• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فاطمة الزهراء بضعة الرسول وعين الإسلام .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

فاطمة الزهراء بضعة الرسول وعين الإسلام

حينما تتكلم عن سيدة نساء العالمين وتذكر مواقفها وهي تنفض غبار الهم والحزن عن أبيها في مهد الدعوة الإسلامية وما تعرض له رسول الإنسانية ومعلم البشرية وخاتم الأنبياء يتطلب منك بحر زاخر من الكلمات والمفردات الحسنة والمؤثرة في قلوب وفكر المسلمين , فاطمة اختارها الله وريثة الرسول الكريم وتركت من ذريتها إحدى عشر كوكبا  كل واحد منهم أكمل ووفى وبلغ المهمة التي انيطت به من قبل الله, صدق رسول الله وهو يقول أني تارك فيكم كتاب الله وعترة أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا ,عاشت السيدة فاطمة المظلومة عليها السلام في كنف أبيها بعد أن فقدت أمها الحنونة الصابرة المجاهدة المعززة ركن الإسلام بأفعالها وقد ذكر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه واله في حق أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ( والله ما أبدلني خيراً منها .. أمنت بي حين كفر الناس .. وصدقتني آذ كذبني الناس .. وواستني بمالها آذ حرمني الناس ... ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء ) فاطمة كانت تعيش حالة التفكير والتأمل وتظل حزينة حتى يرجع أبيها من الغزوات الإسلامية لكي  تنعم برؤيته البهية وتواسيه وتعينه على حمل أثقال دولته الفتية فهي عيون رسول الله وقلبه النابض لنشر الإسلام والحضارة وارساء المبادئ التي جاء من اجلها , وصدق الرسول حينما قال عن فاطمة عليها السلام ( يؤذيني ما يؤذيها ) خرجت ذات يوم إلى بيت أبيها تطلب من حوائج الدنيا لكي تعين أمرها قليلا , ولكن رجعت إلى بيت زوجها ولم تحصل على طلبها وحين سألها الإمام علي عليه السلام ما بك يا فاطمة قالت خرجت لأطلب أمور الدنيا فجئت لك بالآخرة , فقد علمها رسول الله بعض الكلمات لتعينها على صبرها والتحمل على المشقة في هذه الدنيا , في كتاب مقتل الحسين للخوارزمي عن حذيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه واله لاينام حتى يقبل وجنة ٌ فاطمة وعن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه واله قبل رأس فاطمة وقال : فداك أبوك كما كنت  فكوني  وفي رواية ( فداك أبي وأمي ) ثم قال رسول الإنسانية إني أذا اشتقت إلى الجنة قبلت فاطمة , قال الأمام الصادق عليه السلام عن أبي محمد الباقر عليه السلام : ياجابر اخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله : قال جابر : اشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة في حياة رسول الله صلى الله عليه واله لأهنئها بولادة الحسين عليه السلام فرأيت في يدها لوحاً اخضر ضننت انه زمرد ورأيت فيه كتاباً ابيض شبه نور الشمس فقلت لها : بأبي أنت وأمي يابنت رسول الله ماهذا اللوح ؟ فقالت: هذا اللوح أهداه الله عز وجل إلى رسوله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيٌ وأسماء الأوصياء من ولدي , فاعطانيه أبي ليسرني بذلك ,قال الأمام الصادق عليه السلام تفسير فاطمة :أنها فطمت من الشر , ثم قال لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفء إلى يوم القيامة على وجه الأرض ادم فمن دونه , سأل الأمام الصادق عليه السلام احد أصحابه وقدر رزقه الله بنتا , بم سميتها قال الرجل سميتها فاطمة: قال الأمام الصادق فاطمة ؟ سلام الله على فاطمة أما أن سميتها فاطمة فلا تلطمها ولا تشتمها وأكرمها , ليس من العجيب أن يختلف المؤرخون في تاريخ وفاتها ومقدار عمرها كما اختلفوا في تاريخ ولادتها قبل البعثة أو بعدها , فاليعقوبي يروي أنها عاشت بعد أبيها ثلاثين أوخمسة وثلاثين يوما وهذا اقل ما قيل بمدة بقائها بعد أبيها , وقول آخر أربعون يوماَ وقول أخر خمسة وسبعون يوما وهو الأشهر , كما قيل أيضا عاشت ستة أشهر أو ثمانية أشهر بعد وفاة أبيها , ومن الملاحظ أيضا عندما تحل ذكرى وفاتها يسارع الناس لاأقامة المجالس في الحسينيات والجوامع لتخليد ذكراها ويطعمون الطعام بكل سخاء ويسمون تلك الأيام ب ( الفاطمية ) ويرتقي المنابر الخطباء لقراءة مظلوميتها وسيرتها ويشاركهم الشعراء بإلقاء القصائد بحقها وتأبينها ورثائها وتزداد هذه الأعمال سنويا بحب الزهراء كما للحسين نار لاتنطفي كذلك للزهراء ذكرى خالدة ومعلقة في أعناق وقلوب الرجال والنساء من المحبين لآل بيت الرسول صلوات الله عليهم أجمعين , أذا كانت العادة الإنسانية قد قضت برثاء الميت , فان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تستحق الرثاء بعد وفاتها كما تستحق الثناء في حياتها فلا عجب أذا هاجت أحزان الأمام علي عليه السلام بعد وفاتها وحين قال بحقها رثاء جميل جدا :
نفسي على زفراتها محبوســــة                   يا ليتها خرجت مع الزفــرات
لأخير بعدك في الحياة وإنمـــــا                    ابكي مخافة أن تطول حياتي
وقوله أيضا مخاطبا الزهراء بعد وفاتها
مالي وقفت على القبور مسلماً                    قبر الحبيب فلم يرد جوابـــي
أحبيب مالكِ لا ترد جوابيــــــــا                     أنسيت بعدي خلة الأحباب
وكما أن ذكراها أيضا هو بركان يغلي القلوب وتدمع له العيون ويتشح العالم الإسلامي بالسواد والقطع المعلقة موسومة بأقوال الرسول صلى الله عليه واله بحقها وكلما مر الزمان يبقى حب وصدى الزهراء يتربع في ثنايا الصدور إلى يوم التلاقي , وفي مكارم الأخلاق : أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله  كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات , فكانت تديرها بيدها تكبرُ وتسبح الى أن قتل حمزة بن عبد المطلب ( رض ) سيد الشهداء , فاستعملت تربته وعملت  التسابيح فاستعملها الناس , فلما قتل الأمام الحسين عليه السلام عدل الأمر أليه فاستعملوا تربته  لما فيها من الفضل والمزيه ,توفيت فاطمة عليها السلام وهي في زهرة الشباب وعنفوان العطاء صابرة لما وقع عليها من الألم والظلم والانتهاك لحقوق الدين والإسلام , غادرت الدنيا ولم تذق طعم الراحة والتنعم وهي أبنت رسول الإنسانية بكت عليها الملائكة وبقاع الأرض التي كانت تعبد عليها , شيع جسدها الطاهر ليلاً والناس نيام حسب وصيتها وحضر تشيعها ثلة قليلة من أصحاب رسول الله وابنياها الحسن والحسين عليهما السلام , علي الذي رفع باب خيبر وحطم صناديد قريش وهشم التماثيل في أركان الكعبة انهارت قواه واستنجد لحمل الجنازة سلمان المحمدي ( رض ) قال له أعينني على حمل ابنة رسول الله , انطوت بوفاتها صفحة من صفحات الجهاد والنضال والصبر والتحمل على الألم والهم والأحزان ما لم تتحمله أي امرأة في عالم الوجود لم تذق طعم الراحة فقال لها أبيها يوما تحملي مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة ,قبرها مصون ومزدهر ملتصق بقلوب المسلمين العارفين بحقها , ذكراها خالدة ترن بمسامع المؤمنين ويحرك أفئدة عشاق الزهراء يوما بعد يوم سلاما على الزهراء يوم ولدت وسلام عليها يوم انتقلت الى جوار ربها وسلام عليها يوم يقول قائل غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة الزهراء عليها السلام.                  
 
 
 
sadikganim@yahoo.coM



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15534
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29