• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مسلم بن عقيل رسول كان يحمل مبادئ النصر والعزة .
                          • الكاتب : علاء تكليف العوادي .

مسلم بن عقيل رسول كان يحمل مبادئ النصر والعزة

لم تكن حركة مسلم ابن عقيل عليه السلام حركة عبثية خالية من الأهداف والمبادئ بل كانت حركة رسالية تحمل بين طياتها رسالة أراد من خلالها أن يركز مفهوم أن الإمام يجب الإمتثال لأمره وأن كان ذلك الإمتثال يقضي إلى القتل والشهادة.
حركة مسلم بن عقيل صوب الكوفة مع علمه بخطورة الموقف الذي يحيط بهذه المدينة والإنقلابات العسكرية والحركات المستمرة التي تحمل طابع التمرد عند الكثير ممن تحلت روحه وبنيت حقيقته على الغدر ونصرت الظالم من أتباع بني أمية حيث دارت هنالك كثير من الأحداث التي تبين حقيقة تلك الفئة الظالة بدءاً من انقلابهم على الإمام علي عليه السلام الى الغدر بإمامهم الحسن بن علي عليهما السلام.
لكن هذه الأمور لم تكن لتشكل عائق لمسلم بن عقيل بل حمل المهمة التي انيطت به وتوجه ممتثلاً لأمر الإمامة.
وفي المقابل لم يكن الإمام الحسين عليه السلام غافل عن شخصية مسلم بن عقيل التي أختارها لهذه المهمة الجبارة والعظيمة بل كان عالم بكينونة مسلم وما يمتلك من أمكانيات شخصية وجهادية وهذا ما أشار إليه بخطاب التولية لأهل الكوفة حيث قال عليه السلام: (( إني باعثٌ أليكم أخي وأبن عمي وثقتي مسلم بن عقيل فأسمعوا له وأطيعوا )).
ولو وقفنا على هذه المفردات لرأينا تلك العظمة التي يحملها مسلم بن عقيل وأي عظمة وجمال الصفات حيث أن الإمام المعصوم عليه السلام هو من يضعها ويسطر مفرداتها.
أخي وهذا لقب القرب والصلة الروحية والجسدية أو لنقل صلة الدم وعرق الرحم بينهما وهو أبن عمه أخو أبيه علي عليه السلام عقيل بن أبي طالب عليه السلام.
وأشار عليه السلام على الصفة العليا الأخرى التي تحلى بها مسلم أبن عقيل بعد ان بين كونه أخوه وأبن عمه قال: وثقتي.
والوثاقة صفة تطلق على من يحمل الإمتثال لموثقه بالإلتزام بأوامره ونقل رسالته وتنفيذ أوامر ولو أدى ذلك الى مقتله وأزهاق روحه لأجل ذلك المبدأ، فمسلم لم يكن شخصية عادية بل هو سفير وممثل وثقة الإمام المعصوم عليه السلام، لذا أمر عليه السلام أهل الكوفة ومن يقرأ كتابه ويسمع حديثه، أن أسمعوا له واطيعوه.
وهذه دلالة ثالثة في هذا المقطع من الرسالة أن ذلك الاخ والثقة يلزم الاستماع لقوله والإمتثال لأمره كأن المتكلم ليس مسلم بن عقيل مع ما يتصف به من عظمة وعلو شأن لكن المتحدث كأنه الإمام المعصوم ذلك الشخص الذي دعوتموه ليتولى عليكم ويتأمر شأنكم.
كما ذكر الشيخ المفيد في ارشاده حين تعرض لذكر رسائل أهل الكوفة إلى الإمام الحسين عليه السلام: وتلاقت الرسل كلّها عنده، فقرأ الكتب وسأل الرسل عن الناس، ثمّ كتب مع هانئ بن هانئ وسعيد بن عبد الله وكانا آخر الرسل: «بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن عليّ إلى الملأ من المسلمين والمؤمنين؛ أمّا بعد: فإنّ هانئاً وسعيداً قدما عليّ بكتبكم، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم، وقد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلّكم: (أنّه ليس علينا إمام فأقبل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى والحقّ)؛ وإنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي، فإنّ كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجا والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم، أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله؛ فلعمري ما الإمام إلاّ الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحقّ، الحابس نفسه على ذات الله، والسلام».(الإرشاد:2/39).
ومن هذا النص الذي حمله مسلم بن عقيل وجاء به الى أهل الكوفة كان عليه السلام يحمل كل سبل النصر والعزة وبناء الدولة العلوية التي دعته لها أهل الكوفة، فلولا تخاذل المتخاذلين بعد دخول عبيد بن زياد الكوفة متنكر وكأنه الحسين بن علي عليه السلام وهذه الحركة التي استخدمها أبن مرجانه التي لعبة دوراً في أنقلاب وتكالب تلك السيوف التي كانت قبل ذلك تدعي النصرة لمسلم بن عقيل لحقق مسلم بن عقيل ذلك الحلم الذي أراد الناس أن يبصر نورع بربوعهم، لكن ماتحمله بعض النفوس المريضة والضعيفة التي لا تثق بوعد الإمام بل لا ترضى بقوله ولا تسمع لنصحه جعلت الغدر سبيل لنكث العهد، ما جعل من قضية مسلم عليه السلام في أعين الناس عبارة عن موت محتم وفخلت الساحة وتصرمت تلك السيوف التي بايعت اصحابها للنصر لتكن في اخماد الخوف والخذلان حتى بقي سفير وثقة وممثل الإمام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل وحيداً من غير ناصر بل من غير مرشد يدله بطرقات الكوفة وسككها غير تلك المرأة التي كتب لها التاريخ أن تدخل في صفطاط نساء دارت رحاها خول واقعة الطف الخالدة.
نعم لم تكن الكوفة خالية من الثقاة ورجالة الدفاء والنصرة لكن حركة ابن مرجانعة ابتدأتها بإتقالهم وزجهم في السجون كاالمختار الثقفي وغيره وقتل الباقي كهاني بن عروة وكثير من الاوفياء أنذاك.
فسلام الله على مسلم سفير الحسين وثقته يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158326
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28