• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مشروع اقليم حكم ذاتي للنجف وكربلاء والكوفة .
                          • الكاتب : ا . د . وليد سعيد البياتي .

مشروع اقليم حكم ذاتي للنجف وكربلاء والكوفة

توطئة:

كنت قد طرحت أواخر سنة 2003م مشروعاً استراتيجياً يشتمل على تشكيل أقليماً يمثل ثقل المركز الديني في العراق يشتمل على كل من النجف وكربلاء والكوفة يتمتع بالحكم الذاتي ويتخذ له حكومة وبرلمان ومجالس تشريعية وتنفيذية يكون مقرها مدينة النجف لانها مقر الحوزة العلمية ويتمثل بها الثقل الديني الاعظم بوجود مدارسها ومعاهدها وجامعاتها الحوزوية والاكاديمية، فالدخل القومي للنجف وكربلاء والكوفة من الزيارات والوفود التي تأتي على مدار العام يوفر لها دخلاً ممتازاً يمكن أن يستثمر في مشاريع تطويرية وتنموية هائلة تغير ملامح المدينة الى الافضل وتفسح فرص عمل لامتناهية تستقطب الايدي العاملة من جهة، كما تؤدي الى ظهور العديد من الوظائف التي تظهر في المشاريع المتنامية مما يوفر فرص عمل للخريجين في مختلف الاختصاصات.
كنت قد ناقشت قسما من هذا المشروع المتكامل مع بعض اهل الاختصاص من مهندسين ومخططي مدن ومعماريين وتشريعيين، فابدوا تاييدهم الكامل وعمل بعضهم على طرح المشروع على الهيئات السياسية، ولكن الموقف السياسي والطروحات الرافضة لتشكيل الاقاليم والتي يتبناها رئيس الوزراء نفسه قد اعاقت العمل على هذا المشروع السياسي والديني والمدني المهم.
لماذا الحكم الذاتي للنجف وكربلاء والكوفة؟
من الناحية التاريخية فان الكوفة هي المركز السياسي منذ بدايات القرن الاول الهجري بل بعد وصول الامام علي عليه السلام اليها في شهر رجب عام 36 للهجرة، حتى مقتله في مسجدها عام 40 للهجرة. وقد كانت النجف تعرف من خلال الكوفة فيقال لها نجف الكوفة، اي الجانب المرتفع من الكوفة لان النجف لغة هي الارض المرتفعة، غير ان النجف ومنذ ان هاجر اليها شيخ الطائفة الطوسي (448 هـ) صارت موئل العلماء ومحط الباحثين عن المعرفة، والان هي بحوزتها مركز ديني وروحي كبير، واما كربلاء فيكيفيها انها محط قلوب ونفوس محبي الامام الحسين وأهل البيت منذ شهادته فيها سنة (61 هـ). 
يزور النجف سنويا ما يقارب 20- 30 مليون زائر من الداخل والخارج، واما كربلاء ففي زيارة الالابعين فقط نجد بين 15-18 مليون زائر هذا غير الزيارات في المواسم الاخرى. وذات الشيء ينطبق على الكوفة وما جاورها من مراقد تاريخية مهمة.
كنت قد تشرفت في حزيران الماضي (2011)، بزيارة النجف وكربلاء وبقية المراقد المطهرة في الكاظمية وسامراء ووجدت ان المشاريع المنفذة لا تتفق وحرمة هذه الامامكن المطهرة ومكانتها التاريخية وموقعها الجغرافي، ولا تاخذ بنظر الاعتبار الكافي لحجم زوارها ومدخولاتها،  وأيضا لا تعتبر تاريخها الجهادي الطويل، ومن هنا وجدنا ان نعود للمطالبة باقامة إقليم يتميتع بالحكم الذاتي يشتمل على النجف وكربلاء والكوفة.
تبلغ مساحة محافظة النجف وفقاً للتقارير الحديثة ما يقارب (28824) كم مربع وتمثل حوالي (6،6)% من مساحة العراق، وتبلغ مساحة كربلاء (52856) كم مربع، وبالتالي فان المجموع الاجمالي سيساوي ( 81 680) كم مربع، وهي مساحة جغرافي اكبر من مساحة العديد من الدول الحالية، إضافة الى ما تتمتع به المحافظتين من خواص جغرافية وبيئية وثروات وكونها تقع على نهر الفرات وتفرعاته الكثيرة. 
فالمردود الاقتصادي لكل منهما عالي من النواحي الزراعية والصناعية، ففي دراسات جيولوجية وطبوغرافية اجراها عدد من الخبراء خلال فترة الحرب العراقية الايرانية وفي اواخر عهد صدام، تم اكتشاف كميات هائلة من المواد والعناصر الطبيعية في صحراء النجف، وفي شواطيء الفرات باتجاه كربلاء، وقد تم التعتيم عليها وضياع وثائقها الا عند بعض المهتمين من اصحاب الاختصاص في التاريخ والاثار، وكنت عرضت هذه المعلومات على وزير الصناعة فلم يلتفت اليها بل لم يكلف نفسه السؤال عن اماكن وجودها وطبيعتها كما تقتضي الضرورة، وعندما تحققنا من ذلك علمنا انه لا يعلم اي شيء عن وجود هذه العناصر الثمينة هناك.
ولاجل ذلك وغيره كثير فان مشروع الاقليم الذاتي للنجف، كربلاء الكوفة يتخذ اهمية كبيرة وقصوى، ففي الفترات الاخيرة شن اعداء الشيعة واعداء المرجعية العديد من الهجمات على وكلاء المراجع في المحافظات مما يكشف سوء كبير في الحفاظ على رموزنا الدينية، وتردي خطير في الجانب الامني. وبعد هذا الموضوع ساكتب تفاصيل اكثر في الدراسات القادمة حول مشروع الحكم الذاتي ولكني انتظر الان الاجابات والردود من كل من يهتم بهذا المشروع الكبير.
 
