• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في رحاب الفكر الحسيني ( 12)   .
                          • الكاتب : رضا الخفاجي .

في رحاب الفكر الحسيني ( 12)  

عندما تضع إحدى الحكومات ذات النظام الديكتاتوري القبلي المتخلف مبلغاً وقدره مئتان وخمسون مليار دولار لمحاربة مذهب أهل البيت النبوي الأطهار(ع) في العالم؛ فهذا يعكس حجم الخوف والرعب من هذا المذهب الحضاري الأصيل الذي تنبع تعاليمه من مبادئ وقيم السماء الخالدة.. وعندما تسمح مثل هذه الحكومة بالتثقيف ضد شيعة آل بيت محمد في أكثر من مئتي مدرسة من مدارسها، وتدعو إلى قتل أبناء هذا المذهب الأصيل وإزالته من الوجود..
فهذا يؤكد بأن هناك مفترقاً فكرياً وحضارياً بين الجاهلية بثوبها الجديد، وبين الحضارة الإنسانية بنموذجها الإسلامي المحمدي الحسيني الذي تجسد عبر التراث الخالد الذي خلفه لنا أئمة آل البيت(ع).
إذن.. والحالة هذه.. علينا أن نعرف من هو عدونا الحقيقي، وعلينا أن ننتقل بالصراع من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم.. ففي علم السياسة تصح المعلومة القائلة: (إن أفضل وسيلة للدفاع هو الهجوم)، لذلك لابد للدولة الحديثة.. دولة المؤسسات والعلم أن تبني لها جهازاً استخبارياً لا يقتصر على الداخل فقط.. بل يتعداه إلى الخارج.. وهذا هو ما تفعله جميع الدول الأخر كل حسب حجمها واقتدارها، وحسب أهميتها ومصالحها الحيوية التي تقتضي بالدفاع عنها.. وان هذا ليس عملاً عدوانياً عندما تقوم أية دولة بالدفاع عن كيانها ووجودها ومستقبل أبنائها!
فماذا نصنع ونحن نرى كل يوم قتل العشرات بل المئات من أبناء شعبنا؟ بأساليب الإرهاب القذرة التي لا تعرف الرحمة؟
وماذا نصنع عندما نرى ونسمع ونكتشف بالفعل أن هناك مجموعة من الدول تبذل كل إمكانياتها لمحاربة العراق الجديد بشتى الوسائل؛ حتى وصل الأمر إلى أن أصغر دولة في العالم تعتدي علينا، وعلى مصالحنا الحيوية، وعلى اقتصادنا، وعلى ثرواتنا، ونحن لا حول لنا ولا قوة... والأدهى من ذلك أن هناك من يدافع عن هذه الدول المعتدية علينا، ويزعم أنه يشارك في العملية السياسية وفي بناء العراق الجديد..
لابد لنا من وقفة جادة تستلهم معاني الشجاعة والإقدام من سيد الشهداء الإمام الحسين(ع) الذي وقف في كربلاء قائلاً: والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد.. وكذلك هتف قائلاً: هيهات منا الذلة.
إن مثل هذه الوقفة الشجاعة وحدها هي التي تكفل الحفاظ على العراق عزيزاً مكرماً مصاناً من غدر الأعداء الحاقدين على قيمه الفكرية السماوية وقادته العظام، وهي وحدها القادرة على إعادة دوره الحضاري الفاعل.. اللهم اشهد.. إني قد بلغت.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158726
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19