• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفتح الحسيني المهدوي المشترك [معنى شعار يالثارات الحسين ] .
                          • الكاتب : مجتبى الساده .

الفتح الحسيني المهدوي المشترك [معنى شعار يالثارات الحسين ]

 عندما يظهر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في اليوم الموعود، والذي يصادف يوم عاشوراء من ذلك العام.. يرفع أصحابه (عليه السلام) شعار "يا لثارات الحسين" ويهتفون بأعلى أصواتهم بهذا الشعار، كون هذا اليوم هو يوم مقتل جده الإمام الحسين (عليه السلام) وهذا ما دلت عليه روايات الظهور.
إن ثورة سيد الشهداء (عليه السلام) وثورة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) منسجمتان معاً في الهدف، وقد كانت نهضة الحسين (عليه السلام) في حقيقتها من بعض مقدمات ثورة المهدي (عليه السلام) وإنجازاً ليومه الموعود، بصفتها جزءً من التخطيط الإلهي لإعداد الأمة لليوم المنتظر.. كما إن ثورة الإمام المهدي (عليه السلام) دفاع عن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وأخذ بثأره كونها محققة للهدف الأساس المشترك بينهما بتطبيق القسط والعدل وإزالة الظلم والجور والانحراف والكفر.
من هنا كان انطلاق حركة الإمام المنتظر (عليه السلام) من زاوية " يا لثارات الحسين " انطلاقاً من نقطة قوة متسالم على صحتها ورجحانها، وإن أهم مناسبة يمكن الحديث فيها عن الإمام الحسين (عليه السلام) وأهدافه، هو يوم ذكرى مقتله في العاشر من محرم الحرام، ومن هنا كان هذا التوقيت للظهور حكيماً وصحيحاً، بالإضافة إلى أن وجود الإمام الحسين (عليه السلام) كان ومازال وسيبقى في ضمير الأمة خاصة والبشرية عامة حيّاً نابضاً وعلى مختلف المستويات، يُلهم الأجيال روح الثورة والتضحية والإخلاص 

