المتتبعُ لنتائج الإحصاءات واستطلاعات الرأي في الغرب، يجد أن المرأة العاملة هناك بدأت تدرك أهمية دورها داخل المنزل، وتعطيه الأولوية على العمل في الخارج.. وهذا يعتبر أحد الأمثلة للتغيرات التي تطرأ على فكر المرأة الغربية، نحاول من خلاله إيصال رسالة الى بعض الجمعيات والمنظمات المنتشرة في بلدنا، وبالأخص تلك الممولة من جهات خارجية، وتعمل على تمرير أفكار مخالفة لنهجنا المحمدي الأصيل، فتدس شعارات تتسم بالضبابية مثل(حرية المرأة، والمساواة بين المرأة والرجل..)، بالإضافة إلى تصوير المرأة الغربية كأنها تعيش في عالم معبّد بالورود، مستغلين جهل شريحة من نسائنا اللاتي خرجن من ظلمة الدكتاتورية إلى نور الحرية، وأصبحن عرضة لأي ثقافة دخيلة. 
فهذه الجمعيات التي تسعى لترويج معتقدات الغرب، تتغافل عن حقيقة أن المجتمعات الغربية نفسها بدأت تقترب من المنظومة الإسلامية من أجل الوصول إلى أفضل السبل للعيش، وخاصة في معالجة المشاكل الاقتصادية التي تعصف بها؛ بسبب نظامها المالي الربوي، ومشاكلها الاجتماعية الكثيرة وعلى رأسها التفكك الأسري، ومعاناة المرأة في تربية أبنائها.. وخير دليل على ذلك الاحصاءات التي تزداد فيها نسب الطلاق، والخلافات الزوجية يوماً بعد يوم.
ومن هنا تبرز أهمية الإسراع في بناء منظمات مجتمع مدني فعّالة، تستطيع أن تصد الهجمة الثقافية الموجهة لنسائنا، وتوضح رؤية الاسلام للدور الحقيقي الذي تلعبه المرأة المسلمة سواء على صعيد الأسرة أو المجتمع.. ومن جانب آخر، العمل على تعرية الواقع الاجتماعي الذي تعيشه الدول الغربية، وتوضيح صورته الحقيقية، بالاضافة الى كشف تفاصيل المعاناة اليومية التي تعيشها المرأة هناك، والذي يسعى الغرب بماكنته الإعلامية إلى إخفائها والتستر عليها.