ان الامام علي زين العابدين عليه السلام ولد فقيد الام حيث توفيت امه عند الوضع. وهو الابن الوحيد للامام الحسين عليه السلام بعد استشهاد اخوته الثلاثة في كربلاء العليين الاكبر والاصغر وعبد الله الرضيع بسبب مرضه، واسر مرتين واحدة في كربلاء والثانية عند طلب الحاكم الاموي عبد الملك اسره من المدينة الى الشام ثم رجوعه الى المدينة مقيدا بالحبال.

كان الامام علي بن الحسين عليه السلام كثير السجود حيث علامة السجود ثابتة على جبينه الطاهر "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ" (الفتح 29) فلا تمر نعمة او شكر او اصلاح او صلاة او ايات السجدة القرآنية الا سجد لها طويلا لهذا سمي بالسجاد.

وسمي بزين العابدين كون عبادته كالصلاة يزينها باخلاصه لمعبوده الله تعالى، فمن قصصه عليه السلام ان ثعبان شيطاني اقترب منه خلال صلاته ولكن خشوع الامام بعبادته جعل ذلك الثعبان لم يصبه بأذى. كيف لا وقد ذكر الله ائمته عابدين كما في الاية الكريمة "وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ" (الانبياء 73).

وكان الامام له شعبية كبيرة لعلمة الوفير منها رسالة الحقوق والصحيفة السجادية التي سميت بانجيل وزبور ال محمد مما جعل الحاكم الاموي الوليد بن عبد الملك يامر اعوانه بقتله عليه السلام بالسم "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (ال عمران 169) كما قتل جد عبد الملك الطاغية يزيد اباه الامام الحسين عليه السلام لان الطغاة اتباع الشيطان " وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ" (النمل 24).

ومدة امامته 35 سنة "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" (القصص 5). وقد عاصر الامام السجاد عليه السلام ستة خلفاء من معاوية بن ابي سفيان الى الوليد بن عبد الملك. استشهد الامام السجاد عليه السلام في 25 محرم سنة 95 للهجرة وله من العمر 57 سنة ودفن في البقيع.

ومن اقواله عليه السلام (أصبحت مطلوباً بثمان : الله يطالبني بالفرائض، والنبي بالسُنّة، والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة، والشيطان باتّباعه، والحافظان بصدق العمل، وملك الموت بالروح، والقبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب). ومن قصائده: لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ * إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ. وقد وصف عليه السلام الدنيا والاخرة بالقول البليغ (ما الدنيا والآخرة الا ککفّتي ميزان ايهما رجح ذهبت الأخری) كما قال الله سبحانه "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ" (الانعام 32).