• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كافر ينجو من العصبيه القبليه ...وصحابه يسقطون فيها .
                          • الكاتب : نجم الحجامي .

كافر ينجو من العصبيه القبليه ...وصحابه يسقطون فيها

لقد جاء الاسلام ليهذب اخلاق العرب في المجتمع الجاهلي وينقذهم من عصبيه قبليه مقيته ولكن الغريب ان البعض من كبار الصحابه لم يتخلص من العصبيه القبليه وسقط فيها...ونجا منها الكافر ابو لهب الذي جحد نبوه ابن اخيه  محمد (ص) وكفر بها

العصبيه القبليه في الجاهليه

يصف الشاعر العربي دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ في ابيات يرثي فيها أخاه عبد الله، كيف ان العصبيه القبليه مستحكمه بعقول العرب في الجاهليه بعيدا عن اي وعي وادراك للحق واهله

ومَا أنَا إلا من غَزِيَّةَ إنْ غوَتْ ******* غوَيْتُ وإنْ تَرشُدْ غزَّيَةُ أَرْشُدِ

فقد تبع دريد ابن الصمه قومه وهو يعلم انهم على الباطل لكن اتباع القبيله امرا واجبا سواء كانت القبيله على الحق او الباطل

وقالت العرب في الجاهليه (انصر اخاك ظالما او مظلوما)

وفي الاسلام

روى عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قوله:

(لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس أحسنا وإن أساءوا أسأنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا)

والإمعة كما قال أهل اللغة:

هو الرجل الذي يكون لضعف رأيه مع كل أحد، المهم ألا يستقل برأي وألا يخالف من فوقه وإن اعتقد بطلان مذهبه

وقال علي بن أبي طالب (ع)  لكميل بن زياد النخعي:

(يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق )

فهل نجح الاسلام في في انتزاع العصبيه القبليه من قلوب وعقول المسلمين ؟

نتطرق الى بعض مواقف كبار الصحابه الصادره عن عصبيه قبليه

1- رفضت قريش امر الله في تنصيب علي (ع) اماما وخليفه بعد رسول الله وقد اجتمعوا وكتبوا الصحيفه الملعونه الثانيه التي تخالف امر الله يوم الغدير وتنص على رفض تولي علي (ع) الخلافه بعد رسول الله وكان فيهم ابو بكر وعمر وابوعبيده ومعاذ بن جبل وغيرهم وفسر عمر ذلك بقوله

(لاتجتمع النبوه والخلافه في بني هاشم )(1)

واضح جدا ان هذا الموقف ينطلق من تعصب قبلي بغيض لا عن موقف ديني شرعي

2- بعد ان علمت الانصار ان قريشا لن تبايع عليا بالخلافه رفضت تولي ابو بكر في بدايه الامر( وقالوا منا امير ومنكم امير ) وهذا الموقف نابع من دافع قبلي

3- اما مواقف عثمان بن عفان الاموي وانحيازه الى قبيلته بني اميه  الناجمه من دوافع عنصريه بغيضه يعجز القلم عن تعدادها في هذه العجاله (2)

وفي شعب ابي طالب حاصرت قريش النبي محمد (ص) والثله المؤمنه من بني هاشم في شعب ابي طالب وقد التحق برسول الله في الشعب الكفار من بني هاشم قبل اسلامهم حميه وعصبيه قبليه

والسؤال

 لماذا لم يلتحق معهم ابو لهب وقد التحق مؤمن بني هاشم وكافرهم مع محمد (ص) فالمؤمن التحق ايمانا والكافر التحق عصبيه قبليه

كيف نجح ابو لهب في التخلص من العصبيه القبليه في حين سقط فيها الخلفاء الثلاثه وغالبيه الصحابه من المهاجرين والانصار

هل ان ذلك بسبب تاثير زوجته الامويه ام جميل بنت حرب بن اميه ؟

لم يشهد التاريخ العربي ان امرأه اثرت على زوجها الى الحد الذي تنتزع من قلبه وعقله عصبيته القبليه ويروي ان بعض العرب كان يطوف حول الكعبه ويدعو لابيه دون امه ولما سأل عن السبب قال ان امي ليست من قبيلتنا

ام ان الدم الذي يسري في عروق ابو لهب لا يدفعه لنصره ابن اخيه محمد (ص) ولا تحركه العصبيه القبليه ...فهل هذا الدم ليس دما هاشميا ؟؟

ربما...وذلك ما اعتقده ..ولكنه يحتاج الى مزيد من البحث والتحميص

فالعرب انذاك كانت تتبنى افرادا من غير صلبهم وتنسبهم اليهم وتمنحهم كامل حقوق الابناء

اوليس النبي محمد (ص) قد تبني زيد بن حارثه حتى كانت العرب تسميه زيد بن محمد(3)

يقول عبد الله بن عمر :

ماكنا ندعو زيد بن حارثه الا زيد بن محمد حتى نزلت الاياه المباركه

 (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ )(الاحزاب 33)

 ومما يؤيد هذا الشك الروايات المتضاربه بعدد ابناء عبد المطلب

فاذا كان الاسلام بعظمته لم يستطع ان يلغي العصبيه القبليه من عقول كبار الصحابه والخلفاء الثلاثه ابو بكر وعمر وعثمان فكيف تمكن ابو لهب من التخلص منها ؟؟

 

 

المصادر

  (1)مقال للكاتب (قريش وبنو اميه واليهود يحسدون محمد (ص) على النبوه ويحاولون قتله

       منشور في مدونته في مقال كتابات في الميزان

  (2)مقال للكاتب بعنوان  (مَنْ قَتَلَ الامام علي بن ابي طالب (ع)3/6

            منشور في مدونه الكاتب على موقع كتابات في الميزان

 (3)بحث للكاتب بعنوان (بنو اميه ليسوا من قريش ...وانما من عبيدهم )

          منشور في مدونته في موقع كتابات في الميزان




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=163219
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 12 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18