مشاريع تطويرية مهمة:
أولا: قيام كيان سياسي واداري ومالي مستقل يتمتع بكافة الحقوق والضوابط المعترف بها دولياً في مناطق الحكم الذاتي، ممثل برئيس وزراء منتخب من اهالي هذا الاقليم ومجلس وزراء وهيئات ادارية كلها من ابناء الاقليم.
ثانيا تطوير مطاري النجف وكربلاء ليكون كل منهما بمواصفات المطارات الدولية من كل النواحي التقنية والتنفيذية، فكل منهما يجب ان يحتوي على الاقل على محطتين شرقية وغربية (ترمنيل للطائرات الاتية من الشرق، وترمنيل للطائرات الاتية من الغرب).
ثالثا: توسيع المراكز الرئيسية في كربلاء والنجف بحيث تكون قادرة على استيعاب الاعداد المليونية من الزوار، مع فرض نوع من الخصوصية أي ان الذي يدخل هذه المدن المقدسة يجب ان يلتزم ادبيا وأخلاقيا في التعامل مع الافراد والممتلكات، فالنجف وكربلاء والكوفة واية مدينة مقدسة في العراق لا تقل اهمية وقدسية ومكانة عن الفاتيكان بل هي اكثر قدسية واهمية تاريخية ودينية، ولذا يجب ان تصبح هذه المدن عواصم متكاملة من كل النواحي السكنية والتنموية والتجارية على السواء ويجب تطوير الاسواق والمراكز التجارية بما يتناسب واهمية المدن وقدسيتها.
رابعا: الجانب الامني في هذا الاقليم والمدن المقدسة يجب ان يكون بالكامل يدار من ابناء الاقليم، فالكبرلائيين والنجفيين هم الاولى بادارة مدنهم وتحقيق الامن فيهان ولذا فالضباط والجنود والمراتب يجب ان يكونوا من ابناء هذه المدن، وذات الامر ينطبق على الكوفة باعتبارها جزء أصيل من النجف.
خامسا: تطوير البنى التحتية، بان يكون للاقليم ولكل مدينة محطات خاصة لتوليد الطاقة الكهربائية ومحطات للمياه، ومراكز الطاقة، ومشروع مجاري متقدم، اضافة لمشاريع لاحياء صحراء النجف والبحيرات والمصادر المائية.
سادسا: جميع واردات الاقليم تبقى ضمن حدوده لاعتبار انه يتمتع بالاستقلال المالي اضافة الى انه سيحصل على نسبة من ميزانية الدولة تتناسب وحجم الاقليم ومتطلباته، ولا يجوز للدولة مطالبته باي مشاركة مالية مع الاقاليم الاخرى.
كانت هذه الافكار على سرعتها مجرد خطوط أولية لمشروع الحكم الذاتي للنجف وكربلاء والكوفة وقد سبق لي وان ناقشت هذه الافكار مع عدد من الاكاديميين والخبراء القانونيين والتشريعيين فابدوا اهتماماً كبيرا لاهمية هذه المدن المقدسة، وفي ضوء الظروف المتردية أمنياً ومحاولات اغتيال ممثلي المرجعية ومعتمديها، فان الواجب الشرعي والقانوني اضافة للموقف الاجتماعي فان قيام هذا المشروع من الضروريات المهمة في هذه المرحلة لانها ستضع مستقبل هذه المدن المقدسة تحت دائرة الضوء
ساتقدم باستفتاء عام على الانترنيت وسنجمع الاصوات من مختلف انحاء العالم الشيعي وليس من العراق فقط، فهذا الموقف يهم الشيعة في كل مكان. ان السلطات الحاكمة لاتهتم بحرمة هذه المراكز الدينية العليا وتتجاهل خصوصيتهان فالمشروع اذن هو لضمان مكانة هذه المراكز المقدسة وللحفاظ على روحيتها وتراثها وقيمتها الاعتبارية في النفوس.
dr-albayati50@hotmail.co.uk
المملكة المتحدة – لندن
8 / نيسان / 201



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15981
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16