• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإعلام الجاد وصقل الشخصية العراقية .
                          • الكاتب : صباح محسن كاظم .

الإعلام الجاد وصقل الشخصية العراقية

في الجينات الوراثية للشخصية العراقية هناك صفات نادرة تميز بها الشعب العراقي منها (الكرم - النخوة) فالعراقي سخي بالعطاء بكافة الجوانب طوال تاريخ العراق كان سلة الغذاء للأقوام المهاجرة، أو حين تصاب بالقحط لأن الجوار الصحراوي لا يملك مثل الرافدين سر الخصوبة والنماء ..أما نخوة وشهامة العراقي معروفة من تاريخ الطف الى اليوم بأنه لا يهادن الباطل..

رسالة الإعلام العراقي

لعلّ المهمة ليست باليسيرة ولا العسيرة ببناء الشخصية العراقية وفق الظروف الدولية المعقدة، وتداخل الأجندة، والسيل الإعلامي العارم، لذلك أجد صحيفة الصباح العراقية التي أنشر بها من عهد الحرية لليوم تحاول جاهدة بقراءة الواقع العراقي وفق العصر وتعزيز الشخصية العراقية التي للأسف يشاع (ما تصيرله جارة) وهذه السلبية ليست مطلقة بل العراقي بكرمه التاريخي وببذله لوطنه أكد الحشد الشعبي بطلانها بمقاومة وسحق داعش والإرهاب، كذلك مجلة الشبكة العراقية رغم تعدد رؤساء التحرير المتكرر وعدم استقرارها تعمل جادة في صناعة الوعي والجمال.

إن فضاء قناة العراقية الذي يتطور من عام لعام لرصد المشكلات السياسية أو الاجتماعية والإخفاقات بالوزارات يعزز الوعي الجماهيري.. فيما أثبت الإعلام الدولي بالعتبة الحسينية دوره بنشر الجوانب العلمية والثقافية من خلال إصدار الكتب المهمة، فضلاً عن المجلات المتنوعة نأمل عدم توقف أي مجلة لأننا بعصر الميديا، والحرب الناعمة، وحرب المياه، وحروب الغذاء  فللإعلام دوره بالتبصير والتذكير والتعريف بالمشكلات وسبل مواجهتها.

عصر الصورة وعصر التكنلوجيا

من نافلة القول: إن الإعلام والعولمة توأمان، وأصبحنا نعيش عصر الصورة ومؤثراتها،..وفي بحثي أود توضيح اتجاهات الإعلام بين رؤيتين، والجذر التاريخي للإعلام والخبر والنشئة والتطور.

الإعلام الرسالي المتنوع بنشر الخبر، والمعلومة، والتحقيق العلمي، والحوار الايجابي يخدم المتلقي، ويرتقي بوعي الإنسان فرداً وجماعةً، وللتنوير الإعلامي  في المجال الخبري لا بد من الإشارة إلى أهميته في القرآن الكريم. وهناك حاجة ماسة لتطوير القدرات الصحفية، والإعلامية، للطاقات الشبابية من الإعلاميات، والإعلاميين... بعد انتشار وسائل الإعلام وتعددها في العالم الإسلامي والعراق اليوم، فالصحف اليومية، والأسبوعية، والمجلات، والدوريات، التي تصدر في كل مدينة وقصبة... ويعمل  عشرات من الصحافيات والصحافيين في الإعلام من خلال وجود القنوات الفضائية، والقنوات الأرضية المحلية بالمدن، والإذاعات المتنوعة، والمطبوعات المختلفة بين الفصلية والشهرية والأسبوعية، أضف إلى ذلك الصحف الصادرة بتنوعها أيضاً، بالطبع  تحتاج هذه الطاقات الشابة إلى الموهبة، الدراية، الخبر، الاطلاع، وتطوير القدرات من خلال الدورات المكثفة والطويلة والاتصال مع العالم الخارجي لتطوير الصحفيات والصحفيين الشباب... ولا تقتصر الدورات على الصحافيات والصحافيين الشباب بل تطوير القدرات الإعلامية لكل العاملين بهذا الحقل بشكل دؤوب، وبالأخص الإعلام الإسلامي لقلة تجربته في العراق، لأن الإعلام كان مؤدلجاً لمدح الطاغية فقط، وحرم الشعب من الثقافة الإسلامية لعصور خلت... فالخبر والنبأ ورد في القرآن الكريم.

ورد الخبر في العديد من الآيات القرآنية والنصوص الكثيرة التي تناولته لإعلام النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بمعنى النبأ، على اعتبار أن الخبر هو النبأ، والنبأ هو الخبر، فهما مترادفان، الغاية فيه والهدف الأسمى  التوضيح والتعريف بما جرى من أحوال الأمم والشعوب، ويعد بعرف اليوم الخبر الذي تنقله وسائل الإعلام المتعددة من قنوات فضائية ووكالات أنباء وصحف ووسائل إعلام أخرى... ففي المعجم الوسيط يقول نبأ الرجل نبئاً، أي أخبره وأنبأه الخبر، والنبأ هو الخبر، ويقال نبأه بالشيء، أي أخبره به، وفى القرآن الكريم {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ} النبأ1 {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} النبأ2 {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} الكهف13.

وقد وضحت تلك الآيات الشريفة الأخبار التي تؤكد على صدق الخبر حين نقله وأشارت إلى أن النبأ هو الخبر الصادق واليقين التام الذي لا يساوره الشك ولا يحتمل التأويل باعتبار أن مصدره الله سبحانه وهو الحق المطلق، وبالتالي فكل ما يردّ عن الله صدق، في حين أن لفظ الخبر مفرداً دون تحميله على معنى النبأ يعنى المعلومة التي تحتمل الصدق والكذب، بعكس لفظ النبأ الذي لا يطلق إلا على كل ما هو صدق وحقيقي، فالخبر في اللغة العربية يعني المعلومة التي تحتمل الصدق والكذب. بالطبع أهم ما يميز الخبر الصحفي هو مصداقيته لأن الكذب قصير والتضليل ينكشف وبرقع الزيف لن ينطلي كثيراً. من هنا واجب الصحفي الشاب الالتزام بالمصداقية، والموضوعية، والحيادية، وأن يستقي أخباره من الصحف والوكالات الصادقة..

لاسيما إن مصادر الخبر الصحف والمطبوعات والإعلانات والقنوات والإذاعات والمؤسسات الرسمية والأهلية، وأن يحلل الخبر ودوافعه وأغراضه معتمدا الأسئلة الستة: ماذا- من- أين-متى- لماذا- كيف.. فالتحليل الصحيح للخبر والمعلومة ينشط التفاعل الإجتماعي ويعمل على الإرتقاء بصناعة الوعي بعصر التضليل الإعلامي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=166830
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28