• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شكراً حتى لو كانت خدعة   .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

شكراً حتى لو كانت خدعة  

 

يوم الأربعاء ضجت مواقع التواصل (والكروبات ) بالنبأ العاجل حول اللقاء المرتقب بين الإطار والتيار يوم الخميس ، وبعناوين مختلفة ، وأضيف للنبأ حواشي وهوامش وصيغ شتى ، أحدهم يدعو الآخر لمأدبة غداء أو عشاء ، في الحنانة أو في بغداد وكثر التأويل والتحليل فهذا ينفي وذاك يؤكد حتى كان ما كان .  ما يلفت الانتباه هو تلك الدعوات الصادقة التي تعبر عن طهارة القلوب ، وصدق العواطف من عامة الناس ، فهذا يقول (ياالله ،صفي الگلوب) وذاك يقول (أخوة مهما اختلفنا ) وثالث يذكر بالتضحيات والدماء التي أريقت ، وآخرين تنفسوا الصعداء ، فالعراق يستحق السعادة والرخاء ، فالشعب واحد وعواطفه ومشاعره باتجاه الوحدة والسلام لازالت هي الغالبة ،،فهل قلوب القادة كقلوب العامة ؟  في التسعينات من القرن الماضي كثرت الدعوات لتوحيد قوى المعارضة في المنفى وبالخصوص في ايران ، فعُقد اجتماع ضم جمع من المعارضين وكان على المنصة إثنان من القادة (رحمهما الله تعالى برحمته) بينهم ما بينهم من الخلافات الحادة فوعظوا الحاضرين بضرورة نزع الخلافات والله يوصينا بذلك بقوله " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " فقام أحد الحاضرين مقاطعاً كلام أحدهم وقال : ( سيدنا شيخنا الأمة متوحدة واحنة ماعدنه خلافات ، توحدوا انتم ياقادتنا ، واحنه سدكم امين من عدنه كلنا گلب واحد ، وايد وحده ) فغضبا كليهما وكأنه طعنهما بخنجر  . أقول ردة فعل الشعب بالأمس كانت الفرح والبشرى وردة فعل أعداء العراق كانت الحزن والتشاؤم ؛ نعلم أن السياسة لا تعرف المشاعر والعواطف ، ونعلم أن الاجتماع لم يكن وردياً وأخوياً كما يتمنى العامة أمثالي ، ونعلم أن بعض خطوات الساسة خدعة وتدليس ، أو (مجبر أخاك لا بطل ) ؛ لكننا مع كل هذه الاحتمالات نقول لهم شكراً لأنهم  أسعدونا يوماً وليلة ، شكراً لأننا بات لدينا صورة تذكارية تجمعهم ، شكراً لأنهم بعثوا  الأمل ونحن بحاجة إلى أمل وسط هذا الشحن والإعلام الفتنوي المهوس ببث العداوة والبغضاء بين أفراد الشعب الواحد والدين الواحد والمذهب الواحد ، شكراً لهم لأن الوطن وشهداءه وتضحيات ابنائه مرت على خواطرهم ساعة ، وعسى أن تكون تلك الساعة ساعة الرحمة ليكون ما بعدها ليس كما قبلها . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=162549
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 12 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29