• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : التفرد بمسرحة الشعر.... الشاعر غزوان الغالبي أنموذجا .
                          • الكاتب : عدي المختار .

التفرد بمسرحة الشعر.... الشاعر غزوان الغالبي أنموذجا


اختلف الكثيرون حول جدلية مسرحة الشعر لان كل طرف يراه من وجهة نظره وتحيزه المهني فالمسرحيون يرون ان مسرحة الشعر هي ( شعرية المسرح) ولابد ان يكون فيها الشاعر كالممثل على خشبة المسرح يعيش الكلمة بكل تفاصيلها وتداعياتها وحالتها النفسية ويترجمها بكل ما يملك من تقنية صوتية وجسمانية وتعابير وجه وحضور مسرحي على المنصة أي أن ينزع الشاعر جلباب الشعر ويرتدي معطف الأداء المسرحي لكن فات أصحاب هذه النظرية شيء في غاية الأهمية وهو أن الأداء المسرحي هو فن التجسيد أي تمثيل الحالات والأشياء ومهما تعالى أو ارتقت هذه الحالة الى مصافي الكمال العال في التجسيد و التأثير بالآخر يبقى شيء مصطنعا يغلبه التكلف والصنع ,أما الشعراء فيرون في مسرحة الشعر هو( الإلقاء الشعري المسرحي ) أن تمتلك خامة شعرية عالية وان يتلون صوتك في الكلمة هذه او البيت الشعري ذاك وان يتمايل كأي ممثل لتجسيد معان أبياته الشعرية وفاتهم أيضا أن هذه النظرية لا تمت لمسرحة الشعر بصلة لأنها تعطيه حضورا منصاتيا على وتيرة واحدة غير محببة وتأخذ منه أحيانا إحساسه بالكلمة فيكون مؤدي أيضا مصطنعا متكلفا ,إلا في ظاهرة منصاتية تابعتها عن كثب طوال عشر السنوات الماضية الا وهي ظاهرة الإلقاء الشعري للشاعر المبدع غزوان الغالبي .

هو لا ينتمي لنظرية (شعرية المسرح) ولا ينتمي أيضا (لإلقاء الشعر المسرحي) هو ينتمي لظاهرة متفردة فالإلقاء ابتدعها هو على الرغم من أن الكثيرين أرادوا أن يقللوا من ظاهرته الإلقائية ووصفوه بأنه امتداد لشعراء سابقون إلا أن الأمر على أصحاب التمحيص في الشأن الشعرية لم تكن غافلة عنها كظاهرة إلقائية متفردة لأنه لا يلقي الشعر بطريقة المسرح فيجسد بأجزاء جسمه أو تلوينات صوته بل هو يحيل كل مقطوعة شعرية الى القاء متصاعد يصل حتى الذروة حيث ضربته الشعرية في نهاية كل مقطع وكأنه يستفز المتلقي ويجر قلبه الى حيث أذنيه فيتفاعل معه المتلقي بكل إحساسه وجوارحه وبهذا هو تفرد لم يجسد شعريته بتعابير وجهه بل يراها عبر تعابير المتلقي وهو ينفعل ويتجاوب معه بكل تعابير وجهه هو يقلب المعادلة بذلك ويمسرح الجمهور الذي يتحول كل واحد من الجمهور الى شاعر وهو يكمل له نهايات مخارج الحروف التي يطيل بها الغالبي حتى يجعل المتلقي يكملها له وبهذا اخذ من المتلقي مبتغاه ألا وهو جعله يتمايل ويتفاعل معه دون أن يستعطفه أو يستجدي تصفيقه هو يجبره على التصفيق ومن لا يصفق مع كل نهاية شطر شعري ينهيه الغالبي بطريقته الغالبية الجميلة .

أن مسرحة الشعر لدى الغالبي عبارة عن معادلة ثلاثية الأبعاد ( الإلقاء الغالبي + استفزاز الشعر+ تجسيد الجمهور) لا تكتمل أبعادها إلا بعد أن يطلق العنان لالقاءه وصوته ويرسم بشعريته ما هو يستفز ويعيش الجمهور معه تفاصل كل ذلك , يعتلي المنصة فيحيلها لجواد عربي أصيل يمتطيه ليتسابق ضد الريح فهو ضد التيار دائما ,يمتلك من الحضور الكارزمي مايؤهله ليكون شاعرا ذا حضور مهم في كل المهرجانات فضلا عن شاعريته الجميلة الصادقة هو لا يتلاعب بالألفاظ والمخيال ويصطنع الأشياء هو المستفز والصادم دوما بكل شيء ,أنموذجا شعريا مهما في خارطة الشعر الشعبي الشبابي اليوم .

لذلك أقول وبجدارة انه ظاهرة شعرية إلقائية متفردة في الشعر الشعبي العراقي وسيكون لها مقلدون ومعجبون ومقتفون لآثرها قريبا جدا لان الشعر الشعبي بدأ يتحول بهذه الظواهر الشعرية لظواهر صوتية يهاب أن يعتلي بعدها أي شاعر المنصة لان وقتها لا تترجل هذه الظواهر من المنصة إلا وقد ترجل معها الجمهور كله .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16747
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28