• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : آفة التكبر..  .
                          • الكاتب : شيماء سامي .

آفة التكبر.. 

 التكبر هو حالة التعالي على الآخرين، وهي صفة ذميمة تدعو إلى الإعجاب بالنفس والتعاظم على الآخرين، سواء بالقول أو بالفعل، وتعد من أخطر الأمراض الخلقية وأشدها فتكاً بالإنسان، بل في المجتمع ككل، فالتكبر يشيع روح الحقد والبغضاء، ويعكر صفو العلاقات الاجتماعية.. لذلك تواتر ذمه في القرآن الكريم والسنة، حيث قال تعالى في محكم كتابه الكريم: ((وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلناسِ وَلَا تَمْشِ فِي الأَرضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ) (لقمان/18)، كما قال نبي الله محمد(ص): "إن أحبّكم إليّ وأقربكم مني يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً، وأشدكم تواضعاً، وإن أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون" (بحار الأنوار: ج68/ ص385).

 وثمة فرق واضح بين الكبر والتكبر، فمن تعزز ورأى نفسه باطناً فوق غيره من دون صدور فعل على الجوارح يدعى (كِبر)، وإذا ظهرت الأعمال يدعى (تكبر)، وهذه الأعمال الظاهرة التي هي ثمرات خلق الكبر تتمثل بتحقير الآخر والازدراء به: كالترفع عن مؤاكلته ومجالسته، والاستنكاف عن مرافقته ومصاحبته، وانتظاره أن يسلم عليه، والاستنكاف من قبول وعظه، وعدم الالتفات إليه في المحاورات، وبالجملة الافعال الصادرة عن التكبر كثيرة ولا حاجة لإحصائها؛ لكونها مشهورة ومعروفة.
والحقيقة التي لا مناص منها أن الكثير من أصحاب المناصب والنفوذ قد يصابون بهذا الداء الخطير، فإن الكرسي والحواشي الذين يحيطون بالمسؤول إحاطة الذباب حول العسل، والصلاحيات المتوفرة لديه يجعل منه طعماً سهلاً لاستفحال آفة التكبر عنده، فظهور هذه الآفة منوطة بوجود المقتضي وهو المنصب، وعدم وجود المانع وهو عدم وجود الورع لدى المسؤول، تماماً كعملية الاحتراق التي لا تتم إلا بوجود الحطب وعدم وجود الرطوبة فيه.
 لذلك نحن بحاجة الى استئصال حالة التكبر بتذكير المتكبر بأن أولئك الذين يحفونك بالاحترام والتبجيل إنما يقدمون ذلك لا لشخصك بل لمسؤوليتك..! وإذا ما نحيت عن منصبك فلا تجد أحداً منهم، لذا عليك بالتواضع الذي ترضي به الله تعالى والذي له سحر أخّاذ في استمالة القلوب بخلاف التكبر الذي لا يحصد المرء منه إلا غضب الله وازدراء الناس به.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156223
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28