاً يأتيني ببقعب فيه لبن وتميرات فأكل منه كفايتي فلم أرَاطيب منه ولاالذ طعاماً وهو يأنسني بحديثه واليوم منذ ثلاثة ايام فقدته ولم ارَ وقد ؟أيست من الحياة بعده ولااعلم انه سبب ضيافته لي وشفقته علي ينقطع عني الابالموت فقال له الحسن عليه السلام اتعرفه من هو ياشيخ فقال لا ولكني اعرفه عبداً صالحا فقال له الحسن هذا ابي علي بن ابي طالب وسبب انقطاعه عنك بهذه الايام انه قتل والان رجعنا من دفنه فشهق الشيخ شهقات فارقت روحه الدنيا فجعل اصحاب الحسن عليه السلام يبكون فجهزوه ودفنوه رحم الله تعالى ..

هكذا كان الامام يرعى الفقراء،الايتام، الشيوخ، الطفولة...فكان النموذج الانساني الاسمى والاكمل بروحه وخلقه وكمالاته النفسية في الزهد..الشجاعة..العدل..النبل..فلقد طبق المفاهيم القرآنية وأرسى الدعوة المحمدية لذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله) أوصانا بإتابعه،وموالاته،ومحبته،وإتباعه وإتباع الأئمة من بعده ،فهوإسلام يمشي على الارض،..

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167477
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29