• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حوار مع الاديبة صونيا عامر .
                          • الكاتب : سعدون التميمي .

حوار مع الاديبة صونيا عامر



عبق الارز يفوح من كلماتها وهدؤ لبنان نجده في عينيها الساحرتين ، صونيا عامر شاعرة اثبتت جدارتها ووضعت لها لمسة جميلة وخاصة ، حالها حال الكثير من الشعراء والمبدعين قد عصفت بها رياح الغربة لتبعدها الوطن الام لبنان وعن بيروت حاراتها الجميلة المليئة بالدهشة السحر ، فهي كما البحار تعاند الريح باشرعة الابداع والتحدي ،فهي تمسك بيدها أكثر من تفاحة ، شاعرة تكتب الفصحى والمحلية ورسامة ماهرة حيث جمال الطبيعة ورونقها تجسد في الوان فرشاتها ، وكذلك فنانة في الخياطة والتفصيل النسائي ومصصمة ازياء وديكورات ، ولكل مجال من الابداع عندها له طقوسه الخاصة ...
* عرفينا عن نفسك، من هي صونيا عامر؟
-  أنا سيدة لبنانية عمري 41 سنة،  أقيم في الكويت منذ العام 1989، متزوجة وباركني الله بابنين، أكتب الشعر والقصص وأرسم، موظفة صباحا كما وأدير عملي الخاص بعد الظهر وفي أوقات الفراغ ، هذا العمل الذي تحول من الهواية الى المهنة  جراء الأزمة الاقتصادية وبداية دراستي الماجستير بالعام 2009 من جامعة ويلز ببريطانيا، حين تأثرت بفكرة أن نأكل مما نزرع وأن نلبس ما نصنع. عملي ألا وهو تصميم الحقائب الجلدية بالإضافة الى الملابس النسائية، www.soniaamer.com.
مسيرتي الكتابية بدأت مبكرا بالعام 1984 حيث كتبت أول قصتين، ومن ثم انقطعت عن الكتابة لسنوات لانشغالي بالتعلم والسفر وبناء أسرتي ، الى أن عدت بالعام 1998 للكتابة حيث أضفت الى  رصيدي الكتابي موضوع الشعر، حين بدأت بكتابة أول قصائدي، كما وكنت أضيف الى القصائد رسوماتي الأولى التي هي عبارة عن رسومات للرأس من الخلف ( قفا الرأٍس) حيث يلفتني تصفيف الشعر وشكل الرأس من الخلف مما يدل على شخصية الإنسان الذي يحمله أي حامل الرأس تلك  وكنت أرسم بقلم الرصاص، على ورقة بيضاء منفردة أم بجانب القصيدة حسب ما أراه مناسبا.

 * من هي صونيا عامر هل هي الشاعرة ، الرسامة أم الكاتبة ؟ وعلى أي المرافئ الأدبية تتكئ ؟
- صونيا عامر تشبه ( ياس للجلي والغسيل والتنظيف ) أي ثلاثة بواحد، لا أنكر فأنا عشقي الأبدي الكتابة وبالتحديد كتابة النثر، سواء قصة، رواية أو حتى مقال أم نص أدبي يعنى الفلسفة، التحليل النفسي والروحي لأداء الأشخاص، ذكرتني في أول واجب أرسلته للدكتورة أثناء دراستي لإدارة الأعمال وكانت يومها إدارة الأفراد، كتبت لي الدكتورة "أرى من أسلوب كتابتك أنك كاتبة جيدة"، ولم أكن يومها أفكر إطلاقا بالنشر.
- أما الشعر فهو مختلف، الشعر حالة عاطفية تصل ذروتها حين نثر الحبر على الورق، أي حين ولادة القصيدة، فهي كمولود قد يطول أو يقصر مخاضه حسب تأثري بموقف أو حسب قوة ردة فعلي على الحدث نفسه. بالنسبة للرسم فهو ما أقوله دون أن أقول، أرسم حين أشعر أنني مضربة عن الكلام، إما أنني صامتة لكي أفكر أو حين أكون بحالة الإحباط الشديد وخيبة الأمل. لذلك يا صديقي فأنا ألعب ما بين الثلاثة وسر لعبتي هو الهروب من الكتابة الى الرسم وبالعكس.

* الشعر هو حالة نتلبسها نستسلم فيها للإلهام، فهل الإلهام صديقك تستدعيه وقتما تشائين؟

- كما قلت لك سعدون فأنا لا استطيع افتعال الأمور، أنا إنسانة طبيعية لدرجة مستفزة للكثير ممن يعرفونني، وأعطيك مثالا، كوني أما وواجبي أن أطهو، فأنا لا أجيد الطبخ إذا لم أكن بحالة نفسية جيدة، وهذا ينطبق على حياتي بشكل عام لذا أتهم بالمزاجية، وأنا لا أنكر و لا أنزعج إذا الصدق التام يترجم على هذا النحو، قصيدتي هي عصارة شعوري بأمر أو موقف ما اعتصرني حتى انبت مني شعرا. فالقصيدة هي من تستحضرني وليس العكس، أنا رهينة الولادة المرتقبة بأي لحظة ليلا نهارا ، صبحا مساء فلا مواقيت للقصيدة.

