• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اللعب على حبال سياسة الإقصاء .
                          • الكاتب : احمد الأحمدي .

اللعب على حبال سياسة الإقصاء

أثارت قضية طارق الهاشمي ردود أفعال مختلفة للرأي العام الداخلي في العراق فمنهم من ذهب الى الاعتقاد بقوة المالكي وجرأته في الوقوف بوجه خصومه, وآخر ذهب إلى ضرورة وضع حدّ للمد السني داخل المؤسسة الحكومية بعد زوال الطاغوت، والآخر وهو السواد الأعم ذهب الى أنّ قضية الهاشمي قضية سياسية يُراد منها إشغال القائمة العراقية عن المطالبة بالمواثيق التي قطعها المالكي على نفسه لها قبل تشكيل الحكومة.
إنّ تداعيات قضية إصدار أمر قبض على نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مردوداته سلبية على سير العملية السياسية في العراق، فالمالكي لم يكن حكيماً في التعاطي مع هذا الملف فبعد ان سمح للهاشمي مغادرة مطار بغداد طالب حكومة إقليم كردستان تسليمه للعدالة لكي يحرج الأكراد امام العرب السنة، وبعدها وباعتراف رئيس حكومة الأقليم ان المالكي طلب من مسعود البارزاني تهريب طارق الهاشمي خارج العراق وهذا ما رفضه الأخير رفضاً قاطعاً, والأكراد من جانبهم وضعوا في موضع لا يحسدون عليه مما دفعهم للأتفاق مع دولة قطر لتقديم دعوة رسمية له لتكون مبرراً لخروجه من العراق وتخفيف الضغط على حكومة الإقليم بسبب وجود الهاشمي على أراضيها وبعد ان هم بالعودة الى العراق ضمن سيناريو معد لذلك ليظهر الهاشمي مظهر البريء، رفضت حكومة الإقليم عودته مما أعطاه مبرراً للبقاء في الخارج لكي يتم تميع القضية مع مرور الزمن.
وأصبح الهاشمي يمتلك عذراً في عدم عودته الى العراق بسبب رفض حكومة الإقليم وحكومة الإقليم تخلصت من تبعات بقاء الهاشمي على اراضيها والمالكي تخلص من الهاشمي وجعل القائمة العراقية في موقف حرج بعد ان انشكفت اوراق اهم قياداتها السياسيّة.
إن من يبحث في ملف هذه القضية يجد انها لعبة سياسية تهدف الى التسقيط على اساس حسابات حزبية او فئوية والمتضرر الوحيد هو الشعب العراقي، فإذا كان المجرم ارتكب جرمه فما هي الفائدة من كشفه بعد حين ثمّ التآمر لإخراجه من العراق بالطريقة التي ذكرناها.
إنّها المصلحة الحزبية تدفع المالكي والأكراد والعراقية لخق ازمة مفتعلة كلّ واحد منهم لديه هدف يصب في مصلحة الحزب ولا يوجد في قاموس احدهم أيّ اهتمام بمصلحة المواطن، فالأكراد انكشف زيفهم امام شعبهم والعراقية لم تعد مورد ثقة السنة العرب والمالكي لا يمكن ان يكون زعيماً في المعادلة الشيعية ما دامت دوافعه شخصيّة وقراراته الارتجالية تسيطر عليه وعلى من هم حوله..وتبقى صناديق الاقتراع هي الفيصل في حسم هذه القضية واستئصال الانتهازيين من جسد الدّولة العراقية. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16252
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28