• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الساحة السورية ولعبة التقاطع القطرية .
                          • الكاتب : رياض البياتي .

الساحة السورية ولعبة التقاطع القطرية

منذ بداية الربيع العربي  ودولة قطر تقود التغيرات في ما أطلق عليه الربيع العربي بدءا بتونس وانتهاء بما يحدث ألان في سوريا . بل أنها لم تكتفي بممارسة الدور الأبوي  على هذه الثورات فقد هيأت جهات سياسية معينة لقيادة المشهد السياسي بعد التغيير وكان هذا السلوك القطري مفاجأة كبيرة للدول العربية وبالخصوص   دول مجلس التعاون التي يفترض أن تعمل بالتنسيق معها بل أنها ذهبت الى أبعد من ذلك بتحريض الأنظمة الجديدة عل السعودية و الإمارات ناهيك عن دور قطر المخرب في العراق  ولكي نفهم هذا الموقف جيدا نحتاج إلى استذكار سلوك قطر خلال الأعوام 17 الماضية.
لقد وصل الطاقم الحاكم  في قطر الى الحكم عن طريق انقلاب عسكري داخل العائلة الحاكمة بطريقة مخالفة لأعراف مشيحات الخليج الحاكمة ضاربين بكل الأعراف عرض الحائط واندفعت السياسة القطرية الجديدة الى الشرق لتنافس المملكة العربية السعودية في أفغانستان التي كانت الدولة الوحيدة التي ساندت ورعت حركة طالبان بل أنها ذهبت أبعد من ذلك برعاية القاعدة التي يقودها السعودي المنزوع الجنسية أسامة بن لا دن ورغم تجاهل السعودية لهذا التصرف فقد كان واضحا أن هذه السياسة فيها الكثير من التحدي لدور المملكة العربية السعودية وفي الغرب اندفعت قطر الى أسرائيل لتشهد العلاقة القطرية الإسرائيلية أجواء أكثر دفئا من علاقة أسرائيل بمصر أو الأردن وهي الدول المعترفة ب أسرائيل ومع الولايات المتحدة قدمت قطر كل التسهيلات ومتعهدة بدفع  88% من  كلفة بناء واحدة من أكبر القواعد الجوية الأمريكية في العالم وهي قاعدة العيديد الجوية ومن ثم منشئات تخزين السيليه وهي من أكبر منشأة التخزين الأمريكية في العالم خارج الولايات المتحدة ,
وقد باشرت قطر منذ العام 1997 بإنشاء أكبر مؤسسة إعلامية في الشرق الأوسط في حينها وللتحول خلال 10 سنوات الى واحدة من أكبر الفضائيات في العالم وكان من الواضح أن هذه الفضائية أنها مكرسة لخدمة أيدلوجيات الإخوان المسلمين ب  الإضافة الى دورها كسفير لتنظيم القاعدة الإرهابي .  قطر التي لا تزيد مساحتها عن أصغر المحافظات العراقية مثلا وهي محافظة بابل حيث تبلغ مساحتها11437 كم وعدد مواطنيها 2 مليونين إنسان منهم 1800000 من القاطنين الأجانب . 
أن قناة الجزيرة  وتنظيمات الإخوان والدعاة من أمثال القرضاوي اللذين وجدوا في   الجزيرة منبرا كبيرا لتسويقهم كعلماء كبار ولمدة أكثر من 10  سنوات تمكنت الجزيرة من تسويق هؤلاء كعلماء الى العالم السني  رغم أن هذا العالم يمتلك من المؤسسات العلمية الإسلامية الرصينة مثل الأزهر الشريف  الذي يعد علماء الدين لقد تمكن هؤلاء من تأسيس قاعدة  أيدلوجية  لقطر بين العرب والمسلمين وكان أعلاميوا الجزيرة اللذين أحتجز قسما منهم في قاعدة كوانتنامو وأسبانيا لعلاقتهم بالقاعدة موشرا على متانة العلاقة مع القاعدة كانت الجزيرة منبرا إعلاميا للقاعدة  ومنفذا إعلاميا لبن لادن وكان على قطر  أن تقدم الى إسرائيل  ضمانات على انعدام أي فعالية للقاعدة ضد أسرائيل وهذا ما حدث طوال هذه السنوات وزعت القاعدة أجرامها في كل مكان عدا إسرائيل  وكان تجاهل الولايات المتحدة لهذا التحالف   قبل 11 من سبتمبر هو  مؤشرا على تفاهم مخابراتي على هذه الأمور بسبب ضمانات الأمن الإسرائيلي
كانت الساحة مهيأة لقطر للمضي بهذه اللعبة العراق اللاعب الرئيسي في الساحة العربية و ا لإسلامية  الغارق في العقوبات والذي أدخله النظام الجاهل في أزمة مع العالم كله وبذلك فقد مكانته الكبيرة القيادية في العالم العربي والسعودية التي تتزعم العالم الإسلامي والعربي  والتي كان عليها أن تعيد اللحمة العربية بعد سقوط صدام كان القرضاوي والجزيرة يضعانها  في زاوية ضيقة وهم يتحدثون عن الظلم الذي يتعرض له سنة العراق وكانت البر وبكندا القطرية وتحالف  تنظيم القاعدة وبشار الأسد والى حد ما التسهيلات الإيرانية للقاعدة لعبور إيران قد أحالت العراق الى ساحة قتال ضد الأمريكان اللذين يعيش القرضاوي وبطانته من المحرضين عليها تحت أجواء قاعدة العيديد الجوية ( أن الفضاء الجوي لقاعدة الرشيد الجوية في بغداد  سابقا اكبر من أمارة قطر كلها) . ومع الأسف كانت الكثير من الجهات تندفع في هذا المخطط  لكي يستمر أبعاد العراق عن دوره العربي القيادي كانت الخسائر الكبرى بين العراقيين سنة وشيعة أما الخساثر الأمريكية فقد كانت ضمن المعدلات المقبولة . أشرت تجربة العراق  إلى حظوظ الإسلاميين في الوصول الى السلطة و أمكانية الغرب للتعامل مع الإسلام المعتدل وكما حدث في العراق .