إذاً.. شعار " يا لثارات الحسين " له من الدلالات الكبيرة والعظيمة الموضحة لأهداف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ورمز لمسيرته، ومن هنا لابد أن نعرف طبيعة الحركتين (الثورتين) وأهدافهما والرابط المشترك، علماً بأن المسيرتين من أجل الإسلام ورسالته السمحاء. باعتبار أن هناك في التاريخ الإسلامي ثلاثة فتوحات رئيسية أثرت وحافظت على رسالة الإسلام
شعار يا لثارات الحسين (عليه السلام) الذي سيرفع في بداية ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيوضح الرابط المشترك بين أهدافه وأهداف ثورة سيد الشهداء (عليه السلام)، ألا وهو عودة الإسلام النقي الصافي الصحيح كما جاء به الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وهذا ما توضحه بعض الروايات الشريفة من استئناف الإسلام من جديد على يد الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا هو الرابط المشترك بين الفتح المهدوي والفتح الحسيني وقبل ذلك الفتح المحمدي.. ولذا يصح لنا أن نقول: هناك ثلاثة فتوحات حقيقة في التاريخ الإسلامي (المحمدي - الحسيني - المهدوي) وهي في الأساس فتوحات فكرية عقلية توضح الحقائق وتحقق أهداف الرسالة الإسلامية 
إن المهمة المراد تنفيذها من الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كبرى وعظيمة، فهو مكلّف بأن يقطف جهد كافة الأنبياء والرسل والأوصياء، وأن يحقق أهدافهم وما تطّلعوا إليه، وذلك بأن يهدي سكان الكرة الأرضية من مختلف الأديان والمذاهب إلى دين الله الحق كما جاء به النبي محمد ((صلّى الله عليه وآله وسلّم))، ومكلّف بأن يُكوّن دولة عالمية تشمل كافة أقاليم الكرة الأرضية وتضمّ كافة أبناء الجنس البشري المتواجدين على المعمورة، ومكلّف أيضاً بأن يجعل المنظومة الإلهية (أحكام الشريعة الإسلامية) قانوناً نافذاً في كافة أرجاء دولته العالمية، وأن ينشر العدل المطلق، ويحقق الكفاية والرخاء التام لكافة سكان المعمورة.. وتلك أهداف ومهام لم يكلّف بها أحد قطّ قبل المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه).
سيواجه الإمام المنتظر (عليه السلام) في بداية ظهوره عقبات وصعوبات كثيرة وعديدة سواء على صعيد العالم الإسلامي من تنوع المذاهب واختلاف الآراء، فعلى مدار أربعة عشر قرناً تداول المسلمون روايات سنة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيرة وحديثاً، ومع وجود المجمل والمبين والعام والخاص إضافة إلى العوامل الخارجة المؤثرة من مكاسب سياسية ومصالح خاصة وتغليب الأهواء اختلفت آراء العلماء، وبتحريض وتوجيه من القادة السياسيين اختلفت اجتهادات المجتهدين في ترجيح بعض الروايات على بعض أو إسقاط بعض الأحاديث الشريفة أو تجاهلها، خاصة عندما تتعارض مع المصالح الخاصة أو السياسية العامة، بالإضافة إلى اجتهاداتهم الخاصة في مختلف معارف الإسلام واحكامه، فتعصب كلّ لآرائه فتكونت لكل فرقة رؤية خاصة للإسلام أوّلت بموجبها آيات متشابهات في كتاب الله الكريم وحملت عليها آيات محكمات أخرى.. وهكذا انقسم المسلمون إلى فرق ومذاهب، ومضت عليهم قرون طويلة كفّرت خلالها بعض فرق المسلمين الفرق الأخرى، وأحلّت دماءهم وقتلت من خالفها في الرأي أحياناً وهدمت ديارهم.. فكيف يمكن للإمام المهدي (عليه السلام) توحيد كلمة المسلمين وتوجيهم لاتباع تعاليم الإسلام كما جاء به النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع وجود كل هذه المفارقات؟
أمّا على صعيد غير المسلمين.. فهم أكثرية والمسلمون أقلية، فمع تنوّع وتشتت الأديان والمذاهب فهناك الأديان السماوية بمختلف مذاهبها وتقسيماتها وهناك أديان غير سماوية وهناك الإلحاد.. إضافة إلى الانحرافات الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية والخواء الفكري والفراغ الروحي، إلى جانب العقبات التي ستواجه الإمام (عجّل الله فرجه) سواء العسكرية منها أو الفنية وعلى شتى المجالات والسبل (الفقر – المرض – القتل – الدمار – الفساد – الجهل – الظلم – الاضطهاد – الكفر – الكوارث الطبيعية – كثرة الفتن – الجوع – قلة الأمن والأمان _ الجور -... الخ) بالإضافة إلى الاصطدام مع مصالح الحكومات العالمية.
إذا خرج الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أعلن ثورة كبرى على الباطل بكل رموزه ومعانيه، وعلى الظلم بكل جبهاته الضالة، فيقوم سلام الله عليه بإنجاز أعمال لها طابع جذري وجوهري قوي وذات دلالات عظيمة، ليسقط بذلك الواقع المتخلف الذي يعيشه المسلمون وسكان العالم والذي ترسخ في عقولهم وأذهانهم على طول التاريخ.. وسيقوم بإنجاز أعمال لها ملامح فكرية وعقلية توضح الحقائق الأصيلة  ليسقط بذلك تراكمات وأفكار التاريخ المتخلف، وليزيل بذلك الملازمات الفكرية المترسخة في عقول الناس وأذهانهم سواء على صعيد المسلمين أو على صعيد سكان العالم، فيحدث هزات عنيفة في عقول ونفسيات الناس لتتوضح لهم الحقيقة ناصعة بعد أن ظلوا غافلين عنها طوال التاريخ.. وحينها سينطلق فتحه بسهولة وسيفرض نفوذه على العالم الإسلامي في مدة قياسية (ثمانية شهور كما توضح ذلك عدة روايات)
((الشيخ الصدوق في كمال الدين ص318 بسند عن عيسى الخشاب)) 

إن الإمام المهدي عليه السلام هو المنتقم لله ولرسوله ولأهل البيت وللإمام الحسين عليه السلام بالخصوص ولكل المظلومين والمستضعفين في الأرض حين قيامه وخروجه حيث ينتقم من الظلمة والمجرمين والطواغيت، وقد تحدث القرآن الكريم عن ذلك كما بينه الإمام الصادق عليه السلام، في قوله تعالي: (وَاصْبِرْ على مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) (المزمل:١٠) قال: - فاصبر على ما يقولون يا محمد من تكذيبهم إياك، فإنّي منتقم منهم برجل منك، هو قائمي الذي سلّطته على دماء الظلمة-.
١- وعن قوله تعالى في سورة المدّثر: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً - وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً - وَبَنِينَ شُهُوداً - وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً - ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ - كلاَّ إِنَّهُ كانَ لاَيَاتِنَا عَنِيداً - سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً - إِنَّهُ فَكرَ وَقَدَّرَ - فَقُتِلَ كيْفَ قَدَّرَ - ثُمَّ قُتِلَ كيْفَ قَدَّرَ) (المدثر، ١١-١٩) قال الإمام الصادق عليه السلام: - عذاب بعد عذاب يُعذّبه القائم عليه السلام -.


