• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التصوير الشمسي بين قرارين  .
                          • الكاتب : محسن الكاظمي .

التصوير الشمسي بين قرارين 

  القرار الأول:

 كانت الدوائر الحكومية أيام زمان، تعتمد في معاملاتها الرسمية فقط على الصورة الشمسية، ولا تقبل الصورة الكهربائية؛ لأنها لا تقبل التحوير أو التغيير حيث تظهر ملامح وقسمات الوجه وما فيها من علامات فارقة أو ندبات كما هي في الصورة الشمسية، بعكس الصورة الكهربائية الحديثة القابلة للتحوير أو التغيير أو إضافة ما يسمّى بالرتوش، ولهذا فإنّ الإقبال على التصوير الشمسي كان كبيراً، فأصحاب المعاملات الرسمية والطلبة صغار السنّ الذين يرومون الالتحاق بالمدارس الابتدائية، كلهم يذهبون الى المصور الشمسي لالتقاط الصور الشمسية لهم.
 إن أوّل آلة تصوير دخلت العراق كانت عام (1895) أي قبل احتلال العراق عن طريق مصوّر يدعى (عبد الكريم تيوتي) وهو من أهالي محافظة البصرة، وقد سافر الى الهند لدراسة فنّ التصوير، وعاد وأسّس استوديو للتصوير، ومارس هذه المهنة طويلًا. وبعد دخول البريطانيين للعراق، بدأ الناس يتعرفون شيئا فشيئا على كاميرا التصوير الشمسي.
 ومع دخول القوات الإنجليزية المحتلة الى بغداد، انتقل إليها، وافتتح استوديو للتصوير الى جانب المصور (عبوش) الذي كان قد جاء من لبنان للعمل مع تاجر تصوير يهودي يُدعى (حزقيل) وافتتحا استوديو في معسكر الهنيدي (معسكر الرشيد)، ثم افتتحا محلّين آخرين عند رأس جسر الأحرار، الأول باسم (عبوش) وشريكه، والثاني مصور (وادي الرافدين)، ومعظم عملهما اقتصر على تصوير الجنود الهنود من السيخ والكركا وجنود وضباط الجيش البريطاني، ثم اشتهر المصور (بويز نجر) الذي كان يعمل بالجيش البريطاني، الذي صور الجنرال (لجمن). 
 الكاميرا هي عبارة عن صندوق خشبي محكم ضد الضوء، يستند على ثلاثة مساند تشبه الأرجل قابلة للارتفاع والانخفاض حسب الحاجة، وفي مقدمة هذا الصندوق ثقب تدخل من خلاله الأشعة الضوئية المنعكسة من ذلك الشخص المراد تصويره، وهو يجلس أمام الكاميرا، وتمر عبر الثقب مكونة صورة مقلوبة له على الجدار الداخلي للصندوق، الذي فيه (جرار) خاص على شكل حاوية صغيرة للمواد الكيمياوية، التي تتفاعل مع ورق التصوير لطبع الصورة، فيقوم المصور بسحب المجر لإخراج الورقة وغسلها بالمواد لتثبيت الصورة، ومن ثم إخراجها صورة معكوسة الجوانب والألوان، أي يكون الأبيض أسود، والأسود ابيض وتسمى (الجامة)، بعد ذلك يقوم المصور بلصقها مقلوبة على الخشبة المعدة لذلك، والمتحركة إلى الأمام والخلف أمام العدسة أشبه بـ(السلايد)، ويفتح العدسة عليها وذلك برفع غطائها ليلتقط لقطة ثانية للصورة؛ لكي تكون حقيقية وبالعدد المطلوب للوقت تصبح الصورة الحقيقية جاهزة يستخرجها من (الجرار) الخاص لذلك، وهي متلاصقة ليقوم بفصلها بواسطة المقص كل صورة على حدة.
 ترافق الكاميرا قنينة المواد الكيمياوية، وكذلك المقص لقصّ الصور به. ومن الملاحظ غالبا ما تكون أصابع يد المصور وأظافره مصبوغة باللون البنفسجي من جراء العمل بتلك المواد الكيمياوية، الذي لا يمكن إزالته بسهولة؛ بسبب استمراره بالعمل،
 القرار الثاني:
 اتخذت الحكومة المحلية في مدينة البصرة قراراً يقضي بمنع ترويج المعاملات والوثائق الرسمية التي تحتوي على صور شمسية، واعتماد الصور الملونة بديلاً منها، لكن هذا القرار كان بمثابة المسمار الأخير في نعش مهنة التصوير الشمسي!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=165196
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 02 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18