* نتاجك الأدبي كان ديوان “تيه” لمن كان إهدائك؟
    - إهدائي كان ومازال الى كل من وقف بجانبي، سواء بالسلب أم بالإيجاب فكلاهما خدمني، وكما أقول دوما  لقد اخترت لي حياة سعيدة طالما أردتها، فانا متخذ القرار.

* منذ متى بدأني الكتابة كشاعرة ومن هو المحفز الأول لك ؟
- كما أخبرتك فانا بدأت أكتب الشعر بالعام 1998، والمحفز الأول كان إحساسي برغبتي بقول ما أشعر للا أحد سوى نفسي.


* بمن تأثرت من الشعراء والكتاب اللبنانيين ؟
        بداياتي جبرانية فأنا أنهيت مجموعته بعمر 14 عام، وكان هو معلمي شعرا ونثرا ورسما، في المدرسة كنت أحب شعر إيليا أبي ماضي كثيرا، في مرحلة لاحقة ، وعلى وقع الأحداث تغيرت نوعا ما نظرتي للأمور تأثرت بشعراء اليسار كحسن زياد، عبيدو باشا وتوفيق ظاهر وشعراء العامية كطلال حيدر . أما على صعيد القصة فأهتم بما يكتب شكري أنيس فاخوري ومي منسى، وفيما يخص الأدب يلفتني أمين معلوف.

* غزارة الشعر وكثرة الإنتاج ، ألا تؤثر على نوع القصيدة ؟
- ربما تؤثر وربما لا، فهذا موضوع مرتبط بمدى غزاة الشاعر الإنتاجية، فمنهم من يكتب كل يوم قصيدة وتجدها أكثر من رائعة ، ومنهم من يكتب بالعام قصيدتين أو ثلاثة وتكون ليست على المستوى المطلوب. فالكم والنوع موضوع لطالما ارتبط بنوعية الشاعر ومدى صدق مشاعره.

* هل أنت متابعة للمشهد الشعري اللبناني وخصوصاً انك بعيده عن لبنان؟
    - مما لا شك فيه أن الفضائيات والانترنت ساهما كثيرا بتوصيل المعلومة أسرع من ناحية الجديد والفعاليات، ولكني لست منغمسة بالمجتمع الأدبي والشعري اللبناني.


* ما هو رأيك بالصحافة الثقافية في الكويت هل منحتك فرصة الانتشار ؟
- الكويت هي بلدي الثاني بما فيها من أناس وصحافة، نعم لقد لاقى ديواني الترحيب الأكثر من رائع سواء على مستوى الصحافة المحلية من ناحية التغطية الإعلامية أو من ناحية القراءات، أم على مستوى تفاعل الجمهور من ناحية توزيع الديوان و مشاركاتي بالاحتفالات الشعرية كيوم الشعر العالمي وغيرها من أمسيات.


* هل كان للفيس بوك من تأثير على نشر نتاجك واتساع الرقعة الإعلامية لـ صونيا عامر ؟
- نعم كان له الأثر الأكبر، حيث اختبرت ردة فعل القارئ على قصائدي قبل التفكير بعملية النشر، كما ولتويتر فوائد جمة  . إنما اعترف بتقصيري تجاهه لضيق الوقت فصفحتي تتطلب مني التواجد شبه الدائم للتواصل مع القراء أصدقائي وصديقاتي. وطبعا لا ننكر دور الصحافة المحلية التي نشرت لي العديد من القصائد.

* من هم قرائك الأكثر ، الإناث أم الذكور ؟
    - قد تفاجأ إذا قلت لك بأن العديد من الرسائل تصلني من إناث وذكور على حد سواء تفيد بأن ديوان "تيه" بما جاء فيه من نصوص ولوحات تشكيلية يشبههم ويتحدث بلسانهم، ذاك الغاليري المطبوع بألوانه وبقصائده المبسطة تمس الحياة اليومية العادية لنا جميعا سواء من خوف، شك، غيرة، حب ، فقدان عزيز، طبيعة وفنون، كل تلك المواضيع تضرب على وتر واحد هو إنسان اليوم الذي يشكو ضيق الوقت وارتفاع نسبة التوتر والانشغال لديه.


* وأخيرا بماذا تختمين هذا الحوار ؟
- لا يسعني بالنهاية إلا أن أشكرك سعدون لإتاحة الفرصة عبر هذا الحوار الشيق،  وشكر قرائي الأعزاء على اهتمامهم بما أكتب وبما سوف أكتب، أعمل حاليا على مجموعة قصصية، وإن شاء الله فسوف ترى النور على نهاية العام 2012.
   
المراجيح

أنا وهي والفرح المزعوم
أنت أنت أنا أنا وهي هي
فرح حزن أم مزيج
من زيت الفرح والحزن معا
أحبك تحبك نحبك
تحبنا تكرهنا تقربنا
تبعدنا ومن ثم تقربنا
تمرجحنا
ولطالما أحببت المراجيح
لطالما هي أيضا أحبت المراجيح
أكثر مني!
اقل مني!
ولطالما تساوينا
في حب المراجيح
في كره المراجبح
في حبك
في كرهك
وعدنا
لندور وندور
أنت لي
أنت لها
أنت لنا
ونبدأ من جديد


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15614
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29