كان الإخوان المسلمين جاهزين لسرقة ثورة شباب مصر مثلما حدث في ليبيا قبلها كانت الأموال القطرية والدبلوماسية القطرية الجريئة حاضرة حتى في اليمن  ليكون لها قصب السبق في هذه البلدان و ألان جاء ت واسطة العقد وهي سوريا قد يكون الشمال الإفريقي بوجود مصر مهما ولكن الشرق الإسلامي العربي المرتكز على العراق والمملكة العربية السعودية هو قلب العالم العربي و الإسلامي وتشكل سوريا جزء لا يمكن أن تستقطعه دولة مثل قطر متجاوزة السعودية والعراق .
أن السلوك القطري الداعم للثوار السوريين الإبطال الذين رفضوا ظلما يعرفه العراقيين جيدا كان محرضا على اقتتال طائفي و هي سياسة لأبعاد العراق عن الساحة السورية التي هي امتداد للجغرافية العراقية و الأمن الوطني العراقي وفي نفس الوقت هي طريق العبور للكثير من المصالح السعودية باتجاه أوربا وهي دولة إسلامية بتاريخ عربي كبير من هذا المنطلق بدأت قطر عن طريق وكلائها مثل القرضاوي الذي أصبح ولي أمر ثوار سوريا بالتهجم على الإمارات العربية المتحدة وبدءا تنظيم الإخوان المسلمين المصري بالتهجم على المملكة العربية السعودية مخولا نفسه الولاية على المسلمين أما العراق الذي كان ساحة كبيرة للعمل ألمخابراتي القطري فقد كانت الإستراتيجية القطرية تعمل جاهدة على أبعاده عن الساحة العربية مثيرة المشاكل الداخلية في العراق و مع الدول العربية دافعة المكونات العراقية الى المزيد من الاحتراب الداخلي وكانت هذه السياسة مقبولة الى حد ما من عدد من الجهات و التي تعتقد إن عودة العراق الى لعب دوره القيادي العربي خطرا عليها .
في سوريا تشابكت الخيوط عربية وأجنبية و تمكنت قطر من اللعب على كل هذه الخيوط هذه الساحة هي ساحة تهم العراق والمملكة العربية السعودية يشكل رئيس و لا يمكن لهاتين الدولتين أن تتجاهلا مصالحهما فيها علما إن هذه المصالح توفر لسوريا رفاها اقتصاديا كبيرا أن التلويح بأن القاعدة هي المرشحة لتولي السلطة في سوريا لن يخدع العراق ليصطف مع بشار الأسد لآن العراق يدرك جيدا أن القاعدة وبشار هم حلفاء الدم والموت في العراق  ( أن من يود التحدث عن الأمن في العراق فعليه التحدث مع سوريا ) هذا ما قاله بشار مخاطبا الأمريكان في سنوات النار العراقية التي عصفت بالعراق على يد بشار وحليفته القاعدة أن هذا التحالف ما زال قائما لحد ألان  أن الخائفين من وهم التغيير في سوريا ويعتقدون أن التغيير موجه ضد  العراق هم  لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم وعلى العراق والسعودية أن يدركوا حجم  الدور القطري لا بعادهم عن تلمس طريق التفاهم والمصالح المشتركة  .أن العراق والمملكة العربية السعودية يجب أن لا يسمحا  للقرضاوي وأمثاله على الساحة السورية الداعين للطائفية وأبعاد الآخرين  بتشكيل رأي شعبي أسلامي معادي لمصالح هاتين الدولتين الحريصتين على الإسلام وأهله وتمتلكان من المؤسسات الدينية الجليلة السنية منها والشيعية لإسناد هذا الموقف الإسلامي الجليل أن  يحصل العراق على دوره الطبيعي في المنظومة العربية أن شعب العراق من أحرص الشعوب للعودة الى الوسط العربي ودماء أبنائه الشيعة والسنة نزفت في هضبة الجولان دفاعا عن دمشق وشهد ت سماء سوريا نسور العراق وهم يقاتلون القوة الجوية الإسرائيلية أن الطالباني والمالكي و النجيفي وهم زعماء العراق المنتخبين الحاليين لا يقلون حرصا على سوريا    .
مارس 2012  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15644
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28