• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المستعاذ منه ((مثلث الابتلاء )) .
                          • الكاتب : الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه) .

المستعاذ منه ((مثلث الابتلاء ))

يعوذ الإنسان بالله في حياته من ثلاثة:

الفتنة

الهوى

الشيطان

وهذا هو مثلث الابتلاء في القرآن:

(الفتن) هي كل المغريات الموجودة في واقع حياة الإنسان (خارج النفس) كـ (المال) و(الواقع) و(الأزواج) و(البنين) و(البنات) و(المراكب).

وقد جمع الله تعالى طائفة من الفتن في آية آل عمران. يقول تعالى: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }

وهذا هو الضلع الأول من مثلث الابتلاء.

والضلع الثاني من هذا المثلث (الأهواء)، وهي مجموعة الغرائز والشهوات والرغبات الكامنة في نفس الإنسان، كالميل نحو الجنس الآخر وحب المال، وحب الدنيا وحب الموقع وحب الأزواج والبنين وما أشبه ذلك.

يقول تعالى:

{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }

وبين الفتنة والهوى تجاذب، فإن الفتن تجذب الأهواء، والأهواء تنجذب إلى الفتن.

وهذا التجاذب يجعل من تزاوج الفتنة والهوى عاملاً قوياً وفاعلاً في حياة الإنسان، يدفع الإنسان إلى تجاوز حدود الله تعالى، وارتكاب المعاصي، والانحراف عن صراط الله المستقيم، والسقوط في مخالفة الله تعالى، وقد ورد في الدعاء الاستعاذة من الأهواء بالله: ( اللهم إني أعوذ بك من هيجان الحرص، وسورة الغضب، وغلبة الحسد، وضعف الصبر… ومتابعة الهوى ومخالفة الهدى… وسوء الولاية لمن تحت أيدينا، وترك الشكر لمن اصطنع العارفة عندنا، أو أن نعضد ظالماً، وان نخذل ملهوفاً، أو نروم ما ليس لنا بحق، أو نقول في العلم بغير علم ) 

وهذا هو الضلع الثاني من هذا المثلث.

والضلع الثالث من هذا المثلث هو الشيطان. ودور الشيطان الأساسي هو الوساطة بين الفتنة والهوى، فيزين الفتن للأهواء، ويهيج (الأهواء) ويثيرها تجاه (الفتن)، وهذه هي مهمة الشيطان الرئيسية في تضليل الإنسان وانحرافه. يقول تعالى:

ـ { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا }

ـ { الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ }.

ـ { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ }

وهذا هو الضلع الثالث من مثلث الابتلاء.

وسلطان هذا المثلث رهيب على الإنسان إذا وقع الإنسان في حصاره. ويعلمنا الله تعالى في كتابه أن نعوذ به تعالى من كل واحد من العوامل الثلاثة التي تحدق بحياة الإنسان.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=166522
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16