• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإخلاص في العمل أقصر الطرق للنجاح .
                          • الكاتب : علي حسين عبيد .

الإخلاص في العمل أقصر الطرق للنجاح

 ماذا يعني الإخلاص في العمل؟، إنه سؤال ذو أوجه عدّة، فالاخلاص لا يتعلق بالعمل وحده، بل في النوايا والسلوك وما شابه، وإذا قُيِّض لنا أن نبحثَ في مفهوم الاخلاص، فإننا سنحصره في حقلي الإتقان والصدق؛ بمعنى أن من يمتلك خاصية الإخلاص، فإنه يتمتع بفطرة الصدق والإتقان في جميع المجالات التي يخوض فيها.
إذن ثمة ربط بين الاخلاص من جهة وبين الاستقامة من جهة ثانية، بكل ما تعنيه هذه المفردة من معانٍ واسعة، فالإستقامة تعني الإبتعاد عن اللّف والدوران، والخداع والتزلّف والمُراءاة والتملّق، وصحوة الضمير وما الى ذلك من مواصفات وخصال أخلاقية وسلوكية لا يشوبها الإنحراف، كونها تنبع من الذات التي تنتهج الاستقامة في نشاطاتها الفكرية والتطبيقية في آن واحد.
لذلك جاء هذا الربط بين الإخلاص والإستقامة، حيث يؤدي هذا الترابط بدوره الى حتمية الإتقان، إنها تبدو كسلسلة حلقاتٍ بعضها يقود الى الآخر، فالإخلاص ستدعمه الإسقامة التي ستقود بدورها الى إتقان الهدف المنجز عملياً كان أم نظرياً.
وسمة الاخلاص لا تتعلق بمتطلبات آخرة الانسان فقط، فهي طريقُ النجاح في الحياة الأولى، وطالما ان هدف الانسان هو النجاح وفق الأساليب المشروعة، فإن الإخلاص من ادوات تحقيق النجاح المؤكد، بهذه الرؤية المخلصة الثاقبة ينبغي أن ننظر الى اهمية الاخلاص ودوره في بناء الذات والمجتمع، كونه سر تقدم البشرية، وكلنا يعرف أن السبب الرئيس الذي يقف وراء تطور الأمم قديماً وحاضراً هو مدى الإستعداد الفردي والجماعي للتعامل مع واقع الحياة بسمة الإخلاص، وقد نقل لنا كثيرون ممن عايشوا الأمم المتطورة كيفية تعاملهم مع العمل بجميع أنماطه الفكرية، أو تلك التي تتطلب جهداً عضلياً، وكيف يضعون الإخلاص معياراً حتى لأخلاقهم، ولعل أهم ما يتمتع به إنسان الامم المتطورة هو تفعيل الرقابة الذاتية.
بمعنى ان ضمير الانسان هو رقيبه الاول في العمل، وإتقانه في الوقت المحدد، وضمن المواصفات المتفق عليها، ولعل هذا الأمر يتعلق بنشأة الإنسان أيضاً، فالطفل عندما يفتح عينيه وحواسه، وملكات الذكاء لديه في محيط يتعامل بسمة الإخلاص في جميع مفردات الحياة، عند ذاك سيتوافر للأمة جيلٌ، بل اجيال تأخذ على عاتقها رفع المجتمع من حال الى حال أكثر رقيّاً وسموّاً.
إذن فإنَّ سمةَ الإخلاص تتداخل مع جميع الأنشطة البشرية، ولا تنحصر في فئة عمرية محددة، بل تشمل مراحل الطفولة والشباب والكهولة، صعوداً الى المراحل العمرية اللاحقة، لذا ينبغي أن نعتمد سمة الاخلاص في تنشئة الغرس الجديد وهم اطفالنا، لأننا بذلك (سنبني مجتمعاً متماسكاً) حيث الطفل سيتحول الى فئة عمرية أكبر، وسيكون لدوره في الحياة مجالاً أكبر، وإذا ما غُرست سمةُ الإخلاص في تربة طفولته، ستنمو لاحقاً معه وسيكبر دوره الإيجابي في بناء المجتمع نحو التطور والإزدهار القائم على السمات الإنسانية الإيجابية.
ولعلَّ القول بأن الإخلاص سمة متداخلة في جميع الانشطة البشرية على تنوعها، يؤكد أهميتها بل دورها الكبير في البناء النفسي والعملي في آن، وإلاّ كيف تصل هذه السمة الى مرتبة السر الذي يقف وراء تقدم الأمم وتطورها.
من هذه الرؤية الدقيقة يستحسن أن نتعامل مع الإخلاص، وربما ينبغي التعامل معه على أساس هذه الاهمية تحقيقاً للتطور المنشود في الحياة الدنيا لحاضرنا ومستقبلنا، وأملاً بالفوز برضا الله سبحانه وتعالى في الدار الآخرة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156760
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28