وسيفرض سيطرته على العالم بمساعدة السيد المسيح (عليه السلام) في وقت قصير بناءً على المهمة الكبرى المنوط به تحقيقها بنشر القسط والعدل على كافة المعمورة.
خلاصة القول
هناك في التاريخ الإسلامي ثلاثة فتوحات حقيقة
الفتح المحمدي والفتح الحسيني والفتح المهدوي مستقبلاً، وهي في الأساس فتوحات فكرية عقلية توضح الحقائق وتزيل تراكمات التاريخ المتخلف وتحقق أهداف الرسالة الإسلامية 
الفتح المحمدي: أزال بذلك الواقع المتخلف الذي ترسخ في عقول الناس مئات السنين وهي الملازمة الفكرية المتمثلة بين قدسية بيت الله الحرام وسيادة قريش على مكة.. مما شكّل لقريش نفوذاً أدبياً على العرب لم يستطع الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تجاوزه إلا بعد فتح مكة ومن ثم دخل الناس في دين الله أفواجا.
الفتح الحسيني: أزال الواقع المتخلف الذي ترسخ في عقول الناس (المسلمين) لعشرات السنين وهي الملازمة الفكرية المتمثلة بين قدسية الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتعاليمه وتوجيهاته المؤيدة بآيات من القرآن الكريم وبين قدسية خليفة الرسول أو من يجلس على كرسي الحكم (الخليفة غير الشرعي) فأصبحت التوجيهات والتعليمات التي يصدرها الحاكم (بني أمية لعنهم الله أجمعين ) من صميم تعاليم الدين ولها قدسية وإن كانت في الحقيقة بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي، وهنا تنبع عظمة نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) بثورته الخالدة في يوم عاشوراء لتوضيح الحقائق، ومن ثم بدأت الثورات والحركات الإسلامية تأتى تباعاً لمحاربة الظلم وإزالة القدسية عن الحكام المنحرفين.
الفتح المهدوي (مستقبلا) سيزيل بذلك الواقع المتخلف الذي ترسخ في عقول الناس (المسلمين وغيرهم) لمئات السنين، سواء على الصعيد العقائدي كأديان ومذاهب أو على صعيد الظلم والجور والانحراف والباطل، ولذا سيقوم بإنجاز بعض الأعمال التي لها طابع جذري وجوهري، مما سيسبب هزة عنيفة في عقول ونفسيات الناس، ومن ثم سيسهّل له القيام بالمهمة الكبرى المنوط له تحقيقها بنشر الدين الإسلامي على كافة المعمورة وتحقيق العدل  اللهي وبمدة قياسية وبالأسباب الطبيعية.
٬ واخر دعوانا ان الحمد الله رب العالمين ٬


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : مجتبى الساده ، في 2022/03/31 .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد طالعت اليوم مقال منشور في موقعكم الكريم بعنوان: الفتح الحسيني المهدوي المشترك [معنى شعار يالثارات الحسين ] على اعتبار أنه بقلم / الشيخ احمد الساعدي بتاريخ 28/8/2021 .. وعندما اكملت القراءة تذكرت أنني كتب مثل هذا الموضوع منذ ما يقارب 15 عام ، وقد نشر في مجلة الانتظار التابع لمركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (ع) العدد 6 رجب 1427 هـ ، وعند المقارنة بين البحث المنشور في المجلة والمقالة المنشورة في موقعكم تبين أن 98% من المقال المنشور في موقعكم ومنسوبة ل أحمد الساعدي (مأخوذة بالنص والحرف ومن غير أي تغيير ولو طفيف في صياغة العبارات والجمل) من بحث المجلة للكاتب الأصلي السيد مجتبى الساده.

https://m-mahdi.net/main/articles-825
وبالامكان الرجوع للرابط للتأكد من ذلك.

وفوق ذلك فأن المقالة منشورة مسبقا في موقعكم أيضا للكاتب مجتبى الساده بعنوان : عند الظهور المقدس لماذا شعار (يا لثارات الحسين عليه السلام) بتاريخ 10/8/2016 ، وتجد المقالة على الرابط التالي:

https://www.kitabat.info/subject.php?id=82136

فماذا نستطيع أن نسمي ذلك غير (سرقة أدبية) ، وسرقة جهود وأفكار الآخرين.

نرجو لفت نظر المدعو احمد الساعدي إلى ذلك لكي لا يتكرر الموضوع مع كتاب آخرين ، وتكون للعمامة الشيعية مكانها وتقديرها في المجتمع ، ولا تسقط بالتصرفات الغير سوية. وأن تدعوه للأستفادة من المقالات العديدة المنشورة في موقعكم عن السرقات الأدبية ولصوص الكلمة.

ودمتم موفقين لكل خير 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... بعد الاطلاع على الروابط تم تغيير اسم الكاتب ونعتذر من الاخ الكاتب مجتبى السادة لهذا الخطأ بعدم المتابعة من قبل ادارة الموقع ...
شكرا لكم على التنبيه 





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